متابعة/ أحمد طوسون
اتهم مثقفون وزير الثقافة فاروق حسني بالعبث بالمسرح المصري الجاد الذي يمثل خط الدفاع الأول عن ثقافة الأمة وهمومها لصالح ما يسمى بالمسرح التجريبي والذي يرعى الوزير مهرجانا سنويا له(افتتح الوزير دورته الثانية والعشرين منذ أيام) يحتفي بعروض فرق الصف الثالث والرابع لثقافات بعيدة كل البعد عن ثقافتنا المصرية والعربية وينفق على مهرجانه السنوي ملايين الجنيهات في الوقت الذي لم ينشط فيه المسرح المصري الجاد.
جاء ذلك على خلفية المائدة المستديرة التي عقدها نادي أدب بيت ثقافة سنورس بمكتبة الطفل مساء الخميس 13 أكتوبر تحت عنوان (مسرح الثقافة الجماهيرية.. إلى أين؟).
حيث قال المخرج المسرحي عزت زين والمشرف بإدارة المسرح بالهيئة أن مسرح الثقافة الجماهيرية كان مصدر جذب للجماهير في بداياته إلا أنه بفعل هذا المسرح ذاته انصرف الجمهور عنه بسبب تهالك دور العرض واهتمام الوزير بالمسرح التجريبي الذي ينفق على مهرجانه ملايين الجنيهات لا تتناسب ومردود المهرجان ، كما أنه لم ينشط المسرح المصري رغم أن المسرح يرتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمعات ولم نستفد شيئا من المهرجان التجريبي الذي تشارك به فرق الصف الثالث والرابع في بلدانها.
وقال أن مسرح الثقافة الجماهيرية أصبح مسرحا مترهلا يسير بقوة الدفع التي أخذها منذ الستينات، ولتنازع مجموعة من أصحاب المصالح والمبتزين حوله، وأضاف أن ما يحدث من محاولات إنقاذ لمسرح الثقافة الجماهيرية هي في حقيقتها محاولات ترميم وليست إصلاح.. وقال إن انصراف الجمهور عن المسرح وما يحدث في بعض المواقع الثقافية من إعادة تقديم ذات العروض بنفس عناصرها مع تغيير اسم المخرج يعد كارثة ويجعل المسرح يقتات على نفسه وبطبيعة الحال هذا المناخ لا يصلح لإنتاج حالة مسرحية طبيعية!
وقال أن إدارة المسرح الحالية والإدارات السابقة تسعى نحو تفتيت مراكز الفساد بتطبيق فكرة المكتب الفني والتي تمنع انفراد شخص واحد بكل القرارات وتجعل الضمير الجمعي هو المتحكم، وقال أن أصحاب المصالح وقفوا ضد اقتراحات الإدارة بدمج بعض الفرق أو تحويلها إلى ورش مسرحية للتغلب على الظروف الصعبة التي تواجه بعض المواقع.
أما الشاعر والروائي أحمد قرني محمد والفائز بجائزة الهيئة العربية للمسرح في مسرح الطفل بدورتها الأولى فقال أن العناصر التي يقوم عليها مسرح الثقافة الجماهيرية تتشكل من هواة، لذا فغالبية العروض تكون بمثابة تجارب هواة بسيطة ومحدودة الرؤية وتعرض في أماكن غير لائقة للعرض، وإذا كان لا يمكننا الجزم بوجود فساد كامل بمسرح الثقافة الجماهيرية فيوجد فساد في الرؤية، فما معنى أن ينفذ نص لكاتب واحد في أكثر من موقع تابع للهيئة وما معنى اختيار نصوص من المسرح العالمي لتقدم في أقاصي القرى ولا تناسب الجمهور الذي تسعى إليه تلك العروض وطالب بتدخل الإدارة في اختيار النصوص بما يضمن عدم تكرار تنفيذ نصوص بعينها وملائمة النصوص للموقع الذي ستنفذ فيه.. وقال أن الإصلاح لا يجب أن يترك لضمائر البشر، وأن مسرح الثقافة الجماهيرية يعاني من ضعف سقف الحرية في عروضه ،والعاملون به يفتقدوا إلى الشجاعة في طرح الموضوعات المتداولة بالساحتين السياسية والاجتماعية، فالحرية محفز هام لاستعادة جمهور المسرح.
واتهم اللجان التي تقوم بتقييم العروض بالخلط ما بين تقييم العرض وهو في حقيقته تقييم للمخرج صاحب العمل وبين تقييم الفرق الذي يجب في رأيه أن يتم من خلال منحنى زمني لمدة خمس سنوات يتم الحكم بعدها على استمرار الفرقة أم وقفها.
أما الكاتب المسرحي أحمد الأبلج فقال أن المسرح التجريبي ليس له مردود على المسرح المصري بل أنه أفسد تجارب الشباب الجديدة ، وعن مسرح الثقافة الجماهيرية قال أنه لا علاج إلا بتحديد المشكلة وقد سمعت تصريحا لرئيس الهيئة د.أحمد مجاهد يقول فيه أن مسرح الثقافة يعتبر خط الدفاع الأول للجماهير المصرية ضد الفساد والانحراف، فهو حدد المعني بالمنتج الثقافي بالجمهور، والجمهور انصرف عن المسرح بسبب شق إداري لا أتحدث عنه، وشق فني يتمثل في عناصر العمل الفني من المخرج إلى الممثل ومرورا بكل العناصر الأخرى المسئولة عن العرض المسرحي الذي لا بد أن يعبر عن الجمهور المتوجه إليه، فالمشكلة في نظري تتلخص في اختيار النصوص وكنت قد اقترحت بجريدة مسرحنا على إدارة المسرح أن تضع مكتبة تضم النصوص المسرحية المجازة لتكون تحت أعين المخرجين ولا بد أن يكون للإدارة دور في ملائمة النصوص للموقع الذي تنفذ فيه.
أما القاص والروائي أحمد طوسون فقال أن مسرح الثقافة الجماهيرية يعاني ترهلا ولا بد من تقليل عدد الفرق ودمج الفرق الضعيفة للاستفادة من دمج الميزانيات في مواجهة الظروف الصعبة التي تعمل بها الفرق في المواقع البعيدة عن العاصمة.
وطالب بتخصيص جزء من الملايين المهدرة على مهرجان المسرح التجريبي لتحفيز الفرق والعروض المميزة سواء من الفرق القومية أو فرق قصور وبيوت الثقافة وأن يراعى في اختيار لجان المتابعة والتحكيم تغييرها المستمر وعدم تكرار أسماء أعضائها لتفادي المجاملات الفاضحة التي تحدث لبعض العروض.
وقال أنه لا يستشعر نية حقيقية عند القائمين على مسرح الثقافة في إصلاحه.. ولو أرادوا الإصلاح لأحدثوه لأننا لا نعاني نقصا في النصوص أو المخرجين أو الممثلين وباقي العناصر الفنية ولكننا نعاني نقصا في الضمائر، ولو كانت الهيئة جادة لعوضت الممثلين الهواة بحوافز رمزية تتناسب مع ما يبذلوه من جهد وتفرغ أثناء البروفات والعروض بدلا من المبالغ التي لا تغطي تكلفة انتقالاتهم من بيوتهم إلى المواقع التي يعملون بها.
واقترح على المسئولين بالهيئة العامة لقصور الثقافة تخصيص أحد المسارح التابعة للهيئة لتعرض عليه العروض المميزة بالمواقع المختلفة كل عرض لمدة شهر ليحظى بمتابعة النقاد والمسرحيين كحافز للتميز لجميع العناصر ودافع للإجادة بدلا من سعي كثير من الفرق إلى تسوية أوراقها وتقديم عروض تستمر لثلاثة أيام لا غير مما يعد إهدارا للمال العام.
الكاتب المسرحي د.عمر صوفي قال إن رسالة المسرح رسالة نبيلة للارتقاء بالذوق العام وتقديم الفكر الراقي وهو الأمر المنوط بمسرح الدولة بعد أن تحول مسرح التجاري إلى ملاهي .. وتساءل عن السبب الذي لا يجعل مسرح الثقافة الجماهيرية يتفاعل مع المدارس والجامعات ويذهب بعروضه إليه كما تساءل عن السبب الذي يجعل إدارة الهيئة تتمسك بضرورة أن تكون النصوص مجازة ومعتمدة رغم أن النص المسرحي يجب أن يناسب مستوى الجماهير الذي يقدم لها واقترح على الهيئة أن تقدم عروضها في المواقع التابعة لها وتسكنها أغلبية من المجتمع الزراعي في مواعيد تتناسب مع عاداتهم ومواعيد سهرهم!
أما الممثل بمسرح الثقافة الجماهيرية محمد مختار فقال أن مشاكل الإدارة كثيرة ولا يصلح معها إلا مقاضاتها، فمسرح الثقافة الجماهيرية بدأ بمقولة سعد الدين وهبه ووصفه له بأنه أكاديمية مسرحية في كل محافظة وانتهى إلى مسرح الأقاليم، وعن عزوف الجمهور عن المسرح قال إن دراسة الجمهور مسألة صعبة لكن الجمهور الايجابي المتفاعل يحققه إبداع حقيقي أهم ملامحه أنه إبداع إقليمي يرتبط بمشاكل وقضايا المكان، والتجارب التي توجهت للجمهور أثبتت نجاحها كنموذج تجارب د. صالح سعد. وقال أنه لا يوجد فارق كبير بين فرق الهواة والمحترفين إلا في فكرة الارتزاق!
أما شاعر العامية مصطفى عبدالباقي فقال طالما كانت الدولة توجه كل ميزانياتها لصالح كرة القدم وإعلام كرة القدم فكيف نتحدث عن حركة مسرحية لا يأخذ المشاركون فيها الفتات مقابل الوقت والجهد الذي يقتطعوه من أرزاقهم لأيمانهم بالثقافة ودور المسرح الهام في حياة الشعوب!
وقال أن الحل في مواجهة عزوف الجمهور عن ارتياد المسارح العودة من جديد لفكرة المسرح المتنقل.
وقال محمد عويس الممثل بفرق بيوت وقصور الهيئة المسرحية كممثل لا يهمني مشاكل الإدارة ولكنني احتاج إلى المناخ المناسب لتخرج هوايتي بالشكل اللائق سواء في التعامل مع مخرجين جيدين أو توفير مكان لائق للعرض أو توفير وحدات الصوت والإضاءة المناسبة
أما عماد عبدالحكيم مدير بيت ثقافة سنورس وعمل كمدير انتاج بحكم وظيفته لأكثر من عرض من عروض الهيئة فقال أن المكان بموقعي طارد للجمهور تغيب عنه كل إمكانيات المسرح وعندما تقع مشكلة إدارية لمسئول عن الأمن والسلامة وأنت لا علاقة لك بها وقال أننا بحاجة لدراسة عن شريحة الجمهور الذي يقدم له العرض ، ووصف الميزانيات التي تخصص للعروض بالهزيلة فآخر العروض التي نفذها كانت ميزانية العرض الإجمالية 17280 جنية، تعاقدات باب أول وأجور 15130 جنية، ويتبقى ما يصرف على انتاج العمل مبلغ 2800 جنية!!!!.
هناك تعليقان (2):
http://www.aldiwan.org/news-action-show-id-3091.htm
تحية خاصة لهذه الندوة الأدبية بثقافة سنورس - وهذا ليس بجديد على أهل سنورس المثقفون المبدعون
وأضيف - أين مسرح الثقافة الجماهيرية التى أنشأت من أجله الهيئة نفسها ؟
لم يعد هناك ثقافة بالهيئة العامة لقصور الثقافة .. ولم يعد هناك مسرحا بالإدارة العامة للمسرح التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة
بل أصبح هناك هناك كسور فى كل شيء
وسلملي على زمن الفن الجميل أيام سعد الدين وهبة وحتى حسين مهران .
والبقاء لله
مع تحيات ( الحامد )
إرسال تعليق