بيت النعاس
سعاد محمود الأمين
حك فروة رأسه بعدوانية
وهمس ضجرا:
ـ أين ستقودني قدماي هذه
الظهيرة..
يأتي لعمله مبكرا..عندما
يطل قرص الشمس معلنا بداية يوم جديد..ينخرط فى مهامه دون كلل أو ملل..عند الظهيرة
يتدحرج لمطعم فى الجوار، ويتناول الطعام بنهم، ويمكث القيلولة وحده والناس فى منازلهم أرخوا أجسادهم
، لراحة البدن فى خدر لذيذ.
عند السادسة إلا ربعا..! يهرول مسرعا لحانة
فى الجوار، يحجز طاولته وينتظر الرفاق ...يتسامرون ويتنادمون والكأس تلو الأخرى،
عندما ينتصف الليل، يجد نفسه وحيدا، ينطلق نحو مأواه الإجباري، داره الكائنة عند
منعطف الطريق المؤدي لمسجد البلدة و الذي لايراه.
ـ ماهذا الظلام؟
تحسس خطاه داخل البيت حتى
لايوقظها كما تعود... لكنه فجأة صاح بأعلى
صوته وقد عبثت الخمرة بوعيه.
ـ تبا لها ابنة
اللعينه أين ذهبت..عساها رحلت؟!
جلس على كرسيه المفضل .
واطلق عقيرته بالغناء، سعيدا برحيلها:
ــ ياسماحة الدار
هووق...دون زوجة..هووق
وقذف بمكونات معدته، على
الأرضية، وماشعر وإلابيد تهوي على قفاه:
ـــ قم اغتسل لتنام نامت
عليك حيطة..
التفت مذعورا فرأى زوجته
والشرر يتتطاير من عينيها، نهض يجمع شتات
جسده ليتوازن خطوة للأمام وأخري للخلف ولايبرح مكانه!
ــ هووق أين كنت؟ ههوق
ومازال يقذف بالسوائل
كالنافورة من فمه، زاد من انقباض معدته خوفه الأزلي منها
والزوجة تلهب وجهه
بالصفعة تلو الأخري...
ترنح ثم ترنح، حتى سقط عند قدميها،سكبت عليه ماء باردا، وقفزت
من فوقه، وولجت بيت النعاس وأغلقت الباب خلفها، وخلعت رداء القوة وانخرطت فى بكاء
مكتوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق