2014/05/27

ماذا نريد من السيسي؟ بقلم: فؤاد قنديل


ماذا نريد من السيسي ؟

فؤاد قنديل

    بفضل من الله ورحمة تتقدم مصر بثقة نحو مستقبل  مختلف إلى حد كبير بدأت بشائره يوم التخلص من التنظيم الإرهابي الملعون ثم وضع الدستور الجديد الذي تم الاستفتاء عليه في يناير 2014، ثم الإعلان عن الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها المشير عبد الفتاح السيسي والسيد حمدين صباحي وغدا ستظهر نتائج الانتخابات التي مهدت لها عملية تصويت المصريين بالخارج ، وقد انتهت بعد تصويت 318 ألف مصري في 124 دولة بترجيح كفة السيسي بنسبة 95% إلى 5% أى فوز ساحق بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ومن المرجح أن تكون نتيجة الانتخابات داخل الجمهورية لصالح السيسي أيضا بنسبة لا تقل عن 85% .. أيا ما كان الأمر فإن الآمال معقودة على الرجل المهذب والنبيل ، والوطنى الأصيل المشير السيسي الذي وقف الله معه وأعانه على مهمته المقدسة ، وأظن أن الله الذي أنقذنا من مبارك ومن الإخوان المتطرفين الجهلاء في ظرف سنتين دفع الشعب المصري خلالهما وسنة أخري بعدهما أفدح الأثمان من الدماء والأرواح والمنشآت وتوقف الأعمال وضيق الرزق وسوء الأحوال سيكمل جميله مع الشعب المصري ويمكن القائد المدعوم بإرادة الشعب من عبور الأزمة المركبة والتراجع الشديد في كل المجالات ويعمل بكل قوة وجهد وإخلاص – مستفيدا من التجارب السابقة – من أجل صناعة مستقبل أفضل للمصريين المعذبين في الأرض .

ولذلك نبادر بالتفكير معه فيما يطمح إليه المصريون في السنوات القليلة المقبلة حتى يستطيعوا أولا : تضميد كافة الجراح التى لا زالت تنزف وتبوح بالألم الشديد في كل بيت ، وثانيا : ضرورة اللحاق بركب التقدم الذي كلما اقتربنا منه ابتعد مع أننا نملك كل مقومات النهضة ، وقد آن الأوان كي نقبض على الفرصة التاريخية التى تطهرنا معها من كم كبير من الظلم والخيانة وأصبح من المحتم البناء عليها بالإرادة والإصرار والعلم والإخلاص وحسن الإدارة والحزم والقانون الرادع .  فماذا نريد من السيسي؟

1 – قبل البدء نقول له : إن النجاح أو الفشل في القيادة يرتبط أساسا بفريق المستشارين ، وكم ضيعوا من الحكام المخلصين ، فأحسن الاختيار لأن مصر لن تحتمل فشلا جديدا.

2 – مصر تسبح فوق بحيرة من الفساد من اسكندرية إلى حلايب وشلاتين ومن السلوم إلى سيناء ، ومن أعلى رأس في الدولة إلى أدناها فاضرب بشدة على يد كل من تمس يده القذرة شعرة من ممتلكات الوطن الذبيح والمستباح.

3– ضرورة محو الأمية خلال أربع سنوات على الأكثر ، فمن بوابة الأمية دخل الطغيان وتبعه الفساد و في أعقابهما التنظيم الإرهابي ، ثم المرض والإشاعات وانتخاب الجهلاء لتمثيل الشعب في  المناصب



4 -  لابد من العمل على إنقاذ المصريين من وحشية التجار الذين لا يقل مكسب كل منهم عن 300%.

5– ضرورة ترشيد الإنفاق الحكومى المدمر الذي يبدد الأموال على المظاهر الكاذبة مثل السيارات الفارهة والمكاتب الفخمة والسفريات المكررة لكبار المسئولين التي تلتهم الملايين من مال الشعب ، مع العلم أن بعض موظفي الحكومة يحصلون على المليارات سنويا بينما يجوع نصف المصريين .

6– العمل على  تشغيل المصانع المعطلة ورفض تأسيس أية مصانع أو شركات بالقاهرة.

7– تعمير نصف سيناء على الأقل خلال خمس سنوات وتمكين سكانها من كل حقوقهم.

8– لابد من مراجعة معاهدة السلام ورفع الدعم عن الطاقة المستخدمة في المصانع .

9– رفع الطمى من جنوب السد إلى شماله لتخصيب الأرض ومقاومة النحر في شواطئ شمال الدلتا وزيادة مخزون المياه في بحيرة ناصر.

10 – الأطفال ضائعون في البيوت والمدارس ولا يوجد اهتمام كاف بثقافة الطفل كما لا توجد حدائق .. لذلك يضطر الأطفال للنزول إلى الشوارع حيث الجريمة والمخدرات والتشرد .

11 - الشعب ضحية تليفزيون يقدم برامج تافهة ويضر بفكر الجماهير لأنه بلا دور في الثقافة ولا التربية ولا التعليم  ويجب إعادة تأهيله بتغيير قياداته فكلهم متكلسون وبيروقراطيون ولا علاقة لهم بما يعرضه من غثاء.

12 – رفع وعي الجماهير ومنحهم فرص الحوار المباشرمع المثقفين لتقبل المفاهيم الجديدة.

13 – العمل على توفير فرص عمل للشباب بمعدل مليون فرصة كل عام من خلال بناء المصانع واستصلاح الأراضي وتشجيع المشروعات الصغيرة.

14 – أهم قاعدة لبناء أمة الاهتمام بالمدارس ونقلها إلى مستوى المؤسسات الثقافية ، وتدريب المدرس ليكون هو الأب والمعلم والراعي وصانع الأجيال الجديدة .

15– التأكيد في التعليم على الثوابت مثل حتمية استخدام العقل و احترام الآخر وتفعيل  الشعور بالحرية والإيمان بالعلم وتقديس العمل والحث على التنافسية والعصرية والعمل كفريق .

16 -  القاهرة والجيزة وحدهما تبتلعان ثلث ميزانية الدولة ولابد من تفريغهما  من سبعة ملايين مواطن على الأقل خلال خمس سنوات بالتركيز على  التنمية الصناعية والزراعية  في الصعيد وسيناء والوادي الجديد .



17 – تنشيط السياحة وتنويعها مع حماية الآثار المصرية التي تتعرض للنهب كل يوم.

18– نشر المكتبات الصغيرة في كل القري والأحياء والشوارع الكبري في المدن.

19 – لكى تكون لدينا مدن مناسبة وعصرية لابد من توفيرالأرصفة الخالية تماما من كل الإشغالات وتخصيص شوارع مخصصة للمشاة والتشجير فالقاهرة مثلا مدينة جدباء.

20- الاهتمام غير المسبوق بالبحث العلمى والتعليم الفنى ومراكز التدريب.

21-  سرعة تأسيس محطات الطاقة الشمسية واستخدام السكك الحديدية والنيل في النقل.

22 – إعادة النظر في أساليب الري وتخليص الترع والأنهار من ورد النيل .

23 – تفعيل الآليات العلمية والعاجلة والمنتظمة للتخلص الفوري من القمامة وسن تشريعات رادعة للمخالفين وخاصة راكبى السيارات وأصحاب المحلات.

24 – حفر عشرين حارة مائية من قناة السويس باتجاه سيناء وطل كل حارة عدة كيلومترات تقام حولها مصانع ومساكن وشواطئ سياحية ومحلات متنوعة.

25 – إعلان القاهرة مدينة مغلقة لا يضاف إليها ساكن جديد بدءا من أول العام القادم ولا يزورها أي وافد إلا عابرا مع تخفيف أعبائها والحرص الشديد على تجميلها حتى تصبح مدينة سياحية تجذب عشرين مليون زائر عربي وأجنبى على الأقل كل عام .

25 – القضاء تدريجيا على مركزية العاصمة وهي مركزية قاتلة للمواهب والتطور وتتسبب في تكريس البيروقراطية وحرمان المدن والقري من التنمية وتؤدي إلى ازدحام القاهرة .

26 – تشجير كل المدن بشكل متواصل ليخف التلوث وتنعدم تدريجيا صور المدن الشائهة التى نعيش فيهاوتعتاد الأجيال حب الطبيعة والجمال.

27 – آن الأوان لشعور المصريين بالعدل ، وقد عانوا العدالة الكاذبة والعدالة البطيئة والعدالة المتحيزة والعدل الخاضع لمراكز القوة ، فضلا عن الرشوة والمحسوبية.

28 – اختيار القيادات مهما كانت بسيطة يجب أن يكون حسب الكفاءة والعلم والضمير وحتمية تطبيق نظم الثواب والعقاب .

29 – القدوة هي الوسيلة الوحيدة لتحسين وتطوير فكر الناس ، وأظن السيسي بدأ التطبيق

30 –  الحرية مطلوبة جدا جدا .. لكن ليس على إطلاقها وإنما الحرية المسئولة .. المسئولة

الأماني كثيرة جدا .. جدا ، وقد تراكمت دون أن يتم إنجاز أي منها حتى أصبح المصري لا يقول غير " مفيش فايدة " و" مفيش أمل " وقد سقط في جب اليأس الذي يلتهم روحه وجسده.

ولا يبقى إلا أن نبحث عن الضمير الذي اختفى تماما وأن نتوجه إلى الله بالدعاء لك ولنا كي يعينك وأن يمكنا من دعمك ومساندتك من أجل مصر جديدة تليق بالمصريين أصحاب الحضارة وجبال التجارب الصعبة والمدهشة والبطولات على مدى التاريخ .

                                                        

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كنا نحترمك يا قنديل لكنك سقطت من عيوننا نحن السوريين وأصبحت أقذر من الحذاء العسكري (السيسي) الذي تعبده
قبحكم الله يوم أرخصتم المبادئ التي كنا نظن أنكم تحملونها لكثرة ما تتحدثون عنها، لعنك الله ولعن السيسي التافه
أنتم إلى مزبلة التاريخ