2015/10/21

فن البالية تناغم الموسيقى ولغة الجسد



فن البالية تناغم الموسيقى ولغة الجسد
محمد رسن
يمكننا أن نطلق تعبير موسيقى الجسد على فن البالية ذلك أنه فن روحي قبل أن يكون فناً جسدياً وأذا كان ثمة جسد في البالية فأنه الواسطة بين الروح الانسانية والموسيقى وهو في كل الاحوال نوع من العبادة، عبادة الجمال وعبادة الخيال وعبادة الروح ولاثبات ماسبق الحديث عنه لابد من الاشارة الى أن مضامين الكتاب المشار اليه الذي صدرَ مؤخراً عن سلسلة الموسوعة الثقافية لمؤلفه الدكتور عبد المعطي الخفاجي، أتخذت عدة موضوعات ومنها جذور الموسيقى متحدثاً عن البدايات، أذ كانت حالة من الذهول تخلق من الموسيقى أتحاداً صوفياً عميق في النفوس وماحركات الجسد التي تصاحب الموسيقى الا تعبيراً عن العبادات، أما الفلسفة الصينية فتجد في الموسيقى أخلاقاً سلوكية للانسان على الارض وجاءَ ذلك في تعاليم (كونفوشيوس) وتوجيهاته بضرورة تعليم النساء جميعاً الموسيقى لتأمين الاستقامة في السلوك.
أما حين تحدث الكاتب في فصله الثاني عن عناصر الموسيقى فقد تطرق الى الايقاع ، الميلودي، الهارموني الطابع الصوتي معرفاً كل مصطلح من المصطلحات التي تطرق لها بشكل موجز وكثيف، أذ قال عن الايقاع هو البداية الحقيقية للموسيقى وهو نوعان منتظم ومتغير وقد أعتاد المستمع الايقاع المنتظم أكثر من أعتياده الايقاع المتغير.
أما الميلودي (اللحن) فهو العنصر الثاني للموسيقى فإذا كان الايقاع متصل بالحركة فأن الميلودي متصل بالشعور أو بفكرة تتولد في الذهن فتجعل الانسان يقع في دائرة الاعجاب السحرية للموسيقى وفي توصيفهُ للهارموني فهي وليدة الفكر البشري وأبتكاراته فهي لم تكن معروفة في القرن التاسع عشر الميلادي ولاتزال بعض الشعوب تجهل وجودها وتعمل بالايقاع والميلودي فقط.
أما في حديثه عن الطابع الصوتي فهو لديه كاللون في التصوير وعنصر جذاب ذو أمكانيات لا حصرَ لها تبعاً للوسط الموسيقي الذي ينقلهُ الى مسامعنا.
كان للباحث في فصله الثالث وقفات تبين لنا أركان البالية وفقاً لنظرة المؤلف والعارف وأفهمنا ما معناة أن المؤلف في البالية لا يروي لنا قصة كما يفعل كاتب القصة ولا ينقل لنا صورة كما يفعل الرسام ولا يقدم لنا نفعاً كما يفعل المهندس المعماري وأنما يقدم لنا نفسه بصيغة خلاصة صوتية معدة عن شخصيته تلك الشخصية التي ولد عليها من جهة والشخصية الناتجة عن المؤثرات التي يعيش فيها ويوضح أيضاً أن هناك ثلاثة أركان للبالية هي المؤلف والعازف والمشاهد وهي أركان متعاونه لاستكمال المشهد ولأجل الخوض في تفاصيل الفصل الرابع لا بد من الحديث عن تقنيات البالية التي أنار لنا الباحث في الحديث عنها واوضح بأن البالية ليس متعة جمالية فقط وأنما هو أحد الرسائل البدنية لتكوين أجسام مرنة رشيقة أكتسبتها الدراية بخواص الجسم البشري من ناحية التناسق والجمال وفي خصم الولوج الى الفصل الخامس كانت لنا رحلة مع روائع البالية الفتاة المتحررة (بالية أيحائي بمنظرين حيث يعتبر بالية (الفتاة المتحررة) من أقدم الباليهات التي تعرض على المسارح في عصرنا الحاضر . وكان يلاقي النجاح في كل مرة نظراً لسهولة تكيفه لظروف البلد الذي يعرض فيه وسرعة أستيعابه للرقص الشعبي والمزاح القروي الساذج أضافة الى جمالية مواسم الاعياد والحصاد والقرية.
وقد أمتعنا الباحث في عدة مشاهد للبالية منها (الراهبة العذراء) ، (جيزيل)، (باكيتا)، (بالية أيحائي)، (القرصان)، (أسمرالدا)، (اليكترا الثريا المفقودة) (الراقصة الهندية بابادير).   

ليست هناك تعليقات: