فؤاد قنديل
لا أدري من أي العصور الحجرية استخرجت جماعة الإخوان هذا الرجل ..وقد
حاولت طويلا معرفة أي المناطق الجيولوجية تم التنقيب بين حفائرها حتى تم العثور
على هذا الكائن واستخراجه سليما ولم تنقص منه أية قشرة .. إنها براعة نادرة
أن تحرز الجماعة هذا الإنجاز لأن التنقيب في الحقيقة ليس مهمة سهلة ، وخاصة عندما
يخلص علماء الحفريات إلى هذه الدرجة ، ويكفي النظر إلي الاكتشاف وهو في الصور وفي
المعرض الزجاجي . لقد استطاعت الجماعة تقديم نموذج مثالي قادر على حمل أمانة التعبير
عنها بمنتهي الدقة والوضوح ، وهو دون أية مزايدة أو مبالغة خير من يمثلها وليس
عليها إلا أن تبحث عن وسيلة نسخ علمية لنشره في العالم حتى يعم الظلام كافة بقاع
الدنيا.
لقد أكدت الجماعة في الوقت نفسه صواب نظرية دارون فيما يخص الانتخاب
الطبيعي ، لأن الرجل يعد هو التطور الطبيعي للإنسان الإخواني البدائي ( كائن تم
خلقه بشكل مستقل خارج المسيرة الإنسانية العادية ) ..وإذا كان
البعض يتذكر جوبلز وزير الثقافة والإعلام الهتلري الألماني كلما رأي الوزير
الأحفوري ، فإنه يسيء إلى جوبلز دون أن يقصد لأن جوبلز الألماني كان طيبا ومتواضعا
يعرف حدوده وحجمه ، فأقصي ما قال بما هدد سمعته : كلما سمعت كلمة " ثقافة
" تلمست مسدسي ( لم أقل كلمته " تحسست " تجنبا لشبهة التحرش ) ،
أما الوزير الأحفوري فلا يقول ما قاله الألماني ولا يتجاوزه ، ولكنه رجل فعل ، إنه
يقتل اللوحات البديعة والأنغام الجميلة والإبداع الأدبي الفاتن والأشعار المحلقة
والقيادات المخلصة والرقص الملهم والمباني الشامخة والسينما القائدة
والمسرح أبو الفنون وكل صور التنوير والجمال والتحضر.. يستخدم الطريقة الأمريكية
في القتل ، فمعروف أن الأمريكى إذا أراد أن يقتل بعوضة أطلق عليها عشرات القنابل ودانات
المدفعية الثقيلة ثم أحرقها وألقى الباقي منها في الشلال ، وربما يختلف الوزير عن
الأمريكي في القتل إذ قال : كل قرار أصدره نابع من دراسة !!!!!!!!!!.
لذلك أدعو المثقفين الذين يستفزهم جوبلز المصري أن يطامنوا من غلوائهم
لأنه بأفعاله يصب ككل أفعال جماعته في نهر المهانة والازدراء الذي تتمتع به
مصر الآن عالميا حتى أصبحت محل سخرية القاصي والداني ، وصارت على رأس قائمة الدول
الضارة بالوجود الحضاري للإنسانية التي ألقاها العالم أو أوشك خارج التاريخ بسبب
التصرفات الطالبانية المتخلفة ، وهو مثل جماعته باحثين عن الشهرة حتى لو كانت
بالفضائح ، وعليكم أن تأسفوا فقط لأن الإنسان الإخواني البدائي عاد إلى
الوجود بعد آلاف السنين دون أن يتطور إلا في المسائل الشكلية .. البدلة والسيارة
والأموال .. وعشق الظلام والنساء والسب والقذف والفضائيات
قلنا عشرات المرات إن جماعة الإخوان المتأسلمين لديهم اعتقاد راسخ
يصدر عنهم بقصد وغير قصد ، بالوعى وبغير الوعى يقضى برفض الاختلاف، أيا كان نوعه
وأثره ومصدره، كما لا يسمح بقبول أى شكل من أشكال الديمقراطية وقبول الآخر
والتسامح.
والجماعة حريصة على تأكيد ذلك كل يوم وكل ساعة، وأحدث تجلياتها الحمقاء ظهرت على يد ولسان وزير الثقافة الجديد الذى تتجلى قدراته الديكتاتورية العمياء فى العديد من القرارات، ومنها قراره الثاني بإقالة الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، ليس لخطأ وقع فيه أو لخسارة فادحة تسبب فيها أو لتوقف العمل بالهيئة لشهور، ولكن لأن الرجل أبدى عدم اقتناعه بالقرار الديكتاتورى الإخوانى رقم واحد بعد حلفه اليمين مباشرة بتغيير اسم مكتبة الأسرة ذى السنوات العشرين، وبعد نجاح غير مسبوق فى خدمة الثقافة المصرية بأن يصبح اسمها مكتبة الثورة المصرية، ذلك القرار الذى يمثل قمة النفاق الفج معتقدا من فرط السذاجة أن هذا القرار ربما يحقق له جماهيرية عند رجل الشارع المؤيد للثورة، أما قراره بعزل الناشط الثقافى الذى طور هيئة الكتاب وجدد إخراج الكتاب، بعد أن كان رديئا وعاجزا لسنوات طويلة عن المنافسة فى سوق الكتاب المصرى والعربى، فيأتى لأن الدكتور مجاهد يرفض الوصاية ويرفض القهر كما لا يذعن لفرض الآراء دون دراسة أو مشورة أو قراءة المشهد واستبيان رؤى الأطراف الفاعلة فيه .
والجماعة حريصة على تأكيد ذلك كل يوم وكل ساعة، وأحدث تجلياتها الحمقاء ظهرت على يد ولسان وزير الثقافة الجديد الذى تتجلى قدراته الديكتاتورية العمياء فى العديد من القرارات، ومنها قراره الثاني بإقالة الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، ليس لخطأ وقع فيه أو لخسارة فادحة تسبب فيها أو لتوقف العمل بالهيئة لشهور، ولكن لأن الرجل أبدى عدم اقتناعه بالقرار الديكتاتورى الإخوانى رقم واحد بعد حلفه اليمين مباشرة بتغيير اسم مكتبة الأسرة ذى السنوات العشرين، وبعد نجاح غير مسبوق فى خدمة الثقافة المصرية بأن يصبح اسمها مكتبة الثورة المصرية، ذلك القرار الذى يمثل قمة النفاق الفج معتقدا من فرط السذاجة أن هذا القرار ربما يحقق له جماهيرية عند رجل الشارع المؤيد للثورة، أما قراره بعزل الناشط الثقافى الذى طور هيئة الكتاب وجدد إخراج الكتاب، بعد أن كان رديئا وعاجزا لسنوات طويلة عن المنافسة فى سوق الكتاب المصرى والعربى، فيأتى لأن الدكتور مجاهد يرفض الوصاية ويرفض القهر كما لا يذعن لفرض الآراء دون دراسة أو مشورة أو قراءة المشهد واستبيان رؤى الأطراف الفاعلة فيه .
وأعقب ذلك إفالة د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية ، وكذلك
د. عبد الناصر حسن رئيس هيئة دار الكتب ، ثم أقال الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس
دار الأوبرا واضطر الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة إلى
الاستقالة بعد أن رأي الفوضي التي توشك على هدم المعبد، ورفع جوبلز المصري قضية ضد
د. سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون ، وصرح رأس الحربة الإخواني بأن إقالات كثيرة
قادمة ..
وإذا مددنا الخط على استقامته فإن هذا يعنى بدء مشروع لمذبحة كبيرة للثقافة المصرية وهى درة التاج على جبين التاريخ المصرى، وهى صانعة المكانة المميزة للشعب المصرى على مدى آلاف السنين، استيقظوا إذن أيها المثقفون، وأفيقوا أيها المفكرون والفنانون والأدباء، فقد أوشكت الحرب الحقيقية على الاندلاع بل اندلعت بالفعل، وها هو الطوفان بدأ وما كنتم تخشونه قد حدث ، فاخرجوا من أبراجكم العاجية وجابهوا البرابرة بكل حزم وحدة ووضوح، ولا تأخذكم الغفلة، وهاهو مجلس الشورى الموقر قرر إلغاء فن الباليه وغدا سيوقف فن الأوبرا ولابد أنه سيحطم الأصنام المتمثلة في المنحوتات والتماثيل الرائعة ويصادر الكتب التي لا تمجد الإخوان . .
فالموقف الذى يحاصر الجميع الآن ليس موقفا عارضا ولا هو مجرد حماسة من الغربال الجديد، ولكنها قناعة وسياسة مبيتة من قديم، وتربص ملؤه الحقد والضغينة إزاء كل فن ينطلق من الحرية، وكل فكر يبحث عن المصير والعقل والوجود الحق وكل أدب يكشف المسكوت عنه ويعبر عن الأحوال المخفية وراء الأستار، وتحت الأرضين اليوم فقط بدأت الحرب بثقة، وعزم فقفوا وقفة واحدة واصطفوا فى صفوف متماسكة، وقولوا بلسان واحد وبليغ.. لا لكل تدخل سافر ممن لا يؤمنون بحرية التعبير، ولا لكل من يتعامل مع الثقافة من منظور الهيمنة والأخونة والاستحواذ، ولا لكل سلطة لا تعرف إلا الاستبداد والطغيان وترفض الحوار ونطلق من جهل مدقع لتحدد أجندة العمل فى مجالات أرفع بكثير مما يمكن أن تصل إليها أفهامهم إلا الثقافة.
يا سادة.. مصر بدون فن وأدب وفكر وإبداع لا وجود لها.. مصر التى مهدت القواعد لحضارة العالم وأسست الضمير الذى يغذيه الفن والأدب وعلمت الدنيا كيف يكون الإحساس بالجمال والتعامل مع الطبيعة ومع الرسالات جميعها فى إطار التحضر والوعى والحرية يجب ألا تخضع للبرابرة، واعلموا- وأنتم لا شك تعلمون- أن لا أحدا سيدافع عن قضاياكم بدلا منكم، ولن ينوب عنكم فى مواجهتهم كما أن التاريخ سوف يترقب بكل دقة موقفكم من هذا الهجوم الضارى، وهذه الحملة المشبوهة ليتأكد من مصداقيتكم وإيمانكم بجدوى دفاعكم عن وجودكم الحقيقى المتمثل فى غذاء الأرواح والعقول.. وجودكم الذى يصنع الحضارة والأمل والأفكار القادرة على إلهام الأوطان الحية كى تبحث عن ذواتها وتقاوم.. البرابرة.
وإذا مددنا الخط على استقامته فإن هذا يعنى بدء مشروع لمذبحة كبيرة للثقافة المصرية وهى درة التاج على جبين التاريخ المصرى، وهى صانعة المكانة المميزة للشعب المصرى على مدى آلاف السنين، استيقظوا إذن أيها المثقفون، وأفيقوا أيها المفكرون والفنانون والأدباء، فقد أوشكت الحرب الحقيقية على الاندلاع بل اندلعت بالفعل، وها هو الطوفان بدأ وما كنتم تخشونه قد حدث ، فاخرجوا من أبراجكم العاجية وجابهوا البرابرة بكل حزم وحدة ووضوح، ولا تأخذكم الغفلة، وهاهو مجلس الشورى الموقر قرر إلغاء فن الباليه وغدا سيوقف فن الأوبرا ولابد أنه سيحطم الأصنام المتمثلة في المنحوتات والتماثيل الرائعة ويصادر الكتب التي لا تمجد الإخوان . .
فالموقف الذى يحاصر الجميع الآن ليس موقفا عارضا ولا هو مجرد حماسة من الغربال الجديد، ولكنها قناعة وسياسة مبيتة من قديم، وتربص ملؤه الحقد والضغينة إزاء كل فن ينطلق من الحرية، وكل فكر يبحث عن المصير والعقل والوجود الحق وكل أدب يكشف المسكوت عنه ويعبر عن الأحوال المخفية وراء الأستار، وتحت الأرضين اليوم فقط بدأت الحرب بثقة، وعزم فقفوا وقفة واحدة واصطفوا فى صفوف متماسكة، وقولوا بلسان واحد وبليغ.. لا لكل تدخل سافر ممن لا يؤمنون بحرية التعبير، ولا لكل من يتعامل مع الثقافة من منظور الهيمنة والأخونة والاستحواذ، ولا لكل سلطة لا تعرف إلا الاستبداد والطغيان وترفض الحوار ونطلق من جهل مدقع لتحدد أجندة العمل فى مجالات أرفع بكثير مما يمكن أن تصل إليها أفهامهم إلا الثقافة.
يا سادة.. مصر بدون فن وأدب وفكر وإبداع لا وجود لها.. مصر التى مهدت القواعد لحضارة العالم وأسست الضمير الذى يغذيه الفن والأدب وعلمت الدنيا كيف يكون الإحساس بالجمال والتعامل مع الطبيعة ومع الرسالات جميعها فى إطار التحضر والوعى والحرية يجب ألا تخضع للبرابرة، واعلموا- وأنتم لا شك تعلمون- أن لا أحدا سيدافع عن قضاياكم بدلا منكم، ولن ينوب عنكم فى مواجهتهم كما أن التاريخ سوف يترقب بكل دقة موقفكم من هذا الهجوم الضارى، وهذه الحملة المشبوهة ليتأكد من مصداقيتكم وإيمانكم بجدوى دفاعكم عن وجودكم الحقيقى المتمثل فى غذاء الأرواح والعقول.. وجودكم الذى يصنع الحضارة والأمل والأفكار القادرة على إلهام الأوطان الحية كى تبحث عن ذواتها وتقاوم.. البرابرة.
هناك تعليق واحد:
لي تعليق بسيط كعينة علي هذا المقال المدجج بشيطنة الآخر للقضاء والإجهاز عليه تماما باي سبيل، ولا أعتقد انه تكون هكذا الثقافة
بداية ما قام به وزير الثقافة شان إداري يراه كمسئول إداري وخلط الأمور علي هذا النحو مريب وعصيب بحق، فالناقد د. احمد مجاهد علي سبيل المثال يظل قيمة نقدية وفكرية سواء كان في منصبه الإداري أو خارجه، ثانيا هناك نقض (وليس نقد) إنتقائي متعصب ضد الرجل فأصلان (صاحب مقولة الفاشية الدينية في مؤتمر أدباء مصر العام الأخير والذي اعترض عليه بعض الحضور وأنقسم الناس حيث لم يكن منصفا فهناك فاشية يسارية متطرفة أيضا) نفسه وبلسانه عبر آلاف النسخ من مكتبة الأسرة والتي يشرف عليها بعد الثورة يقول مشنعا علي المنافقين (وبعد ثورة 25 يناير والتغيرات التي طرأت توقفت كل الجهات الداعمة لهذا المشروع الثقافي عن الوفاء باي دعم كانت تحمست له عبر عقدين ماضيين سواء كانت هذه الجهات من هنا او من هناك) ولم نسمع صراخا ومقالات نارية من فؤاد قنديل او غيره مع ان استمرار المشروع اهم مليون مرة من مجرد الاسم لكنه النقض الإنتقائي، ثم لو كانت مجلة لا يطالعها سوي كتابها القائمين بالاستحواذ علي كل منابر الثقافة طبقا لتصنيف الكتاب الأيدلوجي (النزعة البدائية في التعامل مع الاخر) تكلف آلاف مؤلفة من اموال هذا الشعب المسكين الذي تتعالي عليه هذه النخبة التي تقول انها رائدة التنوير والفكر ثم لا تعود باي ايراد يذكر فإذا أوقفها الوزير كانت مصيبة عظيمة
لم اقتنع بمقال هذا الكاتب الذي يقطر سخطا وتحيزا وبعدا عن الثقافة الحقيقة ، ولم يبق للآخر سوي مثل نافذة طوسون الفريدة في عالم رقمي وورقي بان يتفضل مشكورا صاحب المدونة التي تجمع كل الأطياف بان ينشر ردي البسيط فقد فاض الكيل
خالص مودتي
إرسال تعليق