حفل توقيع ومناقشة بيمارستان الروح بإبداع الدولى للنشر والتدريب
تقيم (إبداع الدولى للنشر والتدريب) حفل توقيع ومناقشة المسرحية المميزة للكاتب الكبير/ إيهاب محمد زايد ، وذلك فى ندوتنا نصف الشهرية الثلاثاء القادم .
والمسرحية تدورحول فكرة السواد (الفساد) حيث ينتشر ويرخى سدوله على الدولة كاملة ويقدم الكاتب فى النهاية حلولا سحرية تتمثل فى ضرورة عودة الروح نقية بالعلم والفن وفضائلهما .
· وعن المسرحية يقول الشاعر : سيد جمعة
" في حب مصر" كلمتان مسبوقتان بحرف جر، يبدأ بهما الجميع سطور كتبهم، وقد اعتدنا ذلك، لكن الباحث والكاتب د. إيهاب محمد زايد، يدفع إلينا وبقوة بعمل متميز وفريد، في صورة مسرحية تذكرنا بمسرح الحكيم الفكري.
وفي هذا العمل المسرحى نجد المؤلف ينطلق إلى مرامه – كونه باحثا زراعيا متخصصا– بخلفية بحثية علمية مصحوبة بمترادفات لفظية مبسطة، عن وباء يجتاح مصر حاصدا كل "أخضر" و ناشرا "سوادا" علي ربوعها من الجنوب زاحفا إلي الشمال " بداية لنهاية "حياة " في بلد أعطاها نيلها اللون "الأخضر"، وبقيت هذه السمة مميزة لها عـلي مدار تاريخها مقارنة بتواريخ أمم أمثالها أضافوا وأعطوا البشرية منجزها الحضاري.
يبدأ الكاتب، بعد رصد وتمييز سبب هذا السواد، أو لنقل (الفساد)، في حشد كل من علي ضفاف هذا النهر(حكومة، وشعبا) بشحذ أفكارهم ورؤاهم للمواجهة، واستنهاض الكامن فيهم للمعالجة والتصدي، كل بحسب موروثه الثقافي والعلمي الراقي منه والمتدني، كاشفا مدي ما فعله إقصاء (العلم والفن الراقي ) من قدرة علي الفهم والبحث الجاد والعلمي في مواجهة محنة مرت بها أمم سابقة بل ومتزامنة.
ولأنه عمل مسرحي وفكري في آن؛ لم يولِ الكاتب اهتمامه بالشخصيات مكتفيا بالتقاطهم باعتبرهم أنماطا ونماذج يعج بها الواقع المتردي، يلحظ أيضا أن الكاتب لم تفلت منه علي امتداد العمل خيوط بذر "الأمل" بعودة اللون الأخضر وهو يمضي في سياقه الكاشف بقوة للسلبيات التي تجهض أي محاولة للإمساك بأطراف حبال النجاة من مستنقع يقبع داخله "جسم شاءه " يشد ويسحب إليه كل محاولة جادة للإنقاذ .
أجاد الكاتب توظيف كل موتيفة ثقافية وتراثية من الماض والحاضر كان لها دور في إذكاء وبعث روح الثقة فيما هو آت.
إننا مع محاولة جديدة " في حب مصر" برؤية مختلفة، فيها الأفكار تتجسد حروفا و كلمات.
· ويقول عنها الفنان : حسان صابر
لقد ارتبطت نشأة المجتمع المصري ارتباطا وثيقا بعوامل البيئة من قديم الزمن والذي مهد قيام حضارتنا المصرية على ضفتي نهر النيل الذي كان بمثابة إله لدى المصريين؛ أى يمثل الدين.
ونحن نعلم أن بناء الحياة وتكوين المجتمع في مصرنا هما ثمرة تفاعل الإنسان مع بيئته وتأثيره فيها وتأثره بها وها هو المؤلف يكتشف بيمارستان الروح. أو مشفاها؛ لأنه باحث مصري مميز من عروق مصرنا، وقد وضع أمامه ظروف البيئة وخصائص نيلنا العظيم، فبدونه لن يستطيع المصري أن يبنى حياة أو أن يقيم مجتمعا إلا إذا تمكن من السيطرة على نهر النيل ومن ثم بدأ يبنى الأسوار ويشق الترع والقنوات ويقوم بتوسيع المساحة التي يستطيع زراعتها، ثم أدرك المصري قديما أنه في حاجة لجهود أقرانه ممن يشاركونه الحياة على ضفتي النهر وأنه لابد أن يضع يده في يد غيره من أجل حماية هذه الحياة واستمرارها.
إذن فالإنسان المصري هو أول من عرف التعاون قبيل أى حضارة أيا كانت، ثم أدرك أن هذا التعاون لابد أن يخضع لقواعد وأسس تنظمه، ومن هنا توصل إلى ضرورة وجود من يقوم على رعاية تلك المنظومة، أى أنه قد عرف منظومة الحكومة منذ بداية تاريخه التي من المفترض أن تنهض بهذا العبء لتستقيم الحياة ويزدهر المجتمع. ومن هنا نجد أن علاقة الإنسان المصري بالأرض هى التي شكلت حياة المصريين.
وعندما قرأت هذه الرواية الممسرحة برقى وفكر مصري ارجعتنى إلى جذور حضارتنا المصرية التي تحمل مظاهر التحديث في الفكر والأسلوب وتربط بين العلم والدين والأرض و كثير من مظاهر الحيرة والشك بين أعضاء المجتمع عامة، وتسلط الضوء على حلول معاصرة معتمدة على ربط العلم بالدين، وتزيد من تدعيم القيم التي تربط بين العمل وتحقيق إنسانية الإنسان وإكسابه المكانة الاجتماعية التي تعود إلى العمل. ونجد انبثاقه عن المترددين بين التمرد على القيم التي تعلى من شأن التراث بكل جوانبه، والبحث عن حلول لمشاكل معاصرة ترتكز على العلم والعمل والعقل والدين ....
نعم إنها البيمارستان. بيمارستان الروح. مصر في هذا الكتاب مـــن بيـن أضلع عاشـــق لترابها الدكتور إيهاب محمد زايد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق