2013/12/10

عام الحصان ، و عيد الربيع التقليدي في الصين بقلم : رضا سالم الصامت

عام الحصان ، و عيد الربيع التقليدي في الصين
بقلم : رضا سالم الصامت
 
  عام  2014 هو عام الحصان ، و عيد الربيع في بلاد  هو أهم عيد في السنة، فيه يلتقي القريب و البعيد ، يعود المسافرون إلى مواطنهم ليلتئم شمل العائلة، لذلك تكون فترة ما قبل العيد، والتي تمتد أسبوعين أو أكثر، إلى ذروتها، فالناس تتدفق إلى المطارات ومحطات القطارات والسيارات للسفر إلى مواطنهم البعيدة والقريبة. عيد الربيع يؤرخ لبداية السنة الجديدة حسب التقويم الزراعي القمري الصيني، والذي يكون عادة بعد نحو شهر واحد من رأس السنة الميلادية. و من الثقافة الصينية التقليدية، فان  تاريخ عيد الربيع طويل ،حيث نشأ منذ عهد أسرتي ين وشانغ  نحو القرن الـ  17  إلى القرن 11 قبل الميلاد
من نشاطات العيد  تقديم الاحترام للآلهة والأجداد في نهاية العام وبدايته. و من العادات و التقاليد في الصين يقوم الناس بإلصاق صور عبارة عن شعارات مصنوعة من الورق على ابواب و نوافذ المنازل و يسمونها تشونليان و وندوي أو تاو فو هذه الصور تعبر عن رغبة الناس الجميلة بأسلوب أدبي صيني هي تعبير عن السعادة و باللغة الصينية نقول فو  كلمة فو تصنع من الورق المقصوص
تنتشرهذه العادة  بين عامة الشعب في الصين إلصاق الأعمال الورقية المقصوصة في شبابيك المنازل في أيام عيد الربيع . فهذه الأعمال الورقية المقصوصة لا تزيد فقط من فرحة الناس بالعيد بل هي بحد ذاتها أعمال فنية تجمع بين وظيفة الزينة وجمال الرؤية والوظيفة العملية . إن قص الأعمال الورقية هو فن شعبي منتشر في الصين يلقى إقبال الناس وإعجابهم
تعليق رسومات السنة القمرية علي جدار المنازل هي عادة منتشرة في المدن والأرياف الصينية في أيام عيد الربيع، حيث تزيد هذه الرسومات الزاهية الألوان من بهجة الناس وسرورهم بالعيد . صنع رسومات السنة القمرية هو فن شعبي صيني قديم ،  وتعكس تلك الرسومات العادات والتقاليد البسيطة لدي عامة الشعب ومعتقداتهم وتحمل آمالهم بالمستقبل الأجمل . هي رسوم جميلة تمثل السنة الجديدة و من عادات الصينيين تزيين البيوت و تنظيفها وتهيئة الجو السعيد و التعبير عن تطلعات الناس بالمستقبل الباسم
يصادف اليوم الثامن من الشهر الثاني عشر وفق التقويم القمري الصيني عيد لابا حيث يقيم الناس منذ أوائل أسرة تشين الملكية قبل أكثر من ألفي سنة مراسم الذكر والتمجيد للأسلاف واللآلهات طلبا للحصاد الوافر والبركة في السنة المقبلة . وتناول شربة لابا في هذا العيد هو أيضا عادة دامت  أكثر من ألف سنة في الصين . تحتوي هذه " الشربة " علي الأرز اللزج والأرز الأصفر وفول الصويا أي " الكاكاوية " ولب المشمش وغيرها من الحبوب وتغلي معا على النار الي أن تنضج... وتناول الوجبة العيدية يكون ببطء ، و في جو ملؤوه المرح و الفرح ، وتبدأ الوجبة مع إضاءة المصابيح في البيت، وتستمر إلى منتصف الليل في بعض الأسر. و خلال الاحتفال تطلق الألعاب النارية عند باب البيت و إطالة السهر حيث تبدأ السهرة الطويلة في عشية عيد الربيع مع تناول وجبة عشاء العيد
بدأت هذه العادة منذ عهد الأسر الجنوبية والشمالية التي كانت تحكم الصين القديمة وان وجبة عشاء عيد الربيع تتكون من أطعمة مسلوقة في قدر علي نار والسمك، حيث يتم طهي الأطعمة بغمسها في ماء مغلي داخل قدر موضوع علي نار أثناء تناول الطعام، الأمر الذي يهيئ جوا دافئا في البيت... كما لا ننسى الأكلة المعروفة  جياو تسي  ، أما الأطفال فيمرحون و يلعبون و سط فناء بيوتهم في فرح و حبور ولهو و في الصباح الباكر يزورون الأهل و الخلان و الأصدقاء
 يعتبر عام الحصان او الفرس  أحد 12 برجا مرتبطة بالتقويم القمرى الصينى ،ويعتقد العديد من الصينيين أن مصيرهم مرتبط بالرمز البرجى الذى يصادف عام ميلادهم . ويمثل "عام الحصان" الحظ الجيد والرخاء
غالباً ما يكون للحصان  أهمية روحية كبرى في مختلف الأديان و في الثقافات الآسيوية و خاصة الثقافة الصينية ، اذ يعتبر مثالا للقوى الأساسية الطبيعة ، الدين والكون، كما تربطه مع الحكمة وكثيراً ما يقال أنه أكثر حكمة من البشر، وطول العمر، و يعتقد أنه يملك شكلاً من أشكال القوة السحرية أو القوى الخارقة للطبيعة، وغالباً ما ترتبط بالآبار والأمطار والأنهار. و قد عرف الإنسان الحصان منذ العصر الحجري واعتمد المؤرخون على ظهوره وفترة تحديدها بالنسبة للرسوم الصخرية التي سجلت صور للأحصنة. تم توافد الخيول من آسيا  من قبل البدو الرحل  حيث يعتقد بأنهم أول من أستأنسها ثم نقلوها إلى الصين و الى البلاد العربية، ومن الشعوب التي اشتهرت بذلك الجرمنت بليبيا  ويعتبر اقتناء الخيل والاهتمام بها في الماضي مظهراً من مظاهر القوة والجاه والسلطان، وكان للخيل الدور الهام في حياة العرب. و لكن لم يكن ترويض الحصان لدى الإنسان القديم ممكناً حتى تمكن من ابتكار بعض الأدوات ومنها أدوات الصيد
 باعتباره  من الحيوانات  الجميلة  التي تحب الركض  و الاندفاع  و العدو وإن أول ما يلفت النظر في الحصان، رأسه  وهو مؤشر مهم على أصالته، وعلى مزاجه وصفاته. إن الانطباع الأول الذي يأخذه المشاهد عن رأس الحصان وحجمه الإجمالي، وشكله، ونعومة جلده، وشفافيته، هو رأسه و عيناه . فإذا كان الرأس صغيراً بعض الشيء، ناعم الجلد، خالياً من الوبر عند العينين والفم، وإذا كانت العينان كبيرتان صافيتان، والأذنان صغيرتان، نستطيع القول إن هذا الحصان من عرق أصيل، لأن هذه الصفات تدل على أصالة العروق ونقاء دمها. وقد نصادف أحياناً عروقاً على درجة كبيرة من الأصالة، ولا تتمتع بهذه الأوصاف كاملة، كأن يكون الرأس كبيراً في الوقت نفسه التي تدل فيه ملامحه وأعضاؤه على الأصالة. وقد يكون صغيراً وفي الوقت نفسه غير أصيل. ولكن الرأس الصغير هو المفضل غالباً، وخاصةً عند الذين يعشقون ركوب الخيل.، اما العنق هو العضو الذي يصل الرأس بالجذع، ويحكم على عنق الحصان من خلال طولها، وسمانة عضلاتها، وشكلها، وطريقة اتصالها بالجذع. إن شكل العنق يؤثر تأثيرا مباشراً على عملية القيادة، فإذا كانت تشبه عنق الأيل، أصبح بإمكانه التخلص من تأثير  اللجام عليه، فيصبح بالتالي، صعب الانقياد، فلا ينصاع لأوامر قائده، وخاصة إذا كان ذا طبع عصبي، وهذه الأمور تفقده الكثير من قيمته. أما إذا كانت عنقه طويلة، فإنه يكون مطيعا في الانقياد، والعنق الطويلة لا تزعج راكبي الأحصنة عند العدو السريع. للعنق أهمية كبيرة في جسم الجواد، فعلى طولها وقصرها تتوقف حركته، ويعرف عتقه أو هجنته، وللعنق تأثير كبير على ميكانيكية الحركة عند الحصان، كما لها تأثير كبير على توازنه أثناء عدوه، فالعنق الطويلة تساعد الخيول على العدو السريع ولذلك نرى أن خيول السباق جميعها تتمتع عادة بعنق طويلة على شيء من النحافة.
تقول الاساطير الصينية ان  الحصان في التاريخ   يرمز للنجاح ، والحرية ، والسفر ، والشجاعة والقوة والسلطة ، والنبل ، والحكمة والإخلاص. ... وهو أيضا رمز للحياة والموت ، والنعمة والجمال  والحصان يعتبر أيضاً رمز للولاء والإخلاص وقد يكون يرمز إلى روحك المحاربة إنه المقاتل الشجاع الذي يعيدك إلى منزلك بأمان بعد رحلتك الطويلة والبعيدة

 الحصان يرتبط بالحرب والخصوبة. فمع الحرب يأتي النصر والسيطرة والحياة طويلة ، والثروة التي تأتي مع الانتصار في المعركة
الرومان كانوا يعتقدون أيضا أن الحصان هو رمز لاستمرارية الحياة ،وكانوا يقدمون الحصان كأضحية للآلهة في أول كل أكتوبر من السنة ويحتفظون بذيله في فصل الشتاء باعتباره علامة الخصوبة.
الحصان في الأبراج الصينية يمثل القوة والسلطة والغرور (إذا كانت امرأة) والحرب والفروسية ويكون الشخص عملياً ومحب وصبور ومتفاني ويميل للاستقرار (إذا كان ذكراً).
وفي البوذية ، يظهر في كثير من الأحيان حصان أبيض مجنح يحمل كتاب القانون. ويقال إن بوذا قد غادر الحياة المادية بركوب الحصان الأبيض المقدس
هناك الكثير من الخيول الأسطورية ارتبطت ببعض الثقافات القديمة وهذه بعض منها:
بيغاسوس (بالإنجليزية: Pegasus) بيجاسوس: الحصان الأسطوري المجنح في الميثولوجيا الإغريقية، أنشأه بوسيدون، وكان له دور كبير في الأساطير. ذكر بيجاسوس في أسطورة هرقل ابن زيوس، تروي الأسطورة أنه خلق من جسد ميدوسا بعد أن قطع بيرسيوس رأسها، وأنه ما أن ولد حتى طار إلى السماء.

رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي

ليست هناك تعليقات: