2013/08/02

"عمل وكآبة وغابة ووحوش" قصة بقلم: بنمونة الحسن



عمل وكآبة وغابة ووحوش
بنمونة الحسن

ترن ترن رتن برن برن برن
بصق لصكع في الارض ثم بصق في وجه السماء التي لم تمطر منذ سنتين لم تمطر منذ سنتين ومع هذا لا احد يموت جوعا العمل يلد عملا ، ورب العمل في حاجة الى العمال والموظفون ينجزون اعمال في غرف مكيفة الهواء او متلظية والبنات يتزوجن رجالا طبعا ، وان كان الرجال اصناف وانواع والاطفال بلعبون بالكرة او بحبات مكورة تشبه حبات الكرز لا احد يموت جوعا وطفق لصكع يدندن : ان جعت فقد اكل بعد يومين ولكن ان اهدرت كرامتي فانني اجوع الدهر كله . انا احطم بدني بالعمل ولكن لا تلمسوا كرامتي بسوء وصفق بيديه المفلطحتين معلنا عن غضب دفين ثم انه تابع سيره باتجاه مقر عمله وهو حقل للبطاطس سيكون عليه ان يقتلعها من جذورها وان لا يمسها بسوء فحذار حذار ايها المياوم الذي يعمل لاجل ان يكون البلد امنا كن رحيما بحبات البطاطس فهي تقي الناس من الجوع والامراض
ترن رتن رتن برن برن برن
يتناهى اليه من افواه العمال ان الاسد ملك الغابة كئيب للغاية يخدعه انصاره وحكماؤه لا يجيدون الا القيل والقال والتمجيد . لا يعيرها لصكع اهتماما لانها لا تصلح عنده الا لتنظيف زجاج النوافذ يغرس الفاس في بطن الارض ليقتلع جذور البطاطس التي صار لها شان في عالم الاكل واي شان ؟ يقول في نفسه: ولم لا يقتلع جذور الاوجاع من الارض لتنعم الغابة بالامان؟ صاح في وجهه رب الحقل : اضرب ايها الخامل فنحن لا نملك وقتا نضيعه في التفكير؟ وشرع يضرب الارض حتى نز من جبينه وصدره عرق غزير انتشرت رائحته النبيلة في الفضاء لا يشتم عبيرها الا صاحبها
ترن ترن ترن برن برن برن
بصق في الارض ثم بصق في وجه السماء التي لم تمطر منذ سنتين وقال في نفسه : هؤلاء الفيلة الذين يقتاتون من عرق جبيننا الا يستحون؟ وهؤلاء الذئاب الذين يقتاتون من الجيفة الا يخجلون؟ والخرفان التي ترعى العشب ولا عشب في الارض تبدو خائفة من الذبح وهي مذبوحة من ساعة ولادتها والراعي الذي لا يهش في غنمه صائحا او صارخا او مسديا نصائح ومواعظ لم يستلذ النوم فتاتي الذئاب لتنهش اللحم والشحم ؟ والثعالب الذين ينتظرون فرصة الانقضاض على الغنائم الا يستحقون الاعدام في ساحة عمومية؟ وبصق في الارض ثم بصق في وجه السماء التي لم تمطر منذ سنتين وشرب قهوة سوداء ذكرته بالايام السود والبيض والعمل المضني وتملى فاسه الذي يشبه رجلا طويل القامة . وندن بحزن : ان جعت فقد اكل بعد يومين ولكن ان اهدرت كرامتي فانني اجوع الدهر كله. يا للمسكين ملك الغابة كئيب لا يدري من اين جاءته اللكمة فاوجعت قلبه لان الفيلة لا تشبع والذئاب لا ترعوي والثعالب لا تتعظ الانعام فرت الى اماكن امنة فخلت الغابة الا من اصوات الافتراس ترن رتن ترن برن برن برن
يضرب الارض بقوة ليقتلع حبات البطاطس من جذورها ويدندن :
ان لم يفلح ملك الغابة في التخلص من الكآبة فليزح الفيلة عن كراسيها ويسجن الذئاب والثعالب الخرفان تحب العشب والامان كالاطفال تماما كالاجنة في الارحام كالكتاكيت في البيضة الكآبة آلام لا تطاق واوجاع وحمى تنشر السعادة ظلالها عندما يسود العدل وتستوي كفتا الميزان يحتسي الناس الفرح كما لو كان اكسير الحياة

ليست هناك تعليقات: