( منمنمات )
ياسر محمود محمد
خطوة صغيرة
كانت خطوة صغيرة في الطريق ، تذكرت وحدتي و
هزيمتي ، و وجهها الأسمر الذي كان .
*
* *
أغنية
ثوب أسود في أبيض ، مزركش ، و الرجل علي
يسارها ، و بوق قديم للغاية ، تأتي منه أغنية لفتاة أجنبية مشهورة . كانت الأغنية
تقول :-
- تباً للرجال ..
تباً للرجال .
أحنت المرأة رأسها .
*
* *
نرجسية
ابتسامة واسعة متفائلة ، و قد تدلت خصلة من
شعرة الأسود علي جبينه فمنحته منظراً يليق بوسامته الفائقة .. نظر
في ساعته خيل إليه وجهها ( من كانت تهبه كل الحب ) ..
غابت الابتسامة عن وجهه .
*
* *
تابلوه
اللوحة في المتحف متألقة ، رسامون موهوبون
يتأملونها .. و يعجبون بها . كانت الأحجية تقول :- ارسموها .
( كل شيء يبدو سهلاً .. لكن هي صعبة المنال )
اللوحة حازت أعلي المبيعات ، اعتقد الجميع أنها
الأروع ، جاء الفنان و صفقوا له ، أحس ساعتها بالحنين إلي لوحته التي مسوا بكارتها
.
*
* *
سبعيني
في السبعينيات ، كان كل شيء حلواً :- انتصار
كبير و ألوان مبهجة .. و أفلام لناهد شريف .. و
عبد الحليم يغني :-
لو أني أعرف خاتمتي
ما كنت بدأت !
و أنا وحدي كنت السبعيني الذي يعيش في القرن
الحادي و العشرين .
*
* *
حرب
دبابة
.. تطلق قذيفة . الصحراء واسعة ،
النيران في كل مكان .. جُرح في مكان ما ..
و أنات طفل يبكي والده في مكان آخر .
*
* *
ذبح
ينحرونهم مثل الإبل .. و
البحر ممتد .. كيف لإنسان أن يفعل ما فعلوه ؟! تحدق بنا عيون
الشر ..
و الشفرة محدودبه و مسنونة بشكل الزمن ، يتلو كل رجل فيهم صلاته ..
تظهر في أعينهم و أعين أهاليهم كلمة ( لا ) .
*
* *
شيخ
من خلفه المروج الكثيرة ، يعتلي ربوة و يحملق
في محدثه ، أكل الزمان عليه و شرب ، شعر لحيته أبيض ، يرتدي ملابساً رمادية
.. عيناه ضيقتان ، و من خلفه كان المذياع
يذيع بصوت عبد الباسط " و للآخرة خير لك من الأولي " .
*
* *
الساقي ذو العين الواحدة
قنينة خمرٍ .. و
الساقي بعينٍ واحدة ، و الأخري عليها عصابة سوداء ، و فتاة بسيجار طويل تحتسي ما
في القنينة برشفة واحدة .. ثم تجثو عند ركبة الساقي ذو العين الواحدة .. و
تتلو صلاة وثنية .. ثم ترفع بيدها العصابة و تقبله في اشتهاء .
*
* *
فرحة
أعطته البنت نصف الجنيه ..
فأعطاها " غزل البنات " ، فرحت البنت ، نظرت في الكيس بعد أن
التهمت ما فيه ، فوجدت ورقة من فئة المائتي جنيه بتقليد جيد ..
أعطتها لأبيها .. فقال لها :-
- آه لو كانت حقيقية
و ابتسم في وجهها .
*
* *
البريء
كل يوم
.. يصحو من نومه ..
خائفاً .. مرتعداً .. من أنه سيكون يوم الإعدام ، في صلاته يردد :-
- يا رب
.. يا رب .. أنا
بريء .
طلعت الشمس و سقط ضوء منها فوق مكان سجوده .
*
* *
قصيدة
أكمل القصيدة ..
نظر في مرآتها ..
فوجد نفسه ،
فخرج سعيداً ،
يمرجح قدماً ،
تسبق الأخرى ،
كعادة أيام الطفولة
*
* *
شاكيرا
مؤخرتها في وجه الجميع ، تقلد شاكيرا ، حتى
أن لها نفس الاسم و إن كان اسم شهرة ، اختارت النقطة الصحيحة – في زماننا هذا ..
لتر كل منها الهدف في ملعب الحياة !
*
* *
المسافر في دروب الناس
مثل الطيور يطير .. لكن في قفص ، مثل الطيور
يغني .. لكن لأليف وحيد مثله ، و أيضاً مثل الطيور .. مات دون أن يحس أحد من البشر
.
*
* *
قتل
أجثو علي ركبتي ، أحدق في عينيه .. لماذا تقتلني ؟!
أنا مثلك
.. إنسان ، نظر في عيني بدوره
.. و قال في برود :- أنا لم أعد إنساناً .
*
* *
الشاب
لحيته مهذبة .. عيناه ضيقتان
.. يمسك باقة من الورود
الحمراء .. يلقيها أسفل قدميه .. و
يطأها بحذائه .. لم يجد من تستحقها !
*
* *
قافلة الشهداء
هو ميدان التحرير ..
الألعاب النارية في السماء ، الشهداء بالمئات يروون الميدان بدمائهم ،
العلم ذو الثلاثة ألوان .. يرفرف أعلي من كل الرؤوس .. رؤوس البشر و .. أنصاف الآلهة من الزعماء .
صرخ أحدهم من طرف الميدان .. صرخة سمعها الجميع و تيقنوا معناها .
- طوبي لمن ذهب .. و
أهلا بمن جاء !
*
* *
فنجان قهوة سادة
اعتاد في الأيام الآحاد .. الخروج من عمله
مبكراً ، و الذهاب إلي مقهي مجاور في أطراف الميدان ، ليحتسي فنجان قهوته بدون سكر
.
كان الجميع يتحدث
- الثورة فشلت
- الثورة نجحت 50 %
- ما زالت الثورة مستمرة باستمرار الحياة .
أعجبته العبارة الأخيرة .. فأحس
بمذاق لقهوته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق