ثمة أمل
خيري عبدالعزيز
(1)
قبيل الثورة
على جانبي الشرفة
الغربية, تخطف الأبصار صورتين مهيبتين للزعيم الملهم, بقميصه الأبيض ونظرته المستقبلية
الواعده التي يخاطب بها أهله وعشيرته.. البيت جميل, وطلته على الطريق العمومي أكثر
من رائعة, بما فيها من جلال وعظمة.. يبدو بين البيوت المجاورة, كما طاووس مهيب يتقدم
حفنة من الدجاج, أو سيد يقود مجموعة من العبيد..
السيد صاحبه هو
رئيس مجلس المدينة, وعضوا مرموقا بالحزب الحاكم بالمحافظة.. منذ الطفرة الجينية
الكبرى في حياته بانضمامه للحزب وما تلاها من تعينه بالمجلس, وهو محط إكبار ونظر,
وقبلة عصية الوصول لكل أصناف الدجاج..
(2)
صبيحة الثورة
رغم أن الجو
صحو, فإن البيت تكسوه غمامة من كآبة, والصورتين المهيبتين للزعيم الملهم, تم التخلص
منهما من قبل السيد العضو بالحزب.. كان وجهه أصفرا ممتقعا حينها, وبدنه يرتعد..
وكانت جموع
الشعب في بقاع المعمورة تهدر مطالبة بالخلاص من براثن ظلم الأفاعي..
(3)
أما بعد
مثل ثعبان
قطع ذيلة, وفقد أنيابه, وأصابته جروح عدة؛ أطل من بين فرجات خوص الشرفة.. وجدهم يتناحرون,
وقد تفرق الطوفان إلى جداول وترع..
كان بالكاد يتنفس, ولكن روعة المشهد أنبأته أنه
ما زال ثمة أمل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق