تلاشي
سعاد محمود الأمين
يقف أمام المرآة المثبتة على الخزانة الخشبية المتهالكة، التي تشاركه
الحجرة الفارغة المعتمة لايجد ضوء الشمس
طريقه إليها، فجميع منافذها مغلقة بإحكام، المرآة قد شرخ صفاؤها، فتلاصقت قطعا
صغيرة تحتمي ببعضها من التناثر..ينظر إلى هيئته ثم يتحسس قسمات وجهه المتعدد،نزولا عند جسده المقسم، حتي أسفل قدميه. يعتريه الهلع فينخرط فى
بكاءٍ طويل:
ــــ لمن كل هذه الوجوه والأقدام؟!
كلما أفل النهار وهدأ الكون، عند راحة البدن تعتريه هواجس العدمية، يحيط
جانبي فمه بيديه وينادى اسمه بأعلى صوته:
ـــ تيرنا...تيرنا...
فترجٍعالجدران صدى صوته:
ـــــ ت ت ييرررنن آآ..
تنفرج أساريره ..فيتمتم
ــ هذا اسمى! أذن أنا موجود.....
يصمت محدقا فى الفراغ:
ـــــ
ولكن! من الذى يناديني؟
ثم يقفز
متجها نحو المرآة...ويبدأ فى التلاشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق