2013/03/06

المعادلة الصعبة..بقلم: خيري عبدالعزيز

المعادلة الصعبة
خيري عبدالعزيز
 فجوة قميئة تلك التي بين النص الأدبي كعمل إبداعي وقيمة فنية يعتد بها, وبين رواجه واتساع دائرة قرائه في عالم بات لا يقرأ من أساسة, ومعادلة ليست بالهينة أن يحقق الكاتب كلا الطرفين: الرواج والجودة.. وفي هذا السياق قضية كبيرة تطرح نفسها عن آليات النقد ومعايره التي علي أساسها نستطيع تصنيف وفرز الغث من السمين بدون أي اعتبارات قد تكون حجر عثرة في طريق الإنصاف وقول الحق؛ كالرواج, والمبيعات, وصيت الكاتب, إلي أخره.. وكارثية عصرنا هذا هو ميل الكثيرين للأخذ بالرواج مقايسا, علي مستوي القراء والنقاد, وزعمي أنه من المفترض أن يقف القراء والنقاد علي ضفتين مختلفتين للعمل الأدبي, فإذا ما التبس علي القاري تحديد درجة عذوبة العمل وجودته, ونقاط ضعفه وقوته, جاء دور الناقد ذو النظرة النافذة العالمة؛ لينير بصيرة القارئ بالتحليل والتمحيص؛ مرتفعا بذائقته الفنية, أما أن ينقاد النقاد مع تهليل المهللين وتصفيق المصفقين, فبالتأكيد ثمة خلل ما في المنظومة يجب تداركه.. وعليه فان ضحايا تلك المنظومة المصابة بفيروس الانحياز وعدم الإنصاف, هو الكثير من الأعمال التي لم تلق رواجا رغم جودتها وقيمتها الفنية, وربما كانت مشكلة هذه الأعمال القيمة هو علو هامتها الفنية؛ لدرجة نفرت جمهور القراء الذي يستسيغ اللين السهل أكثر مما يثير فكرا أو يحرك عاطفة..
    الهدف الأعظم للفن علي وجه العموم, وللأدب خاصة, هو الكشف عن الخبايا بشكل جمالي بلا تصادم مع ثوابتنا البشرية من أخلاق وقيم.. الفن رسالة تفسيرية كاشفة في إطار جميل, وثمة تعادلية ما يجب أن تحقق بين جمال الرسالة وفحواها؛ لنميز الفن ممن سواه, ولنعطي كل ذي حق حقه, أم أن الأمر بات من الصعوبة أن نجد نقادا حياديين لا يعتبرون سوي بقيمة العمل بغض النظر عن أي اعتبارات وأي حسابات, حتى في جوائزنا الكبيرة نجد الأمر مثيرا للغط, مستفزا لأبعد الحدود, ولا ندري أهو تسيس أم مجاملات أم ماذا بالضبط.. أنترك الأمر ببرمته للزمن ليُقيم إبداعنا حيث لا اعتبارات ولا حسابات قد تؤخذ بعين الاعتبار, وليقرأ من يقرأ وليكتب من يكتب؟!..

ليست هناك تعليقات: