حتى لا يستيقظ النيام
إلى ثوار الخامس والعشرين من يناير
حسين منصور
1
ذات يوم كان فى بلدتنا سقاء ، كان شاباً فتيا ً ذا شعر كثيف ، وشارب مجدول ، كانت تعشقه النساء ، تحايلن عليه ، وسقن ماشطة البلدة كى توقع به .
الشاب الفتىّ ذو الشعر الكثيف والشارب المجدول ، كان يسكن قرب النهر ، يملأ أزيار البلدة ، ويعود بقربته فارغة .
السقاء ذو الشعر الكثيف والشارب المجدول الذى تتغامز النساء حين يمر، ويغار منه الرجال ، كان فى المساء يشعل النار بجوار النهر وحيدا ً ويغنى .
مر الزمن ، وخط فى رأس الشاب الفتى ّطريقا ؛ فشاب ، وذات فيضان ، ضرب فوران النهر داره ؛ فرحل ، ولما رحل ؛ حزنت النساء ، وظن الرجال أن ستخلوا لهم وجوه نسائهم ، وشق الزمن فى رءوس البلدة طريقا ً للنسيان ؛ فنسوا .
2
طريق العودة طويل أجهده ، الرجل المسن ذو العصا والشارب لما وصل قريتنا دق الأبواب بابا ً بابا ً؛ النسوة نظرن من النوافذ العالية ، تهامسن ومنعن الصغار من النظر ، الرجال خلف الأبواب مازال يؤرقهم وجه السقاء ذى الشعر الكثيف والشارب المجدول ، الرجل المسن ذو العصا والشيب كان يريد كسرة خبز وشربة ماء ، وعند آخر باب دحرجه الخفراء بعيدا ً ؛ كى لا يزعج النيام .
الرجل المسن ذو العصا والشيب والظهر المحدب ، ستره الظلام ، وأمطرت عليه السماء ؛ فانتبه .
الرجل المسن ذو العصا والشيب مازال حيا ً أعرفه .
19- 2- 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق