الفصل الثاني من رواية سرير بلا أحلام
بقلم: اشرف توفيق
بضربة من يدها ضغطت مفتاح النور،فباغت الضوء شقتها الجديدة المودرن الموبيليا،خلعت حذائها ذو الكعب العالى فقد أتعبها. مرقت لحجرة النوم ،حافية القدمين،استدعت قميص نوم سماوى فضفاض ،صارت فى ملابسها الداخلية ،وما ملابسها الداخلية،إلا قطعة واحدة ذات جناحين محلقين بردفيها يمسكهما شريطان لامعان يلتصقان ،بإحكام،بجانبيها. النسيج الكحلى اللامع،يمسك بالانسياب اللدن الناصع حتى لا ينفلت. أما الصدر فقد دناوتدلى،من مشد صدركحلى أيضاً! بدت منها التفاتة للمرآة فنظرت،وسرحت،خجلت مما ترى فسارعت لقميص نومها السماوى؟! نظرت فى مقالتها الجديدة قبل أن ترسلها على النت لجريدتهاأضافت اليها فى نهايتها بضع كلمات،نظرت( للانسر ماشين) الملصقة بتليفونها الأرضى فلم تجد رسائل صوتية،فأدارت قرص الهاتف على رقم تحفظه.. وقد قررت أن تقوم بثورتها،تجرب ربيعها فى فورته! ..
رن الهاتف الأرضى وأنا اراود الصحف القديمة فى كتابة تشد القارىء من أذنيه لجحيم الحقائق التى مرت بنا على مهل؟! فقد تجمع عندى قصاصات تتحدث عن2005كعام لقتل الأزواج والآباء،كان العنف الأسرى قد وصل للقتل؟ بسبب الخلافات المادية بنسبة61%،والغيرة بنسبة33%،وللشك بالخيانة الزوجية أوإنعدام كلام الغزل والمديح بين الزوجين بنسبه4%،نظرت للرقم فجأت فرحتى أهل على رقمها. فرحتى حين يهل رقمك ذو الثلاث تسعات فى مؤخرته. أُهرول.
قلت : آلوه طمئنى يا برج السرطان,عن أحوال سيدتى الحلوه.
قالت: ألم تقرأ القصة؟!
أهمس: قبلة هاتفية. وبعدها أعرف التفاصيل؟! قالت: فى كل مرة كنت تستعجل الرحيل؟! ثم تعود لتقول لى لماذا رحلتَ فى غير أوانك ؟هاأنا أرحل عن حياتك؟! بعد القصة أنت رجل ككل الرجال,هكذا حكم القلم ! اسمعتها بخفة : (أنت أشهى عندما ترحلين, ثمة نساء يصبحن أجمل فى الغياب)، هكذا قال رجل فى رواية (فوضى الحواس) فأعجبنى التعبير. قالت: قصتى نشرتها فى الملحق الأدبى بالأهرام, قصة كتبتها مباشرة على قصاصاتك التى كنت تدسها فى شنطة يدى خلسة،فى قصة أستمرت بالأزمنة الموضحة بالقصاصات.لأرد لك اوراقك المبعثرة معى.
قلت: لننهى الحب على طريقة"بروست"؟! الذى كتب عشرين صفحة فى وصف قبلةواحدة انتهت بعد طول السرد على"خد" الحبيبة؟! ولنبدأ على طريقةابوحنيفة بقبلة الزواج حتى لا نعيد رواية "بروست" التى سماها لنوبات الهجر المتقطع وعدم تحقق المراد من رب العباد"البحث عن الزمن الضائع "
قالت:تزوجت الكتابة. أقرا القصة ولاتلح فى عروضك،ولنكن ذكريات حلوة كلاًفى حياة الآخر؟! فما بيننا كان سعادة فائقة الاشتعال لا يمكنا إطالة عمرها،فلنطيل عمرالرماد! فلنكن أصدقاء؟!
قلت: لاأصادق جسداً اشتهيه.. فلننهى نزوات"افلاطون" فلستى عشقى الممنوع، املك الباءه ولا استطيع الصيام.فلماذا:لا؟!
قالت: الله وحدة يملك الأجساد، ثم أنه جسدى أنا! أتشترىينى بالباءه؟
تبادلنا طعن الكلمات,فللعشق سيفًا يشه سيف اليابانى "الساموراى" قانونه أقتسام الضربة القاتلة بين القاتل والقتيل أقتسمنا بقسوة ضربة سيف العشق ونزفنا أعطتنى ظهرها عبرالهاتف! واغلقت الخط؟
من يتوقع نوايا الحب الإجرامية فنحن لا نشتبه فى الحب؟ لذا يظل العشاق فى خطر،فقد يغير الحب نفسه من عشاقه! لماذا لايكتبون فى صفحات الحوادث :عن جرائم قتل الحب يسموها جرائم العشق من دس السم فى تفاحة العشق،ومن رفع مسدس الغياب فى وجه حبيبه مهدداً بالفراق.ومن غرس خنجرالأعتزال فى الأوقات بعد أن برمجت الأوقات ساعتها على زمنه،الحب سريع التقلب،فالمرأة والمناخ،والحظ كلها سريعة التقلب كمايقول المثل الاسبانى. مامعنى ماقالت؟! بل مامعنى مانشرته الصحف:عن محاسب ذبح عروسه فى اليوم الثالث من الزواج لأنها ليست عذراء بينما هى تعايره بأنه لايعرف كيف يعاشرها؟ بل كيف تجلى الشرلأب وأخوين أشعلوا النار فى شقيقتهما والأب يراقب الطريق بسبب الشائعات عن سوء سلوك الفتاة؟!
راحت تتدثر فى الثوب السماوى.أمالت رأسها برفق على الوسادة القطنية التى تتكىءعليها.سكنت..جاءصوته من بعيد يدغدغها: (لااصادق جسداً اشتهيه) لاحت منها التفاتة للمرآة،رات طلتها فى جمالها البكر،كادت تحدث المرآة بحديث الملكة الجميلة فى الحكايات :هل هناك أجمل منى ؟ استعاذت من الشيطان وأمسكت بقصتها تنظر فيها لتتنبأ بما يحدث له ولتوقف صدى الذكريات؟ ! أخذت تخلع اكسسوارات يدها وهى تتذكره،وهو يعبث بخواتمها كانت انامله تدغدغها كصوته وهى تمربعفوية على اصابعها. هل استعجلت الرحيل ورحلت فى غيراوان؟! .. وكبيانو أنيق مغلق على موسيقاه ،القت الغطاء عليها، منغلقه على سرها.
كان على الطاولة كومة جرائد الأسبوع فأنا افطر جرائد الصباح مع الشاى،يظهر من الكومة جرنال"الاهرام"..اقرأ قصتها مع فنجان بن محوج بالغيب واشعل سيجارة..قالت فيها:"سافرت لا شئ معى الا تموجات اللون الأزرق وقلم اسود ،وحنين الى نفسى وهى جنين وقصاصات من الذكريات تركها لي رجل مثل كل الرجال- ديسمبر 97 : ليلة وهبها لها القدر لتهجر عالمها الموحش- 19 ديسمبر 98: اشهر ضدها الهاتف فأدمنت اذناها الرنين- ديسمبر 97: قال لها انة مجنون بها أعلن أنها قدرة الصعب- يناير 98: تفكر فى حبها الغائب هل يعود وهل تقبل عودتة؟8 ابريل 98: في يوم ميلادك اهديِك قلبً أربكة الإشتياق- يونيو 99 : لا احتمل حرارة الصيف مع اشتياق لا ترحبين بامطارة - يوليو 99 : لأنك كتاب مفتوح تبدين غاية في الغموض اخفى اسرارك قليلا كى افهمك.؟! - يوليو 99: اخطفينى وأطلبى من اهلى فدية كبيرة فهم اغنياءوليتهم لا يدفعون،يوليو 2001: تأتى المواعيد بما لا يشتهى الحنين! يوليو 2001: اسأل عشرات الأسئلة ولاتردين؟! - 8 يوليو 2002: يطول انتظارى- يوليو 2003: في قسوة لا تليق بقلب احبك تقطعين خيوط الأمل الأخير. يوليو 2007: الملم ما تبعثر من امنياتى معك. عشقه قلمى ليكتب عنه كان رجل للكتابة يملك التناقض المولد للأحداث,يبدوأنه أحبنى كأمرة وأحببته كقصيده اكتبها فى العشق!! زله قلم أنه لم يفهم كاتبة وزله قدر أنى لم أفهم رجل؟! فهل خنت المراة بداخلى لصالح الأديبه؟! أم أنى مسنى قلمى بجنونه كما يمس الجن البشر؟! فتلبسنى ولم أفق من سطوته الا بالزار المعتاد عند فرحه نهاية السطر الأخير؟! أرحل لأننى فى حضرة الكتابة فلا مفر من الصدق، نعم رفضتك ولو عاد الزمان ما ترددت فى الرفض مرة اخرى رجل مثل كل الرجال أنت تريدنى وتريد الحب معى لكننى،لا اريد احداً ولا تستهوينى فكرة الحب مع اى رجل،خلقت لأكون له هو فقط مصيرى وغايتى هو رمادى الملتهب،متقلب المزاج غير قابل للأسر،فى اعماقة ترقد اصداف الحكمة وحين يشاء يخاصم أو يصالح هو قلمى وحدة الآمرالناهى فى شؤونى،هو قلمى لة وحدة السلطان على مجرى دمى ونشوتى,وهو مأساتى الجميلة،هو قلمى سر فرحتى وسر عذابى هو النار التى تطهر جروحى، قصتى التى اسكنها وتسكننى قلمى هو بحرى بينى وبينة مد وجزر ينادينى اسرع اليه، ارتمى على صفحة ورق بيضاء استسلم للأحبار كما لم استسلم لأى رجل وكيف لا افعل اليس في الإستسلام للكتابة اجمل الحرية؟!.. ياأى رجل القلم بيننا"..
أعود للكتابة..اعود لترسينة غرفة نومى ولازال هناك تلال من الصحف والمجلات تظهررواية ( شرف) لصنع الله إبراهيم،وكتاب (هؤلاء حاورتهم) لمفيد فوزى حدثنى القدرأنى قد اجد مايريحنى فيما عثرت عليه؟!
فتحى غانم يقول لمفيد: قلمى هو الذى يخط وليس أنا ؟العلاقة بين القلم والورقة هى مغامرة الكاتب! أما صنع الله فقد اكتشفت أنه لا يزال يجعل لقصاصات الصحف مكاناً برواياته؟(أدمج السرد بالقصاصات)وهو يكتب رواية شرف تحت مسمى: [أوراق رمزى بطرس نصيف] وفى نهاية "شرف"يسطر شكر لتحقيقات:روز اليوسف،واليسار والاهالى، والشعب، وللطبعة العربية من مجلة ليموند ديبلوماتيك الفرنسية؟! تشاغلنى مكالمتها الفاسدة.الفساد وصل الحب! تقهرنى بقصتها الحزينة؟! فتفسد كل شىء.. فهل للدولة تدخل فى ذلك؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق