المستقبل
نزار محمد عوض
السودان
استوى جالساً على فراشه محلقاً بخياله في فضاءات بعيدة
أوقفتها يد جده التي أفزعته ولامست كتفه بلا مقدمات قائلاً
مابك اليوم على غير العادة تخالف تقاليد مملكتك لماذا تستيقظ مبكراً ؟
رد ومازال يسرح بخياله دل على ذلك إطالته النظرعلى مكانٍ ثابت وكأنه يدرسه بتمعن :
جدي ... لاأدري ماذا أقول ، ولكن عندما أفكر بمستقبلي أرى صورةً قاتمةً لاتظهر ملامحها.
رد جده مقاطعاً اياه: لكنها ستتضح خلال ماستعيش من أيام و سيبنيها ما تحمل من طموح .
بني ، إن الإنسان جسد بداخله روح ويحكمه العقل الذي لو وظفه بطريقة صحيحة لملك عالمه
تلك هي حياتنا نجبر أن نعيشها بحلوها بمرها وخيرها وشرها شئنا أم أبينا، تلك هي حياتنا
أقدارنا تسوقنا نصيب يقسم لنا ، مقبل الأيام ستعلمك وتفهمك و تسري مشاعر متباينة في
دمك بعضها بالفرح يغمرك، وأخرى على الحزن تجبرك وتسكن في مرابعك وتغدو في نهاية
الأمر مجرد ذكريات،
لاتقلق، فدائماً ماتكون الخبايا مصدر إلهام في البحث عن المجهول والنبش في مقتطفات
من المستقبل فالزم الصبر واجعله ديدنك.
ويواصل بعد لحظة صمت لقد قدمت في زمن فيه كل شيء سهل.
رد ماذا تقصد جدي ؟
أتقصد أنك عانيت ؟ رد جده: دعك مني فقد عانيت في زمان كانت المعاناة فيه هي لذته،
اسأل أباك كيف عانى وكيف قاسى حتى يصبح كما هو عليه الآن، فكر و اعمل،
لاتجعل سوف متقدمة في حديثك، هيا واصل ما قطعت من نوم وعندما تستيقظ فكر في كلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق