بقلم: رولا حسينات
الأمر جله أننا تعودنا الكذب في كل مفصل من
مفاصل حياتنا، الرهبة والجزع من استحضار الغيب، يقعينا في سلال الانتظار عند
البوابة الزمنية، التي ما دلوكها إلا حين ينفلق الأفق وتذوب أدراجها الزجاجية
وتتبعثر كالهشيم..
حينها يتسنى للمرء فينا أن ينصت لذلك
الناقوس، الناقوس الذي ترتج له طبلة تعيش في تجويف أذننا..
مع
الزمن زاد قرعها للطبول فغشينا الصمم على الإصغاء..
لكن
للناقوس وقع آخر ...صوت آخر أقرب للنحيب منه لموسيقى كلاسيكية، حيث تفيض الروح
وبعض من المشاعر الزائفة إلى حيث يجتزئها العقرب الزمني فتدون في دفاترنا..
ولكنها عندما كانت تصغي لنغمات موسيقاه كانت
تفتر وتفتر، رغم مشاعرها التي تجوب داخلها كدوامة تجذبها من أسفلها إلى أعلاها
فتفيض حمرة كلما تنادى صوته كسلم موسيقي إلى أذنيها، كلما ارتد إليها طرفها وهو
يحملق بالصورة المعلقة أمامها، دوما يفصلها خط زمني يحجبها عن زاوية نظره فتكون في
الهامش رغم استحواذه على الصورة كاملة.
أهي
كلمة الحب التي يمكن أن تعلق عليها ما هي فيه؟؟ كتلك القشطة التي تعلو فنجان
الكابتشينو عند مقهى الأحلام الذهبية...!
ولكن
الحب وميض عابر هكذا مرت ذكرى ذاك السطر في ذاكرة عينيها ..
أي يكون فهو عشق محلا ككعكة الدونت التي
بصعوبة قد تتنازل عنها..
ولكن
أهي تراوده عن نفسه كل ما دنت ذكراه وعنت على نفسها؟؟
وهي
أين؟؟
أتراه يراها كما تراه؟؟
أم
تراها دوما في الهامش؟؟
لقد
غيرت عطرها ولكنها لم تستطع أن تغير جسدها الضئيل..
غيرت
ربطة شعرها المنسدل على ظهرها كذنب فرس شهباء..
ولكنها لم تستطع تغير وجهها بالطلاء، لم تستطع أن
تزيف نفسها أمامه.. هي تعرف أن من يحب عليه ألا يتلون أمامه..
هي
هكذا الأمور تجري وحسب لا تمثيل فيها، لا نصوص لتحفظ وتنسى لا برامج ولا مواعيد هي
قدرية اللقاء.. كالرواح تذوب عند اللقاء الأول فلا تستطيع البعاد، ولكنها تبقى من
تبادر في الجلوس بالصف الأول والوقوف قبالة البوابة حين مروره كالريح بجانبها..
ألم
يشتمها كوردة نيسان أم هو أكذوبة كأكاذيبه؟؟ عل ذاك اللحن يجعلها في التيه تبحث عن
مزاليق لفتحها فلا تستطيع..
أي
هم هي فيه؟؟
أو
كان الحب هذيانا أم رحمة؟؟
فلترحمها السماء وليبقى لحنا من غير أن تسمعه،
وصورة من غير أن تدرك ساعة التقاطها..
فلن
تستطيع مهما حاولت أن تنساه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق