ما ضاقت إلا فرجت
محمد نجيب مطر
كلما استبد به اليأس واشتدت عليه
المصاعب كانت أمه تقول له : ما ضاقت إلا ما فرجت، كانت تعطيه الأمل فالفرج قريب،
وبعد كل عسر يسر، وأظلم نقطة في الليل هي التي يأتي بعدها الفجر، كانت الدنيا
تعانده، والظروف لا تساعده، والفرص تهرب كما يهرب عمره من بين يديه، ويسأل نفسه
متى يأتي هذا الفرج، إن الضيق لا يولد سوى الضيق أما الاتساع فيأتي بالفرج، الناس
تقول يوم لك ويوم عليك، وهو يرى يوم له وألف عليه، وعندما كان ينظر إلى أمه
بالشكوى كانت تربت على كتفيه وتقول ... ما ضاقت إلا ما فرجت.
وبينما كان في المحاضرة بكلية
الهندسة، كان المحاضر يشرح تجربة الشق المزدوج يقوم فيها باسقاط الأشعة الضوئية
على حائل به شق طولي، ويستقبل الضوء الخارج على شاشة فيخرج الضوء على قدر وشكل هذا
الشق، ثم يقوم المحاضر بتضييق الشق فيظهر الشعاع الخارج على الشاشة أكثر ضيقاً ، بعدها
يقوم المحاضر بتضييق الشق شيئاً فشيئاً ويضيق الشعاع على الشاشة شيئاً فشيئاً حتى
درجة معينة، وبعدها كلما ضاق الشق زاد عرض الشعاع الخارج كاسراً كل التوقعات
المنطقية ... إنها ما ضاقت إلا فرجت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق