على غير عادتها
, ضربت " هدى " بطقوسها الصباحية عرض الحائط
أفاقت على إستحياء ؛ مُدَللة وجهها بأنوثة تُخبىء مقاومة حديدية تجهل لغات الصدأ .
اليوم .. قررت " هدى " السخرية من وحشة السرطان , وذُعر آلامه .
اليوم .. أقسمت بنهارها الفريد هذا أن ترقى ببصرها الى الشفاء , وأن تتندر على جبروته الهُلامي , وسخافته التى انصرف عنها الشعور !
الجسد يحمل أثقالاً , والنفس خاصمتها العافيه لأعوام طويلة ؛ فقدت خلالها " هدى " الإطمئنان لكل شىء ؛ الى أن ضاقت بالحياة وضاقت الحياة بها .
توضأت إرادتها بماء تلك النملة المُثابرة ؛ التى لم تخذلها يوماً فى الزيارة , ربما كانت على قدر عال من الوفاء الذى لم تعهده مع بشري فى حياتها الرماديه تلك
؛ التى و إن زاد سوادها على البياض فيها ؛ إلا أنها تظل رمادية
ربما لتشبثها ببعض الأمل , وإن كانت آيته " نملة " !
أخذت " هدى " تتلوى من طعنات المرض بغرابة سلوكية تمتلك من الحكمة الكثير ؛ فكلما أستولى عليها الألم صرخت فى وجهه بالضحكات .
وما إن همست لقلبها بواعث الخوف إلا واندمجت فى غنائها شاديةً
:
" ذلك القلب لا ريب فيه
؛ يُقيم صلواته بوادى الحب
ويفلح فى غناء الحزن
ويوقن بالعطاء لا المَن !
وأخذت تدندن فى إختلاف وبهاء
قائلة :
ذلك القلب لا ريب فيه
؛ أضاء بهديه الظُلمات
وأخرج مائه الثمرات
وعكف على الخشوع والبِر "
يُريحها غناء القلب ؛ تجد فيه من اللذة والمتاع ما يُغريها لإعادته مرة ومرات ؛ إبان إقامة السرطان " الجبرية " فى جسدها المُنهَك !
ثم يعاود المُحتَل هجومه القاسي ليُكلفها مشقة يلقاها شهداء الحروب و أبناء المأساة الأبدية من فقر وعراء وموت يدق أبواب الإنسان بلا تحيه ولا سلام !
لا تطمئن " هدى " إلى قراءة نفسها بالمرآة !
ففى كل مرة تقف فيها للقاء نفسها ومصافحة وجهها أمام المرآه
تجدُ أنثى أخرى غير تلك التى تعرفها حق المعرفة !
وكأنهما يشتركان فى الروح وحسب , أما الكيان المادي فبات هاجساً أو طيفاً عبر فى حلم الأمس , واليوم بات كابوساً يرافق الإزعاج ..
وتشتاق الفتاة لأن تُنطق المرآه قولاً , كما تنطق إنعكاساً مصوراً كى تجيبها " متى تنتهى مأساة المرء " , عندما تربطه عشرة حلوه مع تقاطيع وجهه و ملامح جسده الى أن يأتى يوم عجيب الهيئة
يجد المرء نفسه شخصاً آخر , غريب الملمح والبناء !
ويرى حركاته ليست بحركاته
وسكناته لم تعد سكناته
وضحكته تبدلت أو غابت !
وتجاعيد المرض تحاصره فى إصرار لا يُطاق ..
أسدلت " هدى " ستائر الدهشة على ما تراه فى المرآة من واقع صنعه المرض و رفيقه الألم
أسدلتها ؛ ودقت بقلبها و كيانها طبول الإرادة ممسكة بذرات التراب المُكدسة على سطح وجهها بالمرآة ؛ تلك التى أهملت تنظيفها بفضل ما جلبه لها الألم من عجز و تكبيل غير عادل !
رسمت بيديها تلك العبارات التى كانت حافزاً من ذهب ومن فضة كلما راودها وحش السرطان الدامى
:
أيها الألم
كيف حالك ؟!
اسمح لي أن أُعلمك سراً لا يعلمه الا أنت
" أنا حقاً كافرة بك " !
أتظن أن الكفر بالوجود ؟
أم تعلم عن أى شيء أتحدث ؟!
وسواء كنت تعلم أو لا تعلم
سأخبرك كلماتي , وآهاتي ؛ التى لا تُجيد الرحمه
؛ فهى أصيبت بداء التقليد السام
؛ روحى انفعلت بك ؛ فأصبحت قاسية مثلك !
فلا تجادلنى فى أن أكون رحيمة عطوفه معك
وكيف هذا
وأنت من ألهبتنى بسياط المرض
؛ بات جسدى مُتهالكاً
؛ وانطلقت روحى الى عنان سماء ربي مودعةَ الغد ؛ ومُخرجة لسانها فى إذلال كرهته فيها ..
وبحق ذلك
ألعن تلك اللحظات الخشنة ؛ التى تجتاحنا دون إستئذان
؛ كصواريخ عابرة للقارات !
؛ تُشعلنا بكل ما أوتت من حرارة
؛ تطفىء ما بنا من بسمات !
؛ وتُدخلنا فى غيبوبة دماغية
لا إفاقة منها
إلا بزوال الألم و أصدقائه !!
, ضربت " هدى " بطقوسها الصباحية عرض الحائط
أفاقت على إستحياء ؛ مُدَللة وجهها بأنوثة تُخبىء مقاومة حديدية تجهل لغات الصدأ .
اليوم .. قررت " هدى " السخرية من وحشة السرطان , وذُعر آلامه .
اليوم .. أقسمت بنهارها الفريد هذا أن ترقى ببصرها الى الشفاء , وأن تتندر على جبروته الهُلامي , وسخافته التى انصرف عنها الشعور !
الجسد يحمل أثقالاً , والنفس خاصمتها العافيه لأعوام طويلة ؛ فقدت خلالها " هدى " الإطمئنان لكل شىء ؛ الى أن ضاقت بالحياة وضاقت الحياة بها .
توضأت إرادتها بماء تلك النملة المُثابرة ؛ التى لم تخذلها يوماً فى الزيارة , ربما كانت على قدر عال من الوفاء الذى لم تعهده مع بشري فى حياتها الرماديه تلك
؛ التى و إن زاد سوادها على البياض فيها ؛ إلا أنها تظل رمادية
ربما لتشبثها ببعض الأمل , وإن كانت آيته " نملة " !
أخذت " هدى " تتلوى من طعنات المرض بغرابة سلوكية تمتلك من الحكمة الكثير ؛ فكلما أستولى عليها الألم صرخت فى وجهه بالضحكات .
وما إن همست لقلبها بواعث الخوف إلا واندمجت فى غنائها شاديةً
:
" ذلك القلب لا ريب فيه
؛ يُقيم صلواته بوادى الحب
ويفلح فى غناء الحزن
ويوقن بالعطاء لا المَن !
وأخذت تدندن فى إختلاف وبهاء
قائلة :
ذلك القلب لا ريب فيه
؛ أضاء بهديه الظُلمات
وأخرج مائه الثمرات
وعكف على الخشوع والبِر "
يُريحها غناء القلب ؛ تجد فيه من اللذة والمتاع ما يُغريها لإعادته مرة ومرات ؛ إبان إقامة السرطان " الجبرية " فى جسدها المُنهَك !
ثم يعاود المُحتَل هجومه القاسي ليُكلفها مشقة يلقاها شهداء الحروب و أبناء المأساة الأبدية من فقر وعراء وموت يدق أبواب الإنسان بلا تحيه ولا سلام !
لا تطمئن " هدى " إلى قراءة نفسها بالمرآة !
ففى كل مرة تقف فيها للقاء نفسها ومصافحة وجهها أمام المرآه
تجدُ أنثى أخرى غير تلك التى تعرفها حق المعرفة !
وكأنهما يشتركان فى الروح وحسب , أما الكيان المادي فبات هاجساً أو طيفاً عبر فى حلم الأمس , واليوم بات كابوساً يرافق الإزعاج ..
وتشتاق الفتاة لأن تُنطق المرآه قولاً , كما تنطق إنعكاساً مصوراً كى تجيبها " متى تنتهى مأساة المرء " , عندما تربطه عشرة حلوه مع تقاطيع وجهه و ملامح جسده الى أن يأتى يوم عجيب الهيئة
يجد المرء نفسه شخصاً آخر , غريب الملمح والبناء !
ويرى حركاته ليست بحركاته
وسكناته لم تعد سكناته
وضحكته تبدلت أو غابت !
وتجاعيد المرض تحاصره فى إصرار لا يُطاق ..
أسدلت " هدى " ستائر الدهشة على ما تراه فى المرآة من واقع صنعه المرض و رفيقه الألم
أسدلتها ؛ ودقت بقلبها و كيانها طبول الإرادة ممسكة بذرات التراب المُكدسة على سطح وجهها بالمرآة ؛ تلك التى أهملت تنظيفها بفضل ما جلبه لها الألم من عجز و تكبيل غير عادل !
رسمت بيديها تلك العبارات التى كانت حافزاً من ذهب ومن فضة كلما راودها وحش السرطان الدامى
:
أيها الألم
كيف حالك ؟!
اسمح لي أن أُعلمك سراً لا يعلمه الا أنت
" أنا حقاً كافرة بك " !
أتظن أن الكفر بالوجود ؟
أم تعلم عن أى شيء أتحدث ؟!
وسواء كنت تعلم أو لا تعلم
سأخبرك كلماتي , وآهاتي ؛ التى لا تُجيد الرحمه
؛ فهى أصيبت بداء التقليد السام
؛ روحى انفعلت بك ؛ فأصبحت قاسية مثلك !
فلا تجادلنى فى أن أكون رحيمة عطوفه معك
وكيف هذا
وأنت من ألهبتنى بسياط المرض
؛ بات جسدى مُتهالكاً
؛ وانطلقت روحى الى عنان سماء ربي مودعةَ الغد ؛ ومُخرجة لسانها فى إذلال كرهته فيها ..
وبحق ذلك
ألعن تلك اللحظات الخشنة ؛ التى تجتاحنا دون إستئذان
؛ كصواريخ عابرة للقارات !
؛ تُشعلنا بكل ما أوتت من حرارة
؛ تطفىء ما بنا من بسمات !
؛ وتُدخلنا فى غيبوبة دماغية
لا إفاقة منها
إلا بزوال الألم و أصدقائه !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق