شعر
/ وليد أبو مازن العمدة
فِي مَدْحِ خَيرِ
الخلْقِ يا منْ مَدْحـه
عَيْن الْمُرادِ
لِشـاعرٍ أو كاتِبِ
فالنَّاس فِي
مدْحِ الْحبيِبِ مَذاهِب
وأنا لِسُنَّتهِ
جميعُ مذاهِـبي
لو فاضَ كلُّ
الْمادِحين بِـدَلْوهِم
ما تَمَّ وصْفٌ
للرسولِ الأطْـيَبِ
مَهْما ارْتَقي
المخْلوقُ في حبّ النّبي
أبداً سَينْقُص
كلَّ وصــفٍ طيِّبِ
يا مُنعِماً
بالفضـلِ إنِّي لائِـذٌ
فأحْفظْ غَرامي
بالكَـلامِ الصائِبِ
واضْمَن لِسانِي
أنْ يَضلَ بَيانُه
واجْعلْهُ في
رَكْب المَـدِيحِ بِمنْصبِ
لك يا رَسُول
العَالَمينَ تحيَّةً
فاقْبلْ من
الْهيْـمانِ فيكَ الآيِبِ
فيها من العشْقِ
الْمُنزَّه وصْــفه
غُصناً نما
والغُصْن غير مُسَــيَّبِ
تجري لذاذَةَ
عشْـقهِ في دمِّـنا
تسري به دوماً
بدونِ تقـلُّبِ
اخْلاقُك الغُرُّ
الَّتي أوصَـافها
مِشْكاة أنَّوار
لِنـجْمٍ ثاقِبِ
ذِكْراك زفَّت
للنفوسِ محاسِـناً
فيها نجاة
للضـَمِيرِ الغــائِبِ
فيها يَطِيبُ
العيشُ في صـلواتِهِ
للتَّائبِ
المُتشرِّدِ المتـحبِّبِ
والبَدْرُ ظـنَّ
بأنَّه بـدرٌ هو
والشَّمس
فرَّت للمَغِيبِ كَهارِبِ
هَبطَتْ إليكَ
مـن السَّماءِ جَواهِرٌ
آياتُهَا نُور
الْهدي للطالِبِ
في قلبِ أحْمَد
كـلُّ قُرآني بِهِ
رَحَماَت ربِّي
للمُريدِ المُـذنِبِ
في لفْظِهِ
الدُّر المَصُـون عجائِبٌ
والمُعجِزاتُ
به صِــحاح التائِبِ
سجد الرسول لِسانه
مُتيقِّناً
لِكِتابِ ربٍ
واحِـدٍ متــأهِبِ
يا وَيْلَ من
رفضَ الهُدي من كأسِــهِ
يا حظّه من
ذائِقٍ أو شـارِبِ
فله لِأنْضَاءِ
الخِصاصِ موارِدٌ
يأوي لها العَبْدُ
الضـَّــرِيِكِ المغْصبِ
طاشتْ عقُولٌ
في رَحِيقِ جَمالهِ
من مُهْجَةٍ سكْري
بِحُــلو المشْرَبِ
والرُّوحُ من نور الجَمَالِ تَكلَّمـتْ
لِمنالِ حظٍ
أو جـواب المطْلَبِ
يا خَاتَمَ
الرُسُلِ الِكِرامِ تحـيَّةٍ
منَّا فِداك
جـَـوارِحي لِتَقرُّبــي
جاءوُك أفْواجاً
إِليك مُطِيـعةٍ
تَرْجو الوَسِيلةَ
والمَقامَ الأقْـرَبِ
قد كنت
للمظلومِ عَوناً ناصِـراً
وقتَلْتَ نبْضَ
الخوفِ رَوح المُرْعبِ
وجعلتَ في كلِّ
الدُنا ترتيـلَةً
صَوت المُؤذِّنِ
بالنِدِاءِ المُـطرِبِ
وكَفَيْتنا
نوراً نَضَا ثَوبَ الدُّجى
عِشْق المكارْم
ِفيك لمْ يَتغـيِّبِ
للهِ أصْبـحَ
فضْله مُتَزايــداً
بالنَّصرِ
والفَتْحِ المُبِينِ بِيثْـربِ
فبِوجْههِ
البــدر المُضئ سَماحةً
وبِسيفهِ المَوت
السَّريع لِعـائبِ
في الحرْبِ جُنـدُ
الله بَيْن جُنودِهِ
فتحوا المَدَائِنَ
بالكَلامِ المنْجِبِ
فنَصَرْتنا
وكشَفْتَ كــلَّ حقيقةً
بالخيلِ في
زخَـِم الْغبَارِ الأصْـهبِ
فالمُعْتدون إذا
رَأوكَ تَصَدَّعوا
يَخْشونَ سـَـيْفك
فـي الْيفاعِ الـمَرْقبِ
فلَقدْ كَسَرْتَ
سِنان كلَّ مُنافِقٍ
وحَكَــمْت
عدْلاً فـي البِـــلادِ بمذْهبِ
عِزُّ المَنابِرِ
حِيـنِ تعْـــلو ذاكِراً
وإذا نَـزَلْت
فأَنْتَ خَـيْر الصاحِبِ
حامٍ يزُودُ
عن المَحَارمِ والحِـمى
أكْملتَ دِيـناً
طاهِراً بِتأدُّبِ
صلَّي عليك
الله يا خَـيرَ الْــورَى
مَا لاحَ بـرْقٌ
من غَمامٍ صَيِّبِ
أعْطاكَ ربِّي
من جزِيلِ عطَـائهِ
أنتَ الشَّفــــيعُ
لكلِّ عبدٍ مُذنِبِ
ليْتَ القُلُوب
تَقُودنا في هَدْيِـكمْ
ما ضلَّ عنْـكم
غَـير خلْقٍ أجْنَبي
رحَلَ العِظامُ
المُقْتَدي بِفِعالِهمْ
والمَجْدُ
غادرَ وقْتَـنا بتَعَجبِ
ياربّ هبْنا
من لَدُنَك تَراحُماً
وأَعِدْ مَنَـــــازَلنا
بخَيرِ مَـراتِبِ
واغْفر لعَبْدِكَ
عَجْزه في مَـدْحِهِ
خَيْر الْأنـَــــامِ بكلِّ وصْـفٍ
غَائِبِ
وليد إبراهيم علي
مدرس اللغة عربية
نادي أدب طما - سوهاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق