"الموضوع فيك"..
بقلم: عبد القادر كعبان
هناك من لايزال يصارع صورا من صور ماضيه الأليم، يتفاعل معها و يحبط من عزيمته و كأنه سجين لقفص ذكرياته، و من هنا يجد نفسه يضيع وقته فيما مضى، و لئن اجتمعت الإنس و الجن على إعادة "اللي كان" لما استطاعوا بإذن الرحمن على ذلك لأن هذا هو المحال بعينه.
فمهما نظرت أختي الكريمة، أخي الكريم الى الوراء سيظل عمرك يوم واحد بليله و نهاره، فلا تشتت تفكيرك بين هواجس الماضي بهمها و غمها. في تلك اللحظة تذكر الخالق و ارضى بالمقسوم خيره و شره و لنا في قصة كليم الله موسى عليه السليم خير دليل لقوله تعالى:"قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" (سورة الأعراف: 144).
و لننظر إلى حال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما كان مطارداً وهي حالة ظاهرية قاسية، يلاحقه المشركون إلى الغار،وهم يريدون قتله ومن معه، وهو في الغار متابع ملاحَق، يخاطبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه:”يا رسول الله، لو نظرَ أحدهم إلى أخمصِ قدمه لرآنا”، وإذ بالنبي عليه الصلاة السلام يقول:”ما ظنُّك باثنين اللَّهُ ثالثهما”.
أختي الكريمة، أخي الكريم "الموضوع فيك" فلو صدقت مع نفسك و كانت إرادتك قوية حينها كن على يقين أنك ستستغل كل لحظة من يومك في بناء كيانك و تطوير شخصيتك المسلمة لكي يطمئن قلبك. أتساءل بدوري هل أولئك السعداء بحسب الظاهر تسكن قلوبهم الطمأنينة يا ترى؟ أم أنهم يريدون أن يغطُّوا ما في داخلهم من قلقٍ بظواهر لا تمت للإنسان بصلة؟ هل الذين تلعب بهم الأيام، هل هم على سعادة تنبثق من داخلهم؟ أم أنَّهم يريدون بما فعلوه أن يُّسكتوا قلقاً يخرج منْ داخلهم ساعة بعد ساعة، و دقيقة بعد دقيقة؟
ليسَّت السعادة بما يكتسب الإنسان من ماديات مفرحة في ظاهرها، لأن الإنسان قد يغني أو يرقص من الألم، كالطير يرقص مذبوحاً و كلنا نقرأ قوله تعالى:"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، لذلك لا يجب استباق الأحداث فلماذا نشغل أنفسنا بأمور غيبة و حكم إلاهية و هناك مثل يردده عامة الناس "لا تتسرع في عبور جسر حتى تأتيه، و من يدري؟ لعل حياتك تنتهي قبل وصولك ذلك الجسر، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولك".
لحصولك على الرضا أختي الكريمة، أخي الكريم احرص على مبدأ القناعة بما يصيبك و استعن بالذكر و لا تعطي مساحة لذهنك للوقوف أمام أمور ستكون مستقبلا بإرادة القادر سبحانه و تعالى لأننا في النهاية عباد ضعفاء أمام قدرته و عظيم جلاله، و لا يجب أن ننسى أن طول الأمل مذموم شرعا و لنا في الآية القرآنية عبرة لقوله عز وجل مخاطبا نبيه صلى الله عليه و سلم: " ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" (سورة الحجر:3) أي دعهم أيها الرسول في غفلاتهم يأكلون كما تأكل الأنعام، ويتمتعون بلذات الدنيا وشهواتها، وتلهيهم
الآمال عن الآجال، فيقول الرجل منهم غدا سأنال ثروة عظيمة، وأحظى بما أشتهى، ويعلو ذكرى، ويكثر ولدي، وأبنى القصور، وأكثر الدور، وأقهر الأعداء، وأفاخر الأنداد، إلى نحو ذلك مما يغرق فيه من بحار الأماني والآمال وطلب المحال، ثم علل الأمر بتركهم بقوله تعالى:"فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" سوء صنيعهم إذا هم عاينوا سوء جزائهم، ووخامة عاقبتهم وفى هذا وعيد بعد تهديد، وإلزام لهم بالحجة ومبالغة في الإنذار و الله أعلم
هناك من لايزال يصارع صورا من صور ماضيه الأليم، يتفاعل معها و يحبط من عزيمته و كأنه سجين لقفص ذكرياته، و من هنا يجد نفسه يضيع وقته فيما مضى، و لئن اجتمعت الإنس و الجن على إعادة "اللي كان" لما استطاعوا بإذن الرحمن على ذلك لأن هذا هو المحال بعينه.
فمهما نظرت أختي الكريمة، أخي الكريم الى الوراء سيظل عمرك يوم واحد بليله و نهاره، فلا تشتت تفكيرك بين هواجس الماضي بهمها و غمها. في تلك اللحظة تذكر الخالق و ارضى بالمقسوم خيره و شره و لنا في قصة كليم الله موسى عليه السليم خير دليل لقوله تعالى:"قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" (سورة الأعراف: 144).
و لننظر إلى حال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما كان مطارداً وهي حالة ظاهرية قاسية، يلاحقه المشركون إلى الغار،وهم يريدون قتله ومن معه، وهو في الغار متابع ملاحَق، يخاطبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه:”يا رسول الله، لو نظرَ أحدهم إلى أخمصِ قدمه لرآنا”، وإذ بالنبي عليه الصلاة السلام يقول:”ما ظنُّك باثنين اللَّهُ ثالثهما”.
أختي الكريمة، أخي الكريم "الموضوع فيك" فلو صدقت مع نفسك و كانت إرادتك قوية حينها كن على يقين أنك ستستغل كل لحظة من يومك في بناء كيانك و تطوير شخصيتك المسلمة لكي يطمئن قلبك. أتساءل بدوري هل أولئك السعداء بحسب الظاهر تسكن قلوبهم الطمأنينة يا ترى؟ أم أنهم يريدون أن يغطُّوا ما في داخلهم من قلقٍ بظواهر لا تمت للإنسان بصلة؟ هل الذين تلعب بهم الأيام، هل هم على سعادة تنبثق من داخلهم؟ أم أنَّهم يريدون بما فعلوه أن يُّسكتوا قلقاً يخرج منْ داخلهم ساعة بعد ساعة، و دقيقة بعد دقيقة؟
ليسَّت السعادة بما يكتسب الإنسان من ماديات مفرحة في ظاهرها، لأن الإنسان قد يغني أو يرقص من الألم، كالطير يرقص مذبوحاً و كلنا نقرأ قوله تعالى:"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، لذلك لا يجب استباق الأحداث فلماذا نشغل أنفسنا بأمور غيبة و حكم إلاهية و هناك مثل يردده عامة الناس "لا تتسرع في عبور جسر حتى تأتيه، و من يدري؟ لعل حياتك تنتهي قبل وصولك ذلك الجسر، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولك".
لحصولك على الرضا أختي الكريمة، أخي الكريم احرص على مبدأ القناعة بما يصيبك و استعن بالذكر و لا تعطي مساحة لذهنك للوقوف أمام أمور ستكون مستقبلا بإرادة القادر سبحانه و تعالى لأننا في النهاية عباد ضعفاء أمام قدرته و عظيم جلاله، و لا يجب أن ننسى أن طول الأمل مذموم شرعا و لنا في الآية القرآنية عبرة لقوله عز وجل مخاطبا نبيه صلى الله عليه و سلم: " ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" (سورة الحجر:3) أي دعهم أيها الرسول في غفلاتهم يأكلون كما تأكل الأنعام، ويتمتعون بلذات الدنيا وشهواتها، وتلهيهم
الآمال عن الآجال، فيقول الرجل منهم غدا سأنال ثروة عظيمة، وأحظى بما أشتهى، ويعلو ذكرى، ويكثر ولدي، وأبنى القصور، وأكثر الدور، وأقهر الأعداء، وأفاخر الأنداد، إلى نحو ذلك مما يغرق فيه من بحار الأماني والآمال وطلب المحال، ثم علل الأمر بتركهم بقوله تعالى:"فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" سوء صنيعهم إذا هم عاينوا سوء جزائهم، ووخامة عاقبتهم وفى هذا وعيد بعد تهديد، وإلزام لهم بالحجة ومبالغة في الإنذار و الله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق