دائرة السينما والمسرح الواقع والطموح
كريم راضي العماري
من خلال عملنا الصحفي
والفني والادبي لم نجد من يعطي الاهتمام والاحترام لوسائل الاعلام من المسؤولين في
دوائر الدولة المدنية والعسكرية الا العدد القليل وهذا ربما نفسره نحن وغيرنا
بالخوف من وسائل الاعلام بكشف المستور.
وربما هناك اسباب اخرى
لا نريد ان ندخل في تفاصيلها ومنها: الانتمائات القومية والمذهبية والحزبية التي
تجعل المسؤول لا يلتقي ولا يصرح ولا يسمح بدخول مؤسسة الا لمن هم ينتمون اليه
وينتمي اليهم.
وهذه الظاهرة الغير
مقبولة ولدت من رحم المحاصصة في العمل الوظيفي بعد الاحتلال الغاشم للعراق وبعد ان
غير الملعون بريمر خارطة قوانين الدولة التي اوصلتنا الى ما نحن فيهِ ألان.
لقد زرنا العديد من
المسؤولين الذين كانو واثقون من انفسهم وما قدموه لدوائرهم وكان انموذجاً لهولاء
المسؤولين
هو الشاعر الدكتور
نوفل ابو رغيف مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة ومدير عام دائرة السينما
والمسرح والمتحدث الرسمي لبغداد عاصمة الثقافة لعام 2013 وعندما حاورناه بخصوص ما
عمله لدائرة السينما والمسرح لهذا الزمن القصير الذي كلف بأدائها قال أن الفترة
الزمنية كما تعلمون قصيرة وحجم الدمار في هذه الدائرة كبير جداً وقد شمل جميع
اقسامها وانا لا اريد اتحدث حتى لا يحسب حديثي من باب المدح للذات وهذا ما ارفضه
ولا احبه انتم الان في الدائرة واسألوا لا على التعيين الموظفون وهم سيجيبونكم
سلباً او ايجاباً انا موافق عما يقولون.
وفعلا قمنا بطرح كل
اسألتنا على موظفي دائرة السينما والمسرح. فقال احدهم في قسم الادارة كنا لا نعمل
بمبدء الدوام الرسمي وتطبيق قاعدة الحضور والغياب بحيث كان هناك اكثر من ثلثمائة
موظف لا نعرف متى وكيف يداومون فقط انهم يحضرون كل شهر لاستلام رواتبهم وقال لنا
احدهم في قسم السينما. ان القسم يعمل دون خطة واشراف ومتابعة انجاز اعمال الافلام
السينمائية كذلك الايفادات وعرض الافلام والمكافئات وغيرها وهناك افلام لم تنجز
منذ زمن بعيد صرفت عليها مبالغ كبيرة.
اما قسم المسرح فحدث
بلا حرج. فهو قسم عمله متداخل مع قسم السينما ولا توجد خطة للانتاج السنوي ولا احد
يعرف الربح والخسارة في هذا القسم والغالب هو الخسارة لكل العروضات المسرحية ناهيك
عن نشر ظاهرة الاعمال التجارية والتي لا تمت بصلة للابداع المسرحي وهناك عزوف كبير
في انتاج اعمال للمسرح الجاد نعم حصلت بعض المسرحيات على جوائز عربيةكان الفضل
يعود لاشخاص معدودين من الفنانين العراقين المعروفين بصدق عطائهم المسرحي.
الحديث متشعب وطويل عن
تركة ثقيلة تحدث لنا عن قسم منها الدكتور نوفل ابو رغيف قائلا:
1- لم نجد اقسام منظمة
تعمل بنظام
2- عزوف مئات الموظفين عن
الدوام بدون عذر مقنع
3- يأخذ الموظف سلفة
مالية بأسم غيره الذي في ذمته سلفة سابقة
4- الايفادات مقتصرة على
اشخاص معدودين
5- هناك افلام ونصوص مسرح
صرف عليها مبلغ من المال ولم تنجز منذ سنوات
6- تضرر عدد من العاملين
في هذه الدائرةنتجية لما قمنا بهِ من اجراءات رسمية وقانونية من خلالها هولاء من الكسب
المادي غير المشروع
7- كانت مسؤوليات
المديريات والاقسام تعطي لموظفين غير جديرين بها.
اما ما قمنا بهِ فأختصر القول بما يلي
وضع ظوابط جديدة لدوام الموظفين واعفاء الفنانين الرواد والرموز من الدوام
الكامل وتوزيع العمل في المديريات والاقسام على موظفين اكفاء وتشكيل لجان خاصة
للنصوص المسرحية والسينمائية ولجنة لتقدير مبالغ الانجاز والاشراف من قبل مدير
المسارح ومدير السينما على تطبيق الخطة السنوية للانتاج الفني
كذلك
قمنا بتكريم الفنانين الرواد والشباب في احتفالية كبيرة في المسرح الوطني. وساهمت
اقسام هذه الدائرة في تقديم افضل الفعاليات لعام 2013 والحقيقة يجب ان تقال عندما
استلمت هذه الدائرة لم اجد اثر لشىء اسمه دائرة تعنى بالسينما والمسرح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق