2014/02/05

محسود.. قصة بقلم: رعد حيدر الريمي



محسود
إحدى بنان في مجموعة قصصية بعنوان
(شظايا إحساس )
   رعد حيدر الريمي

أقبل عليهم كالسيل الهادر.
ثُقب باب المسجد بالنسبة لطلابه رمز الخوف.
ليس بينه وبين أنينهم رعبٌ من تربعه على كرسي غير ركعات يطيل فيها سجوده.
أعاصير حديثهم تعبث بخشوع المسجد،
ووكز بعضهم تطمس قدسية المكان،
دواعي الصراخ، وثوران إنفجارات الغضب في ذاته غير متواجده.
لن تلمح فيه إذا استشاط غضباً غير عيون تزور توسعاً من قبيح صنيع، وسوء قول.
كلوحة مائية تبدو ذاتها للحمقى خربشاتِ مجنون.
تتعالى تلاوته في لحظة نوم للضجيج أو موته.
يكثر من الهدوء حتى غدت علامته البارزة والفارقة بينه وبين بقية طاقم التدريس.
ينشر نور القرآن بعد ثوانٍ من حملقته في وجوه الطلاب باحثاً عن فقيد في رياض الخير.
يمضي متربعاً تالياً آيات البيان الداحضة للحجج متكورة خواء كساداً.
كثيراً ما يقطع استرسال شرود طالب في التواءات صوتية دوادية جميلة تحضر كل الطلاب من طريق التيه في أفكار فضله.
وتحت سحر لفظه يملأ شغاف القلب إيماناً،
وفواصل قرآنية توبخ وجدان ضمير من دركات رذائل تناولتها يسراه بلذة.
يسكن كل صوت ناشز.
تتنادى لجمال صوته الآبح مسامع هائمة في فضاء المسجد،
 منيخةً أثقال ضجيجٍ تجاه صوت رخيم يزرع السكون في النفس.
وتحت تأثيره على الجميع تحدرت من عينيه دمعة على خجل فقد السيطرة عليها زجت بها هموم باتت كالقذى على صفو مائه.
وتحت رخامة الصوت الغائم ينبلج صوت مزعج من طالب قريب كان قد خصه معلمه ببعض معاناته
- والله انك محسود على هذا التميز....
كلمة انطلقت كسهم مستوية قذذه.
رامزة إلى جيوش من كلمات الثناء المنتظرة حول ذوات معجبة وأخرى حاسدة.
حينها فقط اخترقت حروف هذه الجملة حاجز ترس التواضع مهشمة زجاج الصبر في لغة أمشاج من بكاء حزينة يبلله ندى نحيبه، و دمعاته شاقة في صفحة وجهه الأبيض الجميل قناة مردومة صباحاً متوسعة مساءً.
  صحفي وقاص
3-2-2014م

ليست هناك تعليقات: