2015/10/11

فنجان قهوة سادة قصة بقلم: ياسر محمود محمد



فنجان قهوة سادة
( منمنمات )
  ياسر محمود محمد

خطوة صغيرة
كانت خطوة صغيرة في الطريق ، تذكرت وحدتي و هزيمتي ، و وجهها الأسمر الذي كان .
*          *          *
أغنية
ثوب أسود في أبيض ، مزركش ، و الرجل علي يسارها ، و بوق قديم للغاية ، تأتي منه أغنية لفتاة أجنبية مشهورة . كانت الأغنية تقول :-
- تباً للرجال  ..  تباً للرجال .
أحنت المرأة رأسها .
*          *          *
نرجسية
ابتسامة واسعة متفائلة ، و قد تدلت خصلة من شعرة الأسود علي جبينه فمنحته منظراً يليق بوسامته الفائقة  ..  نظر في ساعته خيل إليه وجهها ( من كانت تهبه كل الحب )  ..  غابت الابتسامة عن وجهه .
*          *          *
تابلوه
اللوحة في المتحف متألقة ، رسامون موهوبون يتأملونها  ..  و يعجبون بها . كانت الأحجية تقول :- ارسموها .
( كل شيء يبدو سهلاً .. لكن هي صعبة المنال )
اللوحة حازت أعلي المبيعات ، اعتقد الجميع أنها الأروع ، جاء الفنان و صفقوا له ، أحس ساعتها بالحنين إلي لوحته التي مسوا بكارتها .
*          *          *
سبعيني
في السبعينيات ، كان كل شيء حلواً :- انتصار كبير و ألوان مبهجة  ..  و أفلام لناهد شريف  ..  و عبد الحليم يغني :-
لو أني أعرف خاتمتي
ما كنت بدأت !
و أنا وحدي كنت السبعيني الذي يعيش في القرن الحادي و العشرين .
*          *          *
حرب
دبابة  ..  تطلق قذيفة . الصحراء واسعة ، النيران في كل مكان ..  جُرح في مكان ما .. و أنات طفل يبكي والده في مكان آخر .
*          *          *
ذبح
ينحرونهم مثل الإبل  ..  و البحر ممتد  ..  كيف لإنسان أن يفعل ما فعلوه ؟! تحدق بنا عيون الشر  ..  و الشفرة محدودبه و مسنونة بشكل الزمن ، يتلو كل رجل فيهم صلاته  ..  تظهر في أعينهم و أعين أهاليهم كلمة ( لا ) .
*          *          *
شيخ
من خلفه المروج الكثيرة ، يعتلي ربوة و يحملق في محدثه ، أكل الزمان عليه و شرب ، شعر لحيته أبيض ، يرتدي ملابساً رمادية ..  عيناه ضيقتان ، و من خلفه كان المذياع يذيع بصوت عبد الباسط " و للآخرة خير لك من الأولي " .
*          *          *
الساقي ذو العين الواحدة
قنينة خمرٍ  ..  و الساقي بعينٍ واحدة ، و الأخري عليها عصابة سوداء ، و فتاة بسيجار طويل تحتسي ما في القنينة برشفة واحدة  ..  ثم تجثو عند ركبة الساقي ذو العين الواحدة  ..  و تتلو صلاة وثنية  ..  ثم ترفع بيدها العصابة و تقبله في اشتهاء .
*          *          *
فرحة
أعطته البنت نصف الجنيه  ..  فأعطاها " غزل البنات " ، فرحت البنت ، نظرت في الكيس بعد أن التهمت ما فيه ، فوجدت ورقة من فئة المائتي جنيه بتقليد جيد ..

أعطتها لأبيها ..  فقال لها :-
- آه لو كانت حقيقية
و ابتسم في وجهها .
*          *          *
البريء
كل يوم  ..  يصحو من نومه  ..  خائفاً .. مرتعداً  ..  من أنه سيكون يوم الإعدام ، في صلاته يردد :-
- يا رب  ..  يا رب  ..  أنا بريء .
طلعت الشمس و سقط ضوء منها فوق مكان سجوده .
*          *          *
قصيدة
أكمل القصيدة ..
نظر في مرآتها ..
فوجد نفسه ،
فخرج سعيداً ،
يمرجح قدماً ،
تسبق الأخرى ،
كعادة أيام الطفولة
*          *          *
شاكيرا
مؤخرتها في وجه الجميع ، تقلد شاكيرا ، حتى أن لها نفس الاسم و إن كان اسم شهرة ، اختارت النقطة الصحيحة – في زماننا هذا .. لتر كل منها الهدف في ملعب الحياة !
*          *          *
المسافر في دروب الناس
مثل الطيور يطير .. لكن في قفص ، مثل الطيور يغني .. لكن لأليف وحيد مثله ، و أيضاً مثل الطيور .. مات دون أن يحس أحد من البشر .
*          *          *
قتل
أجثو علي ركبتي ، أحدق في عينيه ..  لماذا تقتلني ؟!
أنا مثلك  ..  إنسان ، نظر في عيني بدوره ..  و قال في برود :- أنا لم أعد إنساناً .
*          *          *
الشاب
لحيته مهذبة ..  عيناه ضيقتان  ..  يمسك باقة من الورود الحمراء  ..  يلقيها أسفل قدميه  ..  و يطأها بحذائه  ..  لم يجد من تستحقها !
*          *          *

قافلة الشهداء
هو ميدان التحرير  ..  الألعاب النارية في السماء ، الشهداء بالمئات يروون الميدان بدمائهم ، العلم ذو الثلاثة ألوان  ..  يرفرف أعلي من كل الرؤوس  .. رؤوس البشر و .. أنصاف الآلهة من الزعماء . صرخ أحدهم من طرف الميدان  ..  صرخة سمعها الجميع و تيقنوا معناها .
- طوبي لمن ذهب  ..  و أهلا بمن جاء !
*          *          *
فنجان قهوة سادة
اعتاد في الأيام الآحاد .. الخروج من عمله مبكراً ، و الذهاب إلي مقهي مجاور في أطراف الميدان ، ليحتسي فنجان قهوته بدون سكر .
كان الجميع يتحدث
- الثورة فشلت
- الثورة نجحت 50 %
- ما زالت الثورة مستمرة باستمرار الحياة .
أعجبته العبارة الأخيرة  ..  فأحس بمذاق لقهوته .







ليست هناك تعليقات: