أستير.. الحب الطاهر فى صراعه مع عادات
المجتمع الإيطالي
القاهرة - من داليا جمال طاهر
عن وكالة سفنكس للفنون والآداب صدر حديثاً فى مصر كتاب بعنوان «أستير» تأليف ميجيل
كان ترجمة ومراجعة سامح لطفي وإسراء عماد وهى رواية من
الأرجنتين تدور أحداثها فى إحدى المدن الإيطاليـة التـى تدعـى «فـلورنسـيا»
وهى مدينـة تجمـع بيـن حداثـة المعمـار وأصـالة المـاضـى.
يشاء القـدر أن يتعرف الفارس النبيل «أوخـنيـو» عـلى إحـدى سيـدات المجتـمع
الراقى تدعى «أستير».. وهى سيـدة فى ربيـع عمـرها تحيا حيـاة تعيـسة، أراد الله
دون أن يشعر كليـهما أن تنشأ بينـهما مشـاعر الحب الطاهر، ولكن تظل البطلة فى
صـراع داخلى خـوفاً من عدم تقبل المجتمع لتلك المشاعر.
وفى النـهايـة يستسلما لقدرهما ولكن دائـمـاً مـا تـأتـى الريـح بما لا
تشتـهى الأنفـس، فتضـع إرادة الله بنهايـة قصتـهما التى إنتـهت قبـل أن تبـدأ.
من أجواء الرواية
نقرأ:-
كسا ربيع "فلورنسيا" الآتي قبل أوانه الأشجار، الزهور، البساتين والجبال
بينما كان الجليد لازال يطوق صداغ جبل "أبانينو".يوجد علي يسار "لاس كالساسيناس" –ملتقى الأحبة في مجتمع فلورنسيا الراقي- مياه نهر "أرنو" الغزيرة
العكرة،وعلي يمينه المناظر الساحرة لكلاً من فيسولي، براتولينوومائة قرية
أخرى من المنافسة بجمالها في الشعر يفرش المنتجع بساطة الأخضر من نبات التريبول والأشجار تهز
عباءة السكون القاتل بدا المكان مسروراٌ ضاحكاُ كالطفل
الذي يخرج ليتنفس الهواء في الحقول بعد عامٍ من الدراسة.
يظل "أوخنيو" وحيداً في كل الأماكن، ضلَّ تحت ظلال الأشجار الموجودة منذ قرون، شارداٌ في المصير المجهول لوطنه الحبيب،
في آلام حياته المحزنة، وفي هذا العالم الذي يظهر أمام عيناه بارداٌ، غير مبالي وأنانى، أما جواده الرائع الذي اشتره من )ماريسماس) نشأ علي العادات الأمريكية وسلساً في
القيادة ككلاب الصيد -يضرب الأرض ويتنفس النسيم العطر
بعجرفة وكأنه يطلب بنظراته القوية القليل من الحركة والانطلاق علي طريقة الخيول البرية، وأمره أوخنيو بصوت خانق أن يهدئ؛ فلقد استحوذت علة الوطن علي روح الفارس وبدا الحيوان وقد استسلم لمزاج سيده الكئيب واستمر في طريقه بحزن حتى ضربت صرخة رعب مسامعه، والجلبة الآتية من صوت عشرين حصانٍ منطلقين علي
الطريق جعلته يحدِّق بعينيه، وإذا بعربة أنيقة تجرها خيولٌ نشطه جامحة تجرى فإما أن تسقط في النهر أو ترتطم بواحد من ركام الحجارة التي تقسم الطريق جانباٌ للسائرين وآخر للمركبات.
كان سائق العربة أُلقىَ من فوق مقعده بينما الخيول مرتعبة بفعل
صرخات مَن بالعربة لذلك ضاعفت سرعتها، بينما حصان)أوخنيو) الرائع
كأن الله قد منحه من الذكاء ما يجعله يعى في لحظة أنه من الضروري التفوق علي تلك الخيول الجامحة في السرعة وخفة الحركة، كما أن الفارس قد رأى من قبل كيفية اقتلاع اللجام من بين أسنان الحصان الذي يعض يد سيده حتى لا يخضع له، فاقترب بكل سرعته من الحصان الموجود علي يمينه شد لجامه بقوة ففقد الجواد توازنه، وقل هُياجه حتى توقف، وبدا مستسلماٌ فهدَّأه الفارس
بكلماته دون أن ينفصل عنه، بينما حصانه –الذي شعر بآلام شديدة بسبب المهماز - ظل يقفز قفزات وحشية فبالكاد استطاع الفارس تحملها، لكنه خفف من روعِه واستطاع بعد صراع عنيف أن يسيطر علي الخيول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق