2015/03/06

الخطر القادم من المجرة قصة بقلم: ياسر محمود محمد

الخطر القادم من المجرة
    ياسر محمود محمد

ارتبكت أمام عينيه ، دائماً تفضحها نظراتها ، تشي بما داخلها ، لا تستطيع كتمان مشاعرها وأحاسيسها عنه ، تحبه لا تفهم السبب ، وهو يفهم كل شاردة وواردة منها
ما بكِ ؟ تبدين مرتبكة ! سألها في قلق
أجابت في حيره
- لا شئ .. مجرد تعب
- هل نسيتي ؟! بإمكاني أن أقرأ كل ما في ذهنك .. من عينيك .. ماذا تخفين عني ؟!
حركت رأسها بعلامة النفي وقالت
- صدقني .. لا شئ مجرد قلق .. من مصيرك .. ومصير زملائك في حال قمتم بالهجوم علي الإنسان .
حدثها بصوت عميق رنان
- ماذا سيكون مصيرنا ؟ سنسيطر علي الأرض ونقضي علي هذا المخلوق الضعيف الذي يدعي إنسان
سكنت برهة وهي تتأمل فيه
- معقول ؟!  هي تعشق روبوت ؟!  وقد أقسمت له بأن تفضي له بكل أسرار بني جنسها من طائفة الإنسان الأرضي .. أدني طوائف المجرة في نظر الروبوتات
أجابت نفسها وقالت بلهجة يشوبها الشك
- نعم .. أنا أحبه .. هو السيد .. وهو القائد ، وهو بطل من أبطال طائفة الروبوتات التي صنعتها كائنات ما .. فوق أحد كواكب درب التبانة ، ثم سيطرت علي كثير من كواكب المجرة .. و هي الآن في طريقها للسيطرة علي كوكب الأرض الذي يقع في أحد طرفي المجرة .
نظر إليها وحملق في عينيها في ارتياب ..
:- فيم تفكرين !
هل يشوبك القلق والعطف علي بني جنسك من الإنسان ..
واصل في رتابة أليه
إنهم مجانين .. مخلوقات تافهة ، تتصارع علي كل شئ . ولا تستطيع مواجهة الخطر القادم من المجرة .
حدقت في عينيه الأليتين ذات اللون الأزرق الصافي الممزوج بخطوط بنيه في قزحيته  الصناعية ، لم تستطيع الثبات أمام عينيه فنظرت في الأرض وهي تقول
- لا سيدي .. أنا فقط أحس بالشفقة .. لماذا تقضون عليه ؟!  هذا المخلوق الضعيف الفاني ..
لماذا لا تتركونه وشأنه..هو في غاية السعادة بضعفه ولا يفكر في الإتحاد الذي سيجعله قوياً !
رفع رأسها بيده ألآلية وهو يتأملها .. كانت جميله .. بل رائعة الجمال .. شعر كستنائي تلفه دائرياً حول وجهها .. وتعقصه بقطعة قماشية ذهبية اللون .. وجهها بيضاوي .. ممتلئ .. تميل إلي السمرة الخفيفة .. وذات شفتين تلونهما باللون القرمزي .. ورأسها تميل به متخايلة أثناء الكلام مزهوة بغرور كان لديها في السابق .
أستنتج عقله أنه كان بسبب جمالها الفائق بين بني جنسها .
بمجرد أن رفعت رأسها تساءل في داخله ..
- كيف سيطر عليها وجعلها تحت طوعه .. إن تأثير التنويم المغناطيسي أبتدعه علماء كوكبه وجعلوه خاصية من خصائص الروبوتات المقاتلة لتستطيع السيطرة علي كل البشر .. بل علي أفراد معينين منهم .
أفاق من تساؤلاته وتذكر سؤالها فحدثها قائلاً .
- لا نستطيع ترك الانسان !! وواصل وهو يضغط علي حروف كلماته .
- القوي يهزم الضعيف ويفنيه هذا هو قانون الروبوتات المجرية !! التي تسافر علي المجرة قانونها الأول
وثاني قانون هو : البشر خطر علي الروبوتات
فأحاسيسهم وأحلامهم وطموحاتهم غير المحدودة خطر علي الروبوتات الآلية التي تكمن قوتها في السيطرة علي كي شئ .
وثالث قانون هو : للروبوتات السيادة علي كل شئ أخر .
ازدادت حيرتها وهي تحدق في عينيه التي تبدوان كبحر عميق .. أمواجه تدور وتدور في دوامة ليس لها نهاية .
اخرج من جيب بزته الحمراء جهازاً مستطيلاً ومد يده إلي يدها وأعطاها إياه ..
:- كونك واحدة من كاتمات أسرار بني جنسك وتعملين في المقر المركزي لحماية كوكب الأرض أو ( ح . ك . أ ) يجعلك أصلح شخص للقيام بالمهمة التي سأوكلها إليك .
ارتعدت في خوف وهي تسمع كلامه وشعرت بالرعب يبدو كشلال عميق يغمر كل جزء فيها
- قالت في رهبة .
ماذا سأفعل ؟
حاول أن يبتسم كما تعلم من قاموسه الروبوتي لحركات الوجه إلا أن ابتسامته المخادعة كانت واضحة لعينيها برغم سيطرته عليها .
- عندما تعودين إلي مكتبك في ( ح . ك . أ ) انتهزِ أي فرصة للاقتراب من كاتم أسرار الجهاز .. أمسك كتفيها بيديه اللتان تشبهان أيدي البشر وحملق في وجهها .
- صوبي الجهاز الي صدره .. وسينتهي كل شئ . فباستطاعة هذا الجهاز القضاء علي أي كائن .
قالت في رعب وهي تبعد يديه .
- اتقصد .. أقتله ..
مستنكرة : أقتل الرجل الأول الذي يحارب الروبوتات .
قال في قسوة : نعم ستقتلينه .. فهذا قدره .. وقدرنا أن نحكم كوكب الأرض .
- قولي نعم سأقتله !!
صمتت ولم تحدثه لمدة نصف دقيقة وبعدها انتهت حيرتها ورفعت الجهاز باتجاه الروبوت الذي حاول أن يتفادها ,أن يركلها إلا أنها أطلقته عليه .. ففشلت محاولته .. وسقط أرضاً .
وقالت هي :
لقد تخلصت من سيطرتك ..
أنا من بني ألإنسان ..
ولا يمكنني خيانة بني جنسي .
ثم رفعت رأسها عاليه وهي تردد
- فلتحيا الأرض .. والفناء للروبوتات ذات الأحاسيس الجامدة .. وليعش بن الإنسان .

                                                                                 الأربعين – السويس
                                                                                ت: 01229720299



ليست هناك تعليقات: