وتنتظر البشارة!
بقلم :عبد القادر صيد
و تنتظر
البشارة ، و حين تمضي تنبح الذكريات في وجهك و تندبه حتى تشققه كريح
سموم في صيف صحراء قاحلة ، و أنت تمضي..و تمضي ..لا تبالي بنباحها ،هي حبلى من
سفاح قبلات مترددة منهوكة بسياط جلاد عشوائي المزاج ، تمضي و أنت تعلم أنك لو
توقفت فستكون وليمة لأنياب خاصمت الندم..لا بئر في طريقك،لا ضرع..هيا اشرب من دمك
قبل أن يصلوا إليك ..لا أنت و لا هم تصبرون على عواء العطش..هيا اشرب من دمك، و
احرمهم من لذة شرب نخبك و الرقص على
شرايينك..
لا شيء مفرح في الأفق ،احذر مما لا يشابه السراب
أو يكنه..احذر فالمسطور أن الطريق كلها سراب في سراب،لا تخن بوصلتك،فقد يوصلك
السراب و قد يغدر بك، لكن غيره غادر حتما ، هيا امش و لا تتوقف فقد تلمع البشارة
في أي لحظة قبل أن يصلوا إليك..
وحدك بدأت
.. و وحدك واصلت .. و وحدك تصل ، لا نياشين على كتفك إلا صقرك ،و لا نياشين على صقرك
إلا جناحاه ، ينتزع اللقمة حتى من أفكاك الوحوش ، ليقاسمك إياها.. هو أكثر من
حقيبة حين تضيق على الحقيبة الذكريات ، و
حين تكون اللقمة نيشانا ..ترى كيف يكون مصيرك لو طاوعتهم حين قايضوك على صقرك مقابل
سلة من الورد؟أي ورد في هذه الحمم؟!تترنح الوردة بين الانتشاء و الحزن
، و كلاهما ما يستدرجونك إليه.
امش و لا تتلفت خلفك ، فأنت على الطريق الصحيح
ما داموا يلاحقونك، فما صراخاتهم المزعجة ككابوس طويل إلا معالم تدلك على صحة
الطريق ،تأكد من أن هذه الصراخات ستنقلب زغاريد متى وصلت ، و سيرقصون رقصة
الأغبياء في عرس لا مهر فيه و لا شهود..امش إذن و ارقص من الآن ..
هاهم أولاء برزوا من بعيد في خيلائهم ، برزوا
قبل أن تلمع البشارة ،و ها هم يلقون عصيهم و حبالهم ، لقد بدؤوا يهمهمون بهمس غير
همس هاروت و ماروت ليوهموك أنها تراتيل
صقرك ، وحدهم يعرفون أنهم دجالون ، و وحدك تعرف أنهم دجالون و تعرف أنهم ليسوا السامري ،وأنهم لم يبصروا بما لم تبصر به ..استفق و انتفض و أجلب
عليهم بصقرك يوشمهم بمنقاره على جباههم ليعرفهم بسيماهم جيل المفتونين الجدد ، وتأكد أن البشارة من جباههم قد لمعت حتى و لو
شربوا دمك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق