2013/12/11

بدون مؤاخذة- الموت للعرب.. بقلم:جميل السلحوت



بدون مؤاخذة- الموت للعرب
جميل السلحوت
الموت للعرب شعار بات مألوفا في اسرائيل"واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط"  فبامكان المرء أن يراه مكتوبا بأيدٍ صهيونية نقية في الكثير من المواقع، يراه على جدران المساجد والكنائس التي يقتحمها المستوطنون اليهود، وعلى شواهد القبور العربية التي يتم تدنيسها وتحطيمها، وعلى السيارات العربية التي يعتدي عليها المستوطنون في القدس وغيرها، وعلى جدران الشوارع وغيرها ويبلغ ذروته أثناء اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، فيوم أمس الاثنين 2-12- 2013 وبمناسبة رأس السنة العبرية وعيد الأنوار اليهودي وعندما توجهت المسيرات اليهودية من حائط البراق الذي اتخذوه مبكى ومصلى لهم، وانطلقت مسيراتهم منه  باتجاه ابواب المسجد الاقصى تحت حماية قوى الأمن الاسرائيلية، بدءا من باب القطانين، والحديد، والملك فيصل، وباب حطّة، وصولا الى باب الاسباط، كان شعار"الموت للعرب" والتهديد بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه هو السائد...علما أنّ هذا الشعار ليس شعارا عابرا رفعه متطرّفون عابرون، بل هو ثقافة سائدة، تماما مثلما هي ألفاظ تحقير العربي واهانته وشتيمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثقافة سائدة عندهم. وقد سبق أن قالت جولدة مائير رئيسة وزراء اسرائيل الراحلة"العربي الطيب هو العربي الميت" وسبق أن وصف الحاخام الراحل عوفاديا يوسف العرب بـ"أبناء الأفاعي" ووصفهم رفائيل ايتان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الأسبق بـ"الصراصير".
واللافت أنّ أحدا من الدّول التي تدّعي الديموقراطية لم تحتج على هذا النهج العنصري الاجرامي، والسكوت على أمر ما يعني الموافقة عليه...وشعار "الموت للعرب" لا يقتصر على طلب الموت للفلسطينيين فقط، بل يتعدّاهم الى العرب جميعهم، بمن فيهم من يُسبّحون بحمد اسرائيل وأمريكا...ومن حق المواطن العربيّ أن يتساءل فيما اذا كانت الدّعوة لقتل أمّة تندرج تحت باب "حرّيّة الرأي"! ولو تصورنا جدلا بأن مظاهرة قام بها عرب في أيّ مكان من العالم العربي ورفعوا فيها شعار"الموت لليهود أو للأمريكان" على سبيل المثال، أو حاولوا اقتحام كنيس يهودي، أو الاعتداء على مقبرة يهودية، وتحت حماية أمنيّة  عربيّة - مع أن هذه الافتراضية خاطئة- لأن الثقافة العربية ثقافة تسامح ومحبة، لكننا نسأل عن مدى ردود فعل اسرائيل وبقية دول العالم بعد ذلك؟ واذا كان العالم يتعامل مع اسرائيل على أنها فوق القانون الدولي والأعراف الدولية، فهل مباح لليهود في اسرائيل قتل العرب وانتهاك مقدساتهم؟ واذا كانت دول العالم الأجنبية غير معنية بحق العرب في الحياة، فما هو موقف النظام العربي الرسمي من هكذا جرائم بحق الانسانية؟
3 ديسمبر 2013

ليست هناك تعليقات: