طبعة جديدة من رواية مملكة الجنة - اشرف
مصطفى توفيق - الطبعة الثالثة
الرواية:
* رجل قانون فى منحة
دراسية فى فرنسا , يتقلب عليه الامر بين الشرق والغرب فى كل شيء (الحرية , القانون
, النساء , الدين , التاريخ) , يسقط بين الزوجة"المصرية"،والعشيقة"المغربية"،
والصديقة"الفرنسية" , يتعذب بين النص الديني والقانون الفرنسي وعند
عودته هارباً فاشلاً فى كل شيء. يجد جنته،عالمه الصغير : شرقيته , زوجته ابنه
الصغير "على"، ندمة . فلم تكن فرنسا الجنة ؟!. وأنما جنته فى الخروج منها
والعودة للذات.
قالوا عن الكاتب وروابتة:
- "مملكة الجنة" هو عنوان الرواية الصادرة مؤخرا لأشرف
توفيق عن "إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع" الرواية ذات منحي ثقافي
واضح، يتراوح فيها الحديث بين طه حسين وكامو والتصوف والمعتزلة والمرجئة والجدل في
مجلة "بوبوان الفرنسية" عن الإنجيل الذي يبشر بمحمد. من أجواء الرواية:
"الاغتيال السياسي يظل بطلا لمعظم الأعمال الروائية.. هل يوجد أدب للجريمة
السياسية؟! ويظل نداء قيصر القديم: "حتي أنت يا بروتس" في حاجة
لتفسير؟! قال المتطرف الإسلامي: لم أعرف نجيب محفوظ، ولم أقرأ له، ولكنه
خنجر في جسد نظام قبل أن يكون غرس خنجرا في جسد إنسان!! وقال قبله مانسون حينما
سأله أتباعه ما فائدة قتل شاروت تيت نجمة الإغراء في هوليود وفي وقت حملها؟! قال:
لقد حان يوم "هيلتر سكيلتر"، وهي كلمة رمزية تعني بدء جرائم القتل
انتقاما من المجتمع بمعني لا يهم من المقتول وإنما المهم نتيجة
القتل؟!
جريدة اخبارالادب - مصر
- يكتب
روايته بطريقة الكولاج بين الوثيقة والسرد , فيخرج لنا شكل روائي جديد
(الرواية - الكتاب). وأعتقد أن هوامشه الكثيرة ، ووثائقه القانونية، وملفات
المؤتمرات، سيكون للنقد شأن فيها لأننا فى النهاية امام رواية. مجلة عيون الادب -
الكويت
من داخل
النص:
كانت هُنَاكَ عجوز مكرمشَة الْوجه عند مدخل الْمَكَان .. عند الْقُلل
الْفُخَّاريَّة الَّتِي تخرج منها إضاءَة خافتَة تتلَوَّن بلَوْن جوف الْفخار فترى
كلَّ ألوان قوس قزح .. كانت "باردو" واقفَة شدَّت شعْرَها للخلف،
مُتأنِّقَة، ولكن فِي حشمَة، تضع إيشارب مزركش حول رقبتها يبدو موضة. ولكن أدركت
أنها خدعَة لمداراَة تجاعيد السِّنين حول رقبتها.. استقبلتُها بترحيب الْمصريِّين،
أفهمتها بأن تلميذتها على وصول، وأني تلميذها فِي جامعَة ليون من طلبَة الْمنح
الْفَرَنْسِيَّة الْمجَّانيَّة، ويُسعدني أن تكون على منضدتي لحين حضور تلميذتها
الْفَرَنْسِيَّة، استغربت من استعمالي كلمَة تلميذَة على امرأَة ناضجَة فِي
الثَّلاثِين؟! سأَلَتْ أسئلَة تقريريَّة عن علاقتي بها؟ وعني؟ وضَحِكَت على
إجاباتي السَّاذجَة عندما شرحتُ باختصار ظروف معرفتي بِهَا، كانت مندهشَة من أني
لا أعرف حتَّى اسمها؟! ولكنها استسلمت للمقادير، ولأسئلتي الْمبطنَة لحالَة هزَّة
الْقلب، والإسقاطات الْمُروِّعَة داخلي وكَأنَّها تعلم مغزى وخطورَة ذَلِكَ على
الْوجود! هِيَ لها خبرَة بكيف يتصرف طلبَة الْمنح الْمَجَّانيَّة فِي فرنسا عند
بدايَة الأمر.
سألتها: (التَّحَرُّش الْجِنْسِي )؟
قالت: وفى عيونها ارتداد الثِّقَة بدلا من الْحيرَة.. التَّّحَرُّش موجود
فِي مدرسَة الْقانون السكسوني وخَاصَّة أمريكا، ولكن فِي فرنسا النَّصوص كافيَة.
تلعثَمَتْ فرنسيتي. وهِيَ تنتظر مناقشَة مطولَة .
قلت: pbeaucou onnaitrec veux je,
باختصار.. لنعرف الْمزيد.
قالت- التّحَرُّش يمكن نقله من الْقانون الْجِنَائِي إِلَى الْقَوَانِين
ذات الطَّابع الإداري.. ولذا قررت وزيرَة الْمرأَة فِي أَلْمانيا جَعْل هَذَا
الْقانون (ضمن قوانين الْعمل والوظيفَة) وبالتَّالِي فالعقوبَة فيه تأديبيَة، لا
جِنَائِيَّة. وبالطَّبْع هَذَا عكس الْوضْع فِي أَمْرِيكَا.. ولكنه التّدبير
الْمقدم للأمر فِي فرنسا.. فالأمر لم يُحْسَم عندنا؟!
في ألْمانيا، الْقانون موجود باسم الْوزيرَة (إنجلا مركل) وهو ينص على
التَّّحَرُّش الْجِنْسِي بمكان الْعمل وهو: كلُّ تصرف جِنْسِي مُتَعَمَّد من شأنه
أن يجرح مشاعر الْعاملات فِي مكان الْعمل.
(لاحِظْ أنه لم ينص على جرح مشاعر الْعامِلين الذُّكُور- فهو تمييز) إذا ما
ترتب عليه رفض أو تأفُّف أو خجل النِّساء بالْمُؤَسَّسَة.. مثل: الأقوال الْجِنْسِيَّة،
الْمطالبَة بالقيام بتصرفات جنسيَة، الْجنس الخفيف متمثلا فِي اللَّمَسات
الْجَسديَّة، الْملاحظات الْمحتويَة على معان جِنْسِيَّة : كعرْض أو إحضار صور
عاريَة بالْمكتب أو مكان الْعمل، أو استخدام التّليفون الخاص بالعمل فِي علاقات
شديدَة الخُصُوصِيَّة (جِنْسِيَّة) .
كانت تقول بمُنْتَهى الاتزان ودون أن ترِفَّ عينيها- رغم اهتزاز نهداها
الشّامخين كمركز ملاحَة مستتر، كان له شأن فِي الْمَاضي فِي إرْشَاد سُفُن
الذُّكُورَة الضَّالَّة فِي الْبَرِّ- أو تلاحظ وقع هَذَا الشّرح على أعصابي.
سألتُ - وكَيْف يعلم الْقانون كيف ترفض الْمرأَة ؟
أجابتْ - الرَّفض فِي هَذَا الْقانون لا بد أنْ تُعَبِّر عنه الْمرأَة بشكل
مادي، مثل: أن تتقدم بشكوى مكتوبَة، أو شفهيَّة لصاحب الْعمل، ويجب أن تكون
محدَّدَة، أي أن تحدد الْفِعْل، ولا تكون شكواها عامَّة، وبعد ذَلِكَ يبقى على
صاحب الْعمل أن يمنع هَذَا التَّّحَرُّش بصورَة عاجِلَة خلال طرق يختار منها وهِيَ
: النَّقل – لفت النَّظر اﻹنذار – التّحويل إِلَى إدارَة أخرى ..طرق الْعقاب
الإداري وليس لرئيس الْعمل الْحقُّ فِي غَضِّ الْبصر، أو عقد الصُّلح أو الْحِفْظ
وإنما هذه الخيارات ﺇجباريَّة.
- وماذا إذا رضيت
الْمرأَة فِي أوَّل الأمر، ثم حدث ما يُعَكِّر الصَّفْو؟! أتصبح الْعقوبَة
مُسلَّطَة على الرَّجل؟
- هذه الشّكوى تسقط إذا مر أكثر من ثلاثَة شهور على حدوثها حتَّى يستقيم
الْعمل، ونبعد عن الْكيديَّة فِي الشَّكوى فهِيَ وﺇن كانت جريمَة ﺇداريَّة فإنها
تخضع للتقادم.
حضرت الْفَرَنْسِيَّة.. مَلْهُوجَة.. سلَّمَتْ على باردو دون أن تَشْكُرَني
أو تُعِيرَنِي اهتمامًا !! دَخَلتْ فِي الْحديث وهِيَ واقفَة تُسَوِّي شَعْرَها
بأناملها وقد لاح إِبِطُهَا من فُرجَة الْقِطْعَة الْعُليا للتيير- نصف الْكم-
تماما كالجيب الْميني الْمكمل له، تتحدث عن بحثها.. تنظر لِي وكأَنَّهَا تدرك
سكرَة انتابتني، عينيها تقول لِي كفى فضولا؟!..
لها حاسَّة حدس تفوق حواسَّها الأساسية!
الفَرنْسِيَّة: اشتغلتُ على ما قاله "ويلسون" فِي كتابِه.
وانتهيْتُ إِلَى وجود علاقَة بين الدَّافِع الْجِنْسِي والْمَلابِس ﺇذ إنها ممكن
أن تقوم بدور الْمثير، وأن ذَلِكَ أدى إلى تغيير ملابس الْغانيات على مرِّ العصور.
برجريت: هل قُمْتي بدراسَة مَيْدَانِيَّة.. كدراسَة الْملابس الَّتِي كانت
تلبسها الْمرأَة عند وقوع جرائم جِنْسِيَّة عَلَيْهَا (هتك الْعرض أو الاغتصاب) ؟
سجَّلت الْفَرَنْسِيَّة ملحوظَة باردو، فانتهزت الْفرصَة للكلام.
- روايَة نجيب محفوظ (السَّرَاب) تقول شيئًا قريبًا من هَذَا
"فكامل" بطل الرِّوَايَة لا يستطيع أن يمارس الْجنس مَعَ زوجته
الْجميلَة .. ولكنه يمارسه بسهولَة مَعَ خادمَة، وامرأَة شَعْبيَّة فالدَّافِع
الْجِنْسِي لديه مرتبط بالْملابس الْفقيرَة أو الشّعبيَة .. وقد عالجه طبيبه
النَّفسي فِي الرِّوَايَة على هَذَا الأساس.
برجريت - مسيو محفوظ نوبل .. نوبل ..آه أنت مصري ؟
لكزتني الْفَرَنْسِيَّة بمرفقها..
همست: شبق .. وعشوائي .. حشري أيضًا !
برجريت- الأدب مصدر مهم فِي علم الاجتماع الْجِنَائِي وأيضا علم الإجرام.
الفَرنْسِيَّة- excusez moi ..أعتقد
أنه حان الْوقت لننصرف .
أخذت باردو بشكل طفولي، وكأَنَّهَا تنتزعها من الْكرسي، فقد أمسكت يدها،
وأجبرتها على الْقيام، لا أعرف ﺇن كان أخذها نظارَة دكتورتها تم عن عمد أو
بعفويَّة؟ فلقد استسلمت لها، ولم تُعَلِّق وواضح أن باردو لم تكن ترى بوضوح!! ..
انتقلا إلى مِنْضدَة أخرى.. شعرتُ بمدى شراسَة الْفَرَنْسِيَّة، أهي فَرِسَة من
هَذَا النَّوْعِ أم هِيَ أعراض الْعادَة الشّهريَّة؟!حينما نظرت إليها.. كانت لا
تزال فِي نظرتها جرأَة الْمرأَة الَّتِي تعلم الصبي كيف يعرف ذكورته فيرفع جلبابه*؟
* فِي أسوان ينتشر بين النِّساء اعتقاد راسخ بأن تمثال(مَن) إله التّناسل
عند الْفراعنَة. والْموجود فِي جزيرَة (الفانتين) ينطوي على قدرَة خارقَة تتجلى
فِي إخصابه للنساء الْعاقرات وهُنَاكَ طقوسا خَاصَّة تتبعها كل امرأَة قبل
الزيارَة، حيث تقوم سيدَة أخرى بتشريط كعب قدمها بالْموس حتَّى تنزل منه الدماء
وتقوم بوضع (مستكَة ومحلب وجادي وشبة) فِي مبخرَة وتخطو عليها السيدَة سبعَة مرات
ثم تنطلق إِلَى الْجزيرَة، فتركب الْمركب وتعبر به النَّهر شريطَة أن لا تتحدث
مَعَ أحد على الإطلاق أثناء الذهاب والعودَة حتَّى تعود إِلَى منزلها وتلتقي
بزوجها؟! وفى طريق الْعودَة يقولون: تكون فِي نظرتها جرأَة الْمرأَة الَّتِي تعلم
الصبي كيف يعرف ذكورته..فلقد أعطاها الإله الخصوبة وما الرَّجل إلا فرصَة لعمل
أعجوبَة الْقدر؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق