الشاعر الفلسطيني خالد إغبارية : الشعر هو من أبدع الانسان
الشاعر
الفلسطيني خالد إغبارية في حوار له :*
لا أرى نفسي في عالم
شعري خاص وأنا أتجول في كل المدارس الشعرية *
الشعر هو من أبدع
الانسان وليس الانسان هو من أبدعه *
استدعيت الحروف وناديت
الكلمات وعصرت الفكر لأكتب للناس والوطن .
الشاعر خالد
اغبارية من قرية مشيرفة
إحدى قرى ام الفحم، يعتبر من الشعراء
المعروفين، ونشر قصائد عديدة في صحف في العالم العربي، وهو عضو رابطة شعراء العرب،
وعضو البيت الثقافي العراقي التونسي وعضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين وعضة الاتحاد
العالمي للشعر والادب وعضو رابطة اتحاد الادباء العرب . شارك في الكثير جداً من الأمسيات
الشعرية، وقد تم اختياره في المرتبة
الثالثة من بين عشرة شعراء تنافسوا عام 2012
على حمل لقب أفضل شاعر في فلسطين. وحتى الآن توجد لديه ثمانية دواوين جاهزة
للطباعة وستصدر لاحقا .
* كيف كانت بدايتك مع
الشعر، وماذا عن انتاجك الشعري؟
ــــــ
بداياتي كانت منذ نعومة
أظفاري وأول محاولة شعرية كانت في العاشرة من عمري، ومن حينها وأنا أحب كتابة
الشعر وأحب القراءة ، أما نتاجي الشعري فكان أول
إنتاج لي ديوان تحت عنوان (سيرين الحب) والذي كتبته خصيصاً لابنتي المرحومة
سيرين، وفيه أحاكيها وأصف كل لحظاتي معها في حياتها، والإنتاج الثاني ديوان تحت
عنوان ( بلادي) وأنا في انتظار طباعة نتاجي الموجود في ملفاتي وهو عبارة عن عدة
دواوين جاهزة للطباعة وهي : ديوان ( سلام على مطلع الفجر) وديوان (خيوط
العنكبوت) وديوان ( يا قدس) وديوان ( بوح الزهور ) وديوان ( نبض قلب وصليل
قلم)وديوان ( عطر مقدس) وديوان (عبق الياسمين).
*لماذا
اختيار القصيدة ألنثرية مع ملاحظة أن القصيدة النثرية هي الرائدة في عالم
الشعر العربي ، هل من سبب لذلك؟
ــــــ قصيدة النثر والشعر المنثور هو شكل أدبي اكتسب رواجا
ورسوخا في أواسط وأواخر القرن الماضي واستمر حتى اليوم ويعده الكثيرون أنه تخلي عن
الوزن والقافية ، إلا أن الكثير ممن يكتبه يتجه للوزن والقافية ، والشعر المنثور
يستند الى الإبقاء على روح الشعر المتمثلة في الاحساس المتقد
، والصورة الخلابة ، واللفظ المنغّم،ويعتمد على وحدة البيت ، ونغم الألفاظ ، وجمال
الصورة ، وتألق العاطفة ، أي نفس مفاهيم الشعر الرومانسي وآلياته . وهو بلا شك
الأب الشرعي لقصيدة النثر في الأدب العربي المعاصر،ويخالف الشعر المنثور بكل شكل
من الأشكال ما يدونه البعض من الخواطر المكتوبة ، فالشعر المنثور نص عالي الشاعرية
، يدور حول رؤية جديدة أساسها الوجدان المتقد والجمال النصي ، أما الخاطرة فهي
نثرية الطابع ، تعتمد على وصف لحظة نفسية ما ، عبر جمل وتراكيب تمتاز بالإسهاب
وتخلو من الشعرية في اللفظ ، وقد تغرق في الوصف البصري لما هو مادي ، فكل ما ورد
يعطي الشاعر فرصة اكبر في صقل وإنتاج الشعر والتخلي عن الشعر المقفى والموزون
القديم والذي يريد قواميس ومجلدات لتفسيره .
*هل تنتمي لمدرسة شعرية معينة، أم ترى نفسك في عالم شعري خاص
بك؟
ــــــ لا
أنتمي لمدرسة شعرية معينة ، ولا أرى نفسي في عالم شعري خاص، فأنا أتجول بين
المدارس كلها ، فأول ما أحببت من الشعر هو شعر الماغوط ونازك الملائكة ونزار
ومحمود درويش وراشد
حسين وسميح القاسم ،وأحمد مطر والذين
اعتبرهم امتدادا لجماعة أبولو .
*قصائدك
كما يبدو لها طابع غزلي قد يصل إلى الجرأة القصوى في بعض منها، وأخرى وطنية تقدس
الوطن، فهل من رسالة في هذا الأمر؟
ــــــ إني استدعيت الحروف وناديت الكلمات وعصرت الفكر، وجمعت
أحاسيسي وبدأت أكتب في الحب والغزل الصادق، والحنان والرأفة والصدق والإخلاص في كل
شيء، والوطن بكل ناسه وأرضه، من هنا أريد أنا حرفا وكلمة ، أريد لفظا يجمع تلك
المعاني كلها ، فالشعر في اعتقادي أكبر من أن يوصف ، إنه موجود في كل الأشياء
والشعر هو من أبدع الانسان وليس الانسان هو من أبدعه ، وللشعر حضور في كل شيء ،
وأنا حاصرت كل شيء فيه وكتبته.
*يقولون
يحق للشاعر ما لا يحق لغيره، هل يعني هذا أن لا محرمات في الشعر؟
بطبيعة الحال يحق لكل شاعر أن يكتبَ
كلٌ وفق نبض أحاسيسه وصوته الخاص، ولكن يجب عليه مراعاة الاحاسيس ومشاعر الاخرين
من حوله ، فهو لا يكتب لنفسه فقط بل يكتب ليوصل حروفه وكلماته للجميع ليقرؤونه ،
فلا يجب ان يقع في المحرمات الشعرية.
*يلاحظ
وجود تراجع كبير في الاقبال على سوق الأدب االشعري، ما سبب ذلك؟
ــــــ إن الشعر الذي كان يوماً له سوقا " سوق
عكاظ"، أصبح لا سوق له اليوم. وهذا مردّه بالتأكيد إلى "عوامل موضوعية
وذاتية" تتعلق بالمشهد الثقافي العربي عامة وإبداع الشعراء الموجودون على
الساحة الشعرية اليوم، والشعر يمر بأزمة لا يتوازن فيها الإنتاج مع التلقي، ولا
تتناسب فيها الوفرة مع سلامة الوضع وصحته، وهناك عوامل تعود الى المظاهر الشعرية
السلبية التي أثرت في علاقة القارئ بالشعر، كفقدان القصيدة هويتها الشعرية، تشابه
خصائص الشعر في موضوعاته وجماليته عند الشعراء،تكريس أسماء شعرية لا تستحق كتابتها
أن تنتمي إلى الإبداع إجمالا ، وذلك من جراء تحكم آليات غير إبداعية ومعرفية في
المجتمع النصي العربي، وأقصد بذلك استثمار العلاقات الشخصية والسياسية في تدبير
الشأن الثقافي.
*ما
الذي يجب فعله لجعل الشعر مادة شيقة للقارئ ؟
ــــــ كما في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال :((
قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (( إن من البيان لسحرا ))، والقاعدة تقول :((شكل حديثك حسب جمهورك))، ويجب
ان تكون كتاباتك الشعرية عامراً لها أنداء وأفياء، وظلال وأبعاد، ويكون كلامك
مؤنساً مشجياً، منعشاً مشوقاً، ويكون قولك مطرباً مغرياً، خفيفاً شائعاً، ويكون
أسلوبك لطيفاً شريفاً، باسماً مبهجاً، ويكون موضوعك عليه طلاوة، وله حلاوة، وفيه
نضارة، فتلك هي العوامل التي تجعل القارئ أن يكون لك مصعيا وقارئاً .
*دواوين
الشعر الغزلي، هي الاكثر انتشاراً في المجتمع العربي، قياسا بالشعر الآخر، ولا
سيما في عهد الراحل نزار قباني، لكن هذه المرحلة انتهت بعد وفاة قباني؟
ــــــ في
هذا العصر ازدادت العواطف والوجدانيات في الغزل وابتعد عن ايراد الغريب من الالفاظ
وكان للغزل حصة الاسد في دواوين عدد كبير من الشعراء،يقول نزار عن لغته الشعرية : "لغتي الشعرية هي المفتاح الحقيقي لشعري
واهم منجزاتي أنني سافرت من القاموس وأعلنت عصياني على مفرداته وأحكامه
البوليسية" ، والشعر الغزلي
لم ينتهي برحيل نزار بل استمر به شعراء الحداثة في شعرهم .
*الشعر
السياسي أيضا بلغ ذروته في عهد محمود درويش وقليلون آخرون، ونرى أن هذا اللون
الشعري في تراجع كبير، باستثناء قصيدة هنا وقصيدة هناك؟
ــــــ الشعر
السياسي ينفرد بطبقة متميزة من المبدعين في كل العصور، ينقطعون له، ولا
يعدونه شبراً واحداً، ويخلصون له أيما إخلاص، حتى يصبحوا من أعلامه ورواده
الأوائل، كدرويش وأمل دنقل، وسميح القاسم، ومظفر النواب، ويحيى السماوي، وأحمد
مطر، وغيرهم في العصر الحديث، إلا انه لم تخلُ الساحة بعد درويش من الشعراء
السياسيين والوطنيين حتى اللحظة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق