2014/07/09

دعوة للمشاركة ندوة دولية عن كتاب ألف ليلة وليلة : مصادره وتطوراته وعلاقته بالآداب والفنون والعلوم



harvardparisدعوة للمشاركة ندوة دولية
كتاب ألف ليلة وليلة : مصادره وتطوراته وعلاقته بالآداب والفنون والعلوم 
جامعة هارفارد (مركز دراسات الشرق الأوسط)
المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس (مركز الأبحاث حول الشرق الأوسط والحوض المتوسطي ـ الوكالة الوطنية للبحث) 
كامبردج (بوسطن)
15 ـ 17 نيسان / أبريل 2015 

اللجنة المنظمة :
ـ ساندرا نداف (جامعة هارفارد)
ـ أبو بكر الشرايبي (المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس)
ـ وليم غرانارا (جامعة هارفارد)

إنّ الكتب ذات المصادر النصّية المتعدّدة والتي طرأت عليها تحولات كثيرة وترجمت عدّة مرّات والتي لها تأثير عالمي مثل كتاب ألف ليلة وليلة فمن شأنها أن تنشئ شبكات أدبية وفنية وعلمية عديدة من الصعب تحديدها. ماذا يجب علينا أن نكون قد قرأناه أو شاهدناه أو سمعناه حتى نستطيع أن نكون على يقين بمعرفتنا لهذا الكتاب وبمعرفتنا لما نتحدّث عنه؟ هل نتحدّث عن أقدم مخطوطة عربية أم عن أكملها؟ عن طبعة  محسن مهدي أم عن طبعة بولاق؟ عن ترجمة أنطوان غالان أو ترجمة ريتشارد برتون  أو ترجمة حسين هداوي؟ هل نتحدّث عن قصّة إدغار آلان بو؟ عن أوبرا هنري رابو؟ رواية نجيب محفوظ؟  مقالات بورخيس؟  فيلم بازوليني؟
إنّ المادّة الأدبية المرتبطة بكتاب ألف ليلة وليلة والآتية من فنون وبلدان وعصور وشعب علمية وأدبية ولغات مختلفة  لا تكفّ عن التراكم والتزايد ، فتتسع مساحتها باستمرار، الأمر الذي جعل من كتاب ألف ليلة وليلة عملاً عالميًّا على جميع المستويات.
غير أنّ تاريخ تطوّر كتاب ألف ليلة وليلة يتميّز، كما هو الحال في التاريخ عامّة، بأحداث تبدو أهمّ من أخرى. فمثلاً، أجمع الأخصّائيون على أهمية الترجمة الفرنسية لصاحبها أنطوان غالان في مطلع القرن الثامن عشر، بين عام 1704 و1717 على وجه التحديد. كانت لهذه الترجمة آثار كبيرة واقتبس منها العديد. أثّر كتاب ألف ليلة وليلة غلى الأدب الفرنسي في القرن الثامن عشر تأثيراً ملحوظاً حتى أنّه ساهم في استحداث نوع أدبي جديد (الحكاية الشرقية أي le conte oriental).
شكّل دخول كتاب ألف ليلة وليلة في فرنسا حدثأ بارزاً، وهذا ما يشير إليه  فولتير في مدخل كتابه صادق عندما يتكلم عن ظاهرة « ألف كذا وكذا ». كذلك، من المرجّح أنّ دخول كتاب ألف ليلة وليلة في العالم العربي في أواسط القرن الثامن الميلادي، ولو أنّ هناك اختلافاً في المادّة النصّية، أثّر تأثيراً مماثلاً على الأدب العربي في ذلك العصر وحتى في الأدب العربي في القرون التي تلت ذلك العصر.  علماً بأنّ التفاعل بين كتاب ألف ليلة والثقافة المتعلّقة به سيدوم أكثر من ألف عام. فيمثّل هذا التفاعل أطول مرحلة لتاريخ هذا النص ومن المحتمل أنّه كان ذا آثار عميقة. وممّا يعزّز هذا الافتراض أقوال واضحة جدّاً لابن النديم أو لأبي عبد الله اليمني حيث يبيّنان وجود أعمال تقلّد كتاب ألف ليلة وليلة. كما يدلّ وجود العديد من الأعمال التي لها علاقة وطيدة بكتاب ألف ليلة  من حيث المضمون، مثل كتاب الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة أو كتاب مائة ليلة وليلة على أنّ ما كان متداولاً في العالم العربي بالتزامن مع كتاب ألف ليلة وليلة لم يكن يقتصر على كتاب منفرد، بل كان يضمّ مجموعة من النصوص من نوع أدبي متميّز يمكننا تعريفه بالأدب الوسيط (littérature médiane /middle literature).

في بعض الأحيان، عندما تتغير في نفس الوقت بيئة كتاب ألف ليلة ويتغيرالكتاب بنفسه أيضاً ـ كما طرأ ذلك في القرن التاسع عشرـ هذا يحدث  نوعاً جديداً من التفاعل ويؤدّي إلى إنتاج ثقافي جديد ويظهر آفاقاً جديدة للبحث العلمي. فعلاً، انطلاقاً من القرن التاسع عشر، أصبحت القصّة القصيرة والرواية شيئاً فشيئاً تغلبان على الأنواع الأدبية الأخرى بينما أصبح كتاب ألف ليلة وليلة هو بدوره موضع عمليات تجديد عن طريق طبعات جديدة ( بولاق، كلكتا، برسلاو، إلخ) وعن طريق ترجمات جديدة  (ريتشارد برتون ، إدوارد وليم لين، جوزيف شارل ماردروس، إلخ)
وبقي كتاب ألف ليلة وليلة داخل حركة النشر المستمرّة حتى اندرج شيئاً فشيئاً في "أدب العالم" بواسطة أكابر الروائيين، من الأرجنتين إلى اليابان وأيضاً في غيره من الفنون مثل الموسيقى ولا سيّما في السينما (جورج ميلييس، 1905 ؛ لوتي رينجر، 1926)، وذلك منذ بداية هذا الفنّ الأخير وحتى الآن.
ولا بدّ من الإشارة إلى تحولات أخرى مهمّة مرتبطة بالعالم المعاصر : ظهور عدّة علوم جديدة وأدوات جديدة للبحث العلمي وفائدة الربط بين الميادين العلمية المختلفة مثل اللجوء إلى علم الاجتماع والتاريخ والأنتروبولوجيا وعلم النفس والفلسفة السياسية التي تتخذ  كتاب ألف ليلة وليلة نصّاً مرجعياً.
وباختصار، يجب علينا معالجة أربع إشكاليات وهي:
النقاش الأوّل : المصادر المخطوطة لكتاب ألف ليلة وليلة والأعمال التي تنتمي إلى الأدب الوسيط.
ما هي مكانة المصادر المخطوطة لكتاب ألف ليلة وليلة مقارنة بالكتاب الفارسي المفقود الذي اقتبس منه؟ ما هي التحولات التي شهدتها؟ هل كانت موضع تقليد وما هي أشكال هذا التقليد؟ ما هي النصوص الأخرى في العالم العربي التي تشبه كتاب ألف ليلة وليلة؟ ما هي المعايير التي يمكن الاعتماد عليها من أجل تصنيفها؟ ما هي أوجه اختلافها عن غيرها من الأنواع الأدبية مثل السيرة والحكاية الشعبية والخبر على سبيل المثال؟ ما الذي يجعلها تنتمي إلى الأدب الوسيط؟
النقاش الثاني : ترجمة أنطوان غالان والقرن الثامن عشر.
كيف ولماذا شهد كتاب ألف ليلة وليلة في فرنسا هذه التحوّلات؟ أيّ نوع أدبي كان يمثّله هذا الكتاب في رأي الجمهور الفرنسي؟ كيف أثّر في مفهوم "الحكاية"؟ كيف توصلت "الحكاية الشرقية" إلى شكلها؟ ما هي آثار ذلك على الأدب الفرنسي وحتى على فكر وفلسفة هذا العصر؟
النقاش الثالث: كتاب ألف ليلة وليلة و"الأدب العالمي" والفنون.
هل يشكّل كتاب ألف ليلة وليلة الذي يقدّم، من خلال تداخل السرد التضميني، نهجاً درامياً للإبداع الأدبي، مثالاً يقتدي به الكاتب والفنّان؟ ما هي الحكايات من بين مئات حكايات ألف ليلة و ليلة التي يقتبس منها الكتّاب والفنانون؟ لماذا وعلى أي مقاييس يتمّ اختيار هذه الحكايات؟ لماذا وكيف تمت هذه التحولات؟ ما هي انعكاسات ذلك على النص الأصلي لكتاب ألف ليلة وليلة ؟
النقاش الرابع: ألف ليلة وليلة والعلوم الإنسانية والعلوم.
كيف يستعمل كتاب ألف ليلة وليلة في المساقات العلمية الأخرى؟ كيف يمكن معالجة مسائل متعلقة بالمجتمعات القروسطية أو بالديانات أو بالسياسة من خلال كتاب ألف ليلة وليلة؟ هل من الممكن، في إطار البحث العلمي المتداخل الحقول، الاستفادة من الجانب العلاجي لحكايات شهرزاد في ممارسة الطبّ؟

مركز دراسات الشرق الأوسط، مجموعة العمل على آداب الشرق الأوسط، قسم الأدب المقارن، قسم لغات وحضارات الشرق الأدنى، جامعة هارفارد ، بالاشتراك مع مركز الأبحاث حول الشرق الأوسط والحوض المتوسطي في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس (الوكالة الوطنية للبحث)،
سيكون سعيدا جدا لتلقي مقترحات المداخلة التي تتوافق مع أيٍّ من المحاور الأربعة المذكورة أعلاه.

يجب إرسال ملخصات البحوث (في حدود 300 كلمة) إلى الأستاذ أبو بكر الشرايبي على البريد الالكتروني :  aboubakr.chraibi@inalco.fr، في موعد أقصاه 15 تشرين الأول / أكتوبر 2014
ﻟﻐﺎت اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ هي اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹنكليزية واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
ترسل الملخصات في صيغة ملف وورد حصراً وينبغي أن تتوافر على حجة قوية ذات صلة بالأسئلة التي يطرحها المؤتمر. ويمنح كل مشارك 20 دقيقة لعرض ورقته البحثية تليها بضع دقائق مخصصة لأسئلة الجمهور.
يرجى إرسال الاقتراحات في ملفين منفصلين : يتضمن أولهما عنوان المداخلة وملخصها فقط ؛ أما الثاني فيتضمن إلى جانب عنوان المداخلة بيانات الباحث الشخصية. وﺴﻴﺘم ﺘﻘﻴﻴم اﻟﻤﻘﺘرﺤﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﻤﻘدﻤﺔ مغفلة من الاسم من قبل خبيرين مستقلين.
إن مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد لا يطلب أية رسوم للتسجيل وسوف يغطى نفقات السكن والطعام للمشاركين خلال المؤتمر أما نفقات السفر من وإلى كامبردج (بوسطن) فتقع على عاتق المشاركين أنفسهم. 
ويمكن من أجل الحصول على معلومات أكثر تفصيلا التواصل مع اليزابيث فلاناغان على البريد الالكتروني : elizabethflanagan@fas.harvard.edu


ليست هناك تعليقات: