صدر حنون
بقلم: عبد القادر كعبان
قرأت تلك الرسالة التي تركتها لي.. أوقعت
كأسا زجاجيا.. تفاجأت.. كانت لي الأم الحنون.. تحبني.. تدللني.. تذكرت لحظات من
الطفولة الجميلة.. أصابغ تدغدغني.. قبلة على الجبين.. يكبر السر بداخلها.. تكبر
الحكاية.. يبقى السؤال محيرا..
- من تكون تلك المرأة..؟
أم بعيدة عن أرض الوطن.. تعود اليوم كسحابة
عابرة محملة بالأمطار.. فاجأتني خطوات أمي المتوترة.. غمرني شعور رهيب.. مدت
ذراعيها.. احتضنتها بقوة رهيبة.. تماسكت للحظات قائلة..
- قد يرحل الانسان عن أهله مرغما على ذلك..
يحس بقساوة تلك اللحظة.. لكن..
ابتسمت باكيا:
- كم أنا محظوظ.. لقد حظيت بصدر حنون.. هي..
رحلت منذ سنوات.. أنت الوحيدة اليوم التي يحق أن أناديها أمي.. أجل أمي.. رحلت دون
أن ترضعني من ثذي أمومتها..
- ربما.. لكن تظل هي أمك الحقيقية..
فضلت الصمت على شهوة الكلام.. دخلت غرفتي..
فتحت تلك النافذة المغلقة.. تركت روحي تبحر بين مجموعة من الصور.. صور من الماضي
الذي يصعب نسايه و حاضر يستحيل تقبله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق