أسير الدموع
جواد الدريويش

اقترب من الأقصى وبكى
بكاء اليتيم و الحزين
وقال له كلما حاولت النسيان
ولدت دمعة في عيني اسمها فلسطين
كلما تمنيت لو لم تكن في مدينتي
رفض قلبي أمنيتي
كلما جاء الليل بظلام
يضل ولا يهدي
صرخت في وجه الشمس
لماذا تركتني لوحدي
كلما جاء الشروق
صرخت في وجه الغروب
لماذا العذاب
فانا لست بأيوب
كلما سألتك يا أقصى
لا تجيبني إلا بصمتي
فأجابه الأقصى
لا تبكي فان النصر سيأتي
وزار قبر أمه
وقد جعل من يديه منديلا
يجف به دموعه
وقال لها يا أمي
إن الله لدعائك قد استجابة
إن النصر قد اقترب
وحكى أحزانه للقمر
وصاحب الليل والسهر
ومشى في الظلام
واشتاق للسلام
حتى رسمت دموعه نهرا على خده
ورفع عيناه للسماء
فرأى نجمتا تشتعل
فابتسم ابتسامتا كالزهراء
التي بجانب واد تتفتح ولا تذبل
رأى أملا في تلك النجمة
التي بين عيناه تنتقل
قال إن الليل إذا راني يجهلني
وان النور إذا راني يشتعل
وان العين لأجل أهلي تدمع
وان القلب لأجل الأقصى لا يصبر ولا يحتمل
أسير الدموع وأسير الأقصى
حتى ولو كان العالم كله ضدي
فانا سأتحداهم لوحدي
فانا طفل الحجارة
وأنا من جعلت منك يا فلسطين
ملكة لا تقبل الخسارة