2014/07/04

خواطر على طريق الأدب بقلم: خيري عبدالعزيز

خواطر على طريق الأدب
بقلم: خيري عبدالعزيز
كل الكلمات الكبيرة تحمل في باطنها مرواغة وتعدد أوجه, ولا نستطيع معها الامساك تماما بتعريف محدد, يتفق الجميع عليه, ومن هنا فمن غير الانصاف, أن نعرف "الابداع" ونقصره في إطار محدد, وحصره على سبيل المثال في كسر "التابو" والاتيان بالمختلف, واقتحام الحجرات المغلقة المسكوت عنها, سواء؛ دين أو سياسة أو جنس..
    المختلف يكون في الطرح, وإن كان المطروح متداولا, في جدة التناول وكشف اللثام عن الخبايافي عمل حراك بناء للفكر والمشاعر, في القدرة على بعث وخلق الدهشة بعد أن "هرى" الجميع كل المواضيع.. 
ليست القضية أبدا في "المطروح", ولكن القضية في ذاك الذي يمسك المبضع, وقدرته على الوصول لبواطن الألم, ومن ثم إثارة الفكر والوجدان, فنرتقي ونسمو, ونصير أكثر إنسانية, ومن هنا فالأدب رسالة, والفن رسالة..
وكل من أمسك قلم عن "حب" له نصيب من الابداع, ولأن "الابداع" كلمة هلامية مطاطة, فلا يجب أن نقولها في المطلق لنصف بها هذا أو ذاك, أو نسقطها عن هذا أو ذاك, ولكن يمكننا الوصف ب"النضج الفني والابداعي", إن أردنا الانصاف والتحديد..
وهذا القسط من "الابداع", والذي هو قرين الموهبة, إن لم يكن هو الموهبة في بدايتها وبكارتها, مع النمو المطرد لمعارف الكاتب وقدراته وثقافته, وتوفر الظروف الملائمة للكتابة والابداع؛ يصير أكثر نضجا وأدسم ابداعا مع الزمن, على سبيل المثال ارنست همنجواي تبلور نضجه الأدبي والفني في آخر أعماله "العجوز والبحر", وتلستوي في "البؤساء", والطيب صالح في "موسم الهجرة إلى الشمال", معظم عمالقة الأدب لهم تقريبا عمل واحد يعرفون به, ففيه وحده كانت أقصى درجات النضج الذي وصلوا اليه بعد كفاح ودأب سنين.. 
الابداع ليس صفة يخرج الكاتب للدنيا فيجدها لصيقة به دونا عن باقي البشر, الابداع هو تحصيل لكد, وتعب, وكفاح, ومثابرة, وحالة انماء مستمر للقدرات والملكات..
وكل كاتب له جيناته الخاصة, ونقاط تميزه, وبحر الأدب يتسع للجميع, يقدر أن يسع آلاف الأشكال والتجارب.

هناك تعليق واحد:

مدونة التوظيف في الجزائر يقول...

شكرا لك أخي مقالة في غاية الروعة
أسلوب أدبي مميز واصل أخي