عابر ظلال
لبنى ياسين
لا تمنحي كل فيئك للعابرين
أيتها الراسخة على دروب الذاكرة
اتركي له كسرة ظلٍّ
سيمر خجلاً من حاجته إلى الظلال
ويترفع عن سؤالك
سيجلس مرتاباً من نظراتهم
أولئك الذين يحدقون من خلف نظاراتهم القاتمة
دون أن يعلم فيمَ يحدقون فعلاً
وبلا تذكرة..
ولا حتى عنوان
سيعتلي موجة الرحيل
تثقل كاهله المسافات التي لم يقطعها بعد
ميمماً شطر الأسئلة..
دون أن يكلف نفسه
عناء البحث عن إجابة واحدة
الحماقات الجميلة
لبنى ياسين
الحماقاتُ الجميلة
المتدلية من أكمامِ خيبةٍ عتيقةٍ
تتفرَّسُ في تجاعيدِ ندمٍ عابر
مرَّ صدفةً
على أروقةِ العتمة
الغافيةِ
على معطفِ حلمي
وبقيَ عالقاً على أزرارِ الوقت
***
الحماقاتُ الجميلة
التي لم تمارس الغواية
كما ينبغي لها
صلبتني عند حدودِ
أمنيةٍ مستحيلة
يومها كنتُ أعقلَ قليلاً
من أنْ أحتفيَ بجنونٍ عابرٍ
فمرقتْ عبر شرياني
دون أنْ تعبرني فعلاً
ربما فكرتُ آنها ..
أكثرَ مما ينبغي
فلم تنتظرني الحياة طويلاً
***
أتفرسُ الآن في ملامح الحماقاتِ العابرة
أصلي لأجلِ أنْ تكونَ روحها بسلام
وألمحُ الندمَ يبتسمُ هازئاً من بعيدٍ
حيثُ يفترشُ أصابعَ وجعٍ فائت
كلما مشيتُ متعثرةً بظلي
وفقدتُ حماقةً جميلةً أخرى
لم أرتكبها
وبقيتُ بيني وبينَ خيبتي
أعدِّدُ مآثرَ الصمتِ
عندما تتشابكُ خيوط الصبرِ
على نتوءاتِ انتظارٍ مشوهٍ
وأرفضُ الاعترافَ
بأنني أتوقُ
لارتكابِ حماقةٍ ما
تلوِّنُ يوميَ الداكن
***
ثمَّةَ حماقاتٌ..
علينا أن نرتكبها حتماً
دونَ أنْ نفكرَ كثيراً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق