عطش الزهور
تأليف: أحمد الأبلج
الشخصيات :
سوسن : فتاة في بداية العشرينيات – خريجة جامعة -رشيقة القد – جميلة
شريـف : في عمر سوسن تقريبا – خريج جامعة يميل إلي النحافة وقصر الطول.
المــرأة : في منتصف الأربعينيات - تميل إلي السمنة شعبية – علي قدر متوسط من الجمال
الخادمـة : في الخمسينيات – تميل إلي القصر والنحافة
ضابــط
شرطــي
المكان : ما يسمي بالهول أو صالة كبيرة في شقة – علي يسار المسرح الباب الخارجي للمكان – وفي مواجهة المتفرج ناحية اليسار قليلاً ( أرش) يؤدي إلي المطبخ – وناحية اليمين في المواجهة أيضاً – طرقة تؤدي إلي الغرف الداخلية. أثاث المكان ( ترابيزة الطعام الدائرية والأنتريه والأركان والتحف) كل ذلك يدل علي ثراء أصحاب هذا المكان وذوقهم الرفيع . قبل رفع الستار نسمع جرس الهاتف ويستمر حتي يضاء المشهد وهو موجود علي منضدة صغيرة بين (الأرش) والطرقة ) .
الخادمة : (تدخل وتمسك بسماعة الهاتف ) آلو ..
صوت شريف : ( نسمعه ) آلو يا دادة
الخادمة : مين معايا ؟
ص. شريف : كل مره يا داده تسأليني السؤال ده.. الظاهر ودانك رافضة تحفظ صوتي
الخادمة ) : تضع يدها علي السماعة وهي تتأفف من صاحب الصوت( يا سماجتك وتقل دمك
ص . شريف : داده .. رحتي فين ؟
الخادمة :(بقرف) ما رحتش
ص شريف : اتصلت دلوقت بسوسنتي .. لقيتها قافله المحمول
الخادمة :(باستنكار) سوسنتك ؟
ص . شريف : أنا شريف يا داده .. إنتي لسه مش عارفاني
الخادمة : سوسن لسه مابقتش سوسنة حد
ص. شريف : بس أنا ها خطبها الليلة.. وهتبقي سوسنتي رسمي
الخادمة : لما يحصل حاجة ابقي ناديها زي ما انت عايز
ص. شريف : علي فكره يا داده .. إنت ست هايله .. لأني بأحس إنك بتخافي عليها زي والدتها تمام
الخادمة :(رغبة منها في إنهاء الحديث ) تحب أبلغها حاجه؟
ص. شريف :هيه لسه في البيت والا راحت المطار ؟
الخادمة : (في دهشة) المطار ! وليه تروح المطار ؟
ص . شريف : عشان تستقبل مامتها
الخادمة: (تزداد دهشتها) مامتها جايه الليلة ؟
ص.شريف : معقول ما تعرفيش ياداده؟
الخادمة : اللي أعرفه إن فيه ضيوف جايه الليلة
ص . شريف : أنا ومامتي .. الضيوف
الخادمة : إيه بقي اللي جاب سيرة مامتها في النص ؟
ص . شريف : لما طلبت من سوسن تحدد ميعاد للخطوبة .. حددت الليلة .. وقالت لي إن مامتها هتكون موجودة ..
الخادمة : (غير مستطيعة تصديق ما تسمع) هيه قالت لك كده؟
ص.شريف : دي حتي قالت لي إننا هـ نحتفل الليلة بمناسبتين .. مناسبة عيد الأم .. والخطوبة
الخادمة : (لنفسها ) آه.. دلوقت بس فهمت هيه في الأوضه وقافلاها علي نفسها ليه
ص . شريف : بتقولي إيه يا داده ؟
الخادمة : (بلهجة فرحة) أصلها دلوقت قي الأوضه اللي كانت بتنام فيها مع مامتها بعد باباها ما توفي .. ومن يوم أمها ما سافرت من سنتين .. ما دخلتها ش إلا النهارده .. وقالت لي .. ما تفتحيش عليا الأوضه يا داده
ص.شريف : يبقي أكيد بتحضر الأوضه بنفسها
الخادمة : من غير ما تقوللي !
ص . شريف : أكيد عايزه تعملها لك مفاجأة .. أرجوك يا داده.. أول ما ترجع هيه ومامتها من المطار.. خليها تديني رنة .. علشان نيجي أنا وماما علي طول
الخادمة : حاضر حاضر ( تضع السماعة وهي في حالة نفسية مضطربة بين الفرحة والدهشه) معقول يكون كلام الواد الغلس ده صحيح ؟ أنا من يوم ما شفته وقلبي مش مرتاح له .. لأني حاسه كده إنه حلنجي وألعبان .. لكن د بيأكد إن سوسن قالت له كده .. يبقي أكيد زي الواد ده ما قال .. عايزه تعملها لي مفاجأة .. لأنها عارفه معزتي لمامتها .. عشرة طويلة.. من عمر سوسن وأنا معاهم .. حتي والدها قبل ما يموت وصاني إني ما اسيبهمش وأفضل معاهم .. يا حبيبتي يا أم سوسن .. أنا كمان هاروح أحضر لها حاجه من الأصناف اللي بتحبها .. وأعملها بردو مفاجأة لحبيبتي أم سوسن (تخرج)
سوسن : (تدخل وهي سعيدة رشيقة الحركة كالفراشة تغني الأغنية المعروفة ) ماما يا حلوه .. يا أجمل غنوه .. عايشه في قلبي وجوه كياني.. (ثم تضحك) هتبقي الليلة .. أروع أم .. وأجمل أم .. وهاكفر عن تقصيري معاها السنين دي كلها .. اللي مرت من غير ما آخد بالي منها.. (تنادي) داده .. ياداده.. أكيد ها تتعبني لحد ما تفهم قصدي.
الخادمة :(تدخل) لا لا .. أنا زعلانة منك .. وعمري ما زعلت منك كده زي النهارده
سوسن : (بانزعاج ) ليه يا داده ؟
الخادمة : بقي ما اعرفش إن مامتك جايه الليلة .. إلا من سي شريف د هو
سوسن : (تضحك) أم سوسن جاية الليلة ؟
الخادمة : هوه اللي اتصل وقال كده .. وقال كمان .. بعد ما تيجي هي ومامتها من المطار .. تبقي تديني رنه علشان ييجي هو ومامته علي طول
سوسن : (تضحك) هيه دي مفاجأتي للكل الليلة
الخادمة : وتخبيها عني أنا ؟
سوسن : إزاي يا داده .. وإنتي أول اللي هايشوفوها
الخادمة : يعني هاروح معاك المطار ؟
سوسن : وإيه اللي ها يودينا المطار ؟
الخادمة : عشان نستقبلها
سوسن : هيه هنا في الشقة
الخادمة : ( تصرخ من الفرحة ) مش معقول .. يبقي هيه اللي كانت معاك في الأوضه وقافلين علي نفسكم
سوسن : هيه فعلاً
الخادمة : وساكته يا سوسن (تجري ناحية الغرفة)
سوسن : (تمسك بها) أنا اللي هاجيبها .. أمال ها تبقي مفاجأة إزاي
الخادمة : ما أنا عرفت خلاص
سوسن : لسه .. بس غمضي عنيك الأول (تخرج)
الخادمة : أهو (تغمض عينيها) بس بسرعة يا سوسن مشتاقه أفتح وأشوفها قدامي
سوسن : (تدخل وهي تمسك بما سورة من ذلك النوع الذي يستخدم في توصيلات شبكات المجاري المنزلية – طولها حوالي (150 سنتيمترًا) ومثبتة علي قاعدة دائرية من الخشب تجري علي ثلاث عجلات صغيرة) فتحي يا داده
الخادمة :(بفرحة كبيرة تلف حول نفسها في المكان) هيه فين
سوسن : (تشير إلي الماسورة) أهي قدامك يا دادة
الخادمة : (لا تزال تظن أن سوسن تخفيها عنها في مكان ما) ما تحيرنيش يا سوسن يا بنتي .. قوليلي هيه فين
سوسن: (تضع يديها علي الماسورة) أهي يا دادة .. أهي
الخادمة: (تبدلت فرحتها إلي دهشه) هيه مين يا بنتي ؟
سوسن : أمـــــــي
الخادمة : (بحزن وعتاب شديدين) بعد العمر د كله .. بتستهزأي بيا يا سوسن
سوسن : (تجري إليها) أموت قبل ما استهزأ بيك يا داده
الخادمة : الشر بره وبعيد يا بنتي .. افتكرتك بتتكلمي جد
سوسن : أنا فعلاً باتكلم جد يا دادة .. هيه دي أمي اللي هاحتفل بيها الليلة
الخادمة :(تضع يدها علي جبهة سوسن) إنتي سخنه يا بنتي
سوسن : (تضحك) اطمني يا داده .. لا أنا سخنه ولا باخرف
الخادمة : أمال إيه الكلام ده يا سوسن ؟
سوسن : تعالي بس هنا جنبي (تأخذها برفق وتجلسها بجوارها) وأنا هافهمك كل حاجة بالهداوة .. انتي طبعا عارفه إن ماما وبابا لما اتجوزو .. قعدو كام سنه ما يخلفوش
الخادمة : خمس سنين قعدو يتعالجو وما فيش فايده.. زي ماما ما حكت لي
سوسن : وعرفتي أنا جيت إزاي ؟
الخادمة : سافروا بره .. ولما ماما رجعت حامل فيك ووضعتك .. بقيت أسمع إنك من أطفال الأنابيب سوسن : هيه دي يا داده .. الأنبوبة..الأنبوبة اللي اتخلقت فيها الأول وبقيت كائن حي..وبعد كده نقلوني من الأنبوبة لأمي..علشان نموي يكمل في بطنها
الخادمة : وده كله ماله بحكاية الماسورة يا بنتي
سوسن : يعني لولا الأنبوبة اللي اتكونت فيها .. ما كنتش جيت للدنيا .. يعني الأنبوبة هي السبب الحقيقي لوجودي .. مش أمي
الخادمة : أمك هيه اللي حملت وتعبت فيك يا سوسن
سوسن : قولي .. هيه اللي شالتني في بطنها .. لكن البداية الصعبة اللي ما قدرتش ماما عليها.. قدرت عليها الأنبوبة.. والحلم الجميل بمولود.. اللي كان بيدبل جوه ماما.. كل ما تمر سنة ورا التانية من غير ما تشوف بشايره الحلم الجميل ده .. الأنبوبة هيه اللي حققته .. عشان كده قلت لنفسي .. ليه السنين دي كلها وأنا ناسيه اللي كان ليها الفضل في وجودي .. ليه السنين دي كلها وأنا جاحده اللي كانت السبب في حياتي اللي عايشاها وباتمتع بيها دلوقتي .. لقيت النهارده عيد الأم .. قلت ده أنسب يوم .. أقدر أعبر فيه عن مشاعري للأنبوبة العظيمة .. وأديها حقها
الخادمة : (طيلة حديث سوسن وهي تنظر لها بدهشة بالغة) يعني هيه دي الماسورة اللي اتخلقتي فيها ؟
سوسن : لأ يا داده .. الأنبوبه اللي اتخلقت فيها صغيرة قوي .. ما اقدرش أجيبها واحتفل بيها .. فجبت الماسورة دي .. كرمز ليها .. رمز كبير يليق بدورها اللي قامت بيه وفضلها عليا ..
(جرس هاتف سوسن المحمول) آلو ..
ص . شريف : أيوه يا سوسن .. انتوجيتو من المطار.. والالسه ما رحتيش ؟
سوسن : (ضاحكة) مطار إيه بس يا شريف
ص . شريف : مش بتقولي إن مامتك جايه النهارده
سوسن : (وهي تنظر للماسورة) مامتي موجوده معايا دلوقت
ص . شريف : ألف حمد الله علي سلامتها .. وأنا وماما جاهزين وجايين حالا .. باي
الخادمة : (أثناء الحوار بين سوسن وشريف تخبط رأسها بيديها إشارة إلي إحساسها بهذه النكبة العظيمة)
سوسن :(تلحظ الخادمة) أنا عارفة إن المسألة صعبه شويه عليك ياداده .. لكن لما تفكري فيها هتلاقيني علي حق
الخادمة : والناس اللي جايه .. هاتقدميلهم الماسورة علي أنها الست والدتك
سوسن : طبعًا ياداده
الخادمة :وما فكرتيش يا بنتي.. إيه اللي ممكن يقولوه عليك بعد ما يخرجو من هنا
سوسن : الأفكار الجديدة دايماً عايزه شوية شجاعة .. وصبر علي معارضينها .. لكن ما تحمليش هم.. الكل الليلة هايحتفل معايا .. (تشير للماسورة) بماما الحقيقية
الخادمة : للدرجادي نسيتي مامتك وبتنكري خيرها عليك ؟
سوسن : أنا ما أنكرتش إنها بتبعت لي فلوس
الخادمة : والفلوس دي هيه اللي انتي بتتمتعي بيها
سوسن : لو حرمتني منها هأقدر أجيبها من أي طريق
الخادمة : يبقي الست تشكر إنها ساتراك وغانياك عن سؤال الناس
سوسن : عشان صورتها هيه قدام الناس .. وخاصة إنها فنانه كبيرة ومشهورة.. يبقي لازم بنتها في مصر اللي هيه مرايتها ..تبقي أنيقة وجميلة ومش محتاجة حد .. عشان سمعتها هيه يا داده .. مش عشان سعادتي أنا
الخادمة : واللي بين البنت وأمها من ود ومحبة ؟
سوسن : للأسف .. ضيعته ماما من زمان
الخادمة : منين جبتي الجحود د كله يا سوسن ؟
سوسن : ماما هيه اللي جحدتني قبل ما أجحدها .. حرمتني من مشاعر الأمومة الجميلة من زمان.. يمكن ما كنتش حاسه بده وبابا موجود .. لأنه كان قايم معايا بالدورين .. الأب والأم في وقت واحد .. الخادمة : أمك فنانة ومشغولة مع تماثيلها اللي بتعملها .. لكن إنتي اللي ماليه عليها حياتها .. انتي ناسية أنها ما جابتش إلا أنتي
سوسن : ما جابتش غيري من البشر .. آه .. لكن نحتت ولسه بتنحت من الحجارة أولاد غيري كتير .. عايشه معاهم وبتحبهم .. وكفايه إن وقتها كله ليهم
الخادمة : شغلها يا بنتي اللي حبته لحد ما وصلها للي هيه فيه من شهرة ومال ..
سوسن : (مقاطعة) ومجد وأضواء .. ونشر أخبارها في الجرايد والمجلات هنا وبره (وكأنها تقرأ) الفنانة المصرية العظيمة .. صاحبة أغلي يدين في العالم.. المثالة المعجزة ..صاحبة تمثال الحب .. وتمثال الفراشة .. وتمثال عصفور الجنة.. وغيرها من التماثيل التي لا ينقصها إلا الروح..كي تنطق وتبوح بسر عظمة هذه الفنانة المعجزة (بأسي) وكل الصحافة دي .. ما تعرفش إن الفنانة المعجزة.. لها تمثال (تشير إلي نفسه) فيه الروح وبينطق ويصرخ من جواه ويناديها .. لكن للأسف مش سامعاه
الخادمة : ماما بتتصل بيك يا سوسن وبتسأل عنك
سوسن : كل شهر .. مش كده يا داده ؟ من يوم ما سافرت من سنتين تلف الدنيا مع حجارتها .. مكالماتها ليا شبه بعضها .. أسئلة مكررة.. باردة .. مافيهاش حرارة الحب والشوق من أم بعيدة عن بنتها .. (تبتسم في مرارة) في مره وهي بتنهي مكالمتها معايا بسؤالها التقليدي: عايزه حاجة يا سوسن.. قلت لها .. سلمي لي علي ماما وقوليلها إنها وحشاني (تغلبها الدموع) قالت لي أنا ماما يا سوسن .. ساعتها قفلت السكه قبل مالساني يفلت وأقولها.. انتي واحده غريبة ما اعرفهاش
الخادمة : (تصرخ غاضبة) سوسن (تتراجع عن حدتها وقد أدركت الحالة النفسية للفتاة) ماما ست عظيمة وبتحبك .. ما تخليش الأفكار الوحشه تملي عقلك يا بنتي .. قومي .. قومي أغسلي وشك وغيري هدومك .. ضيوفك زمانهم جايين .. ولو أن زيارتهم مش علي قلبي .. لأن الأصول بتقول إنك تستني مامتك لما ترجع .. ويطلبوك منها يابنتي
سوسن : (وقد مسحت دموعها) داده يا حبيبتي .. أرجوك.. الليلة داي بالذات .. بلاش تعترضي علي أي حاجة بأعملها
الخادمة : (بحنو) وبلاش أخاف عليك ؟
سوسن : ماعدتش صغيرة
الخادمة : بس طيبة .. وشريف ولد..
سوسن : (مقاطعة) تاني شريف .. أنا اللي هاعيش معاه .. أرجوك يا داده ما فيش وقت .. أنا داخلة أغير هدومي وأنتي حضري لنا التحية (تخرج)
الخادمة : (تقف وتنظر للماسورة) والماسورة دي أوديها فين؟
سوسن : (من الداخل) سيبي ماما مكانها
الخادمة : ماما .. هاقول إيه .. ربنا يهديك يا بنتي (تهم بالخروج – جرس الباب يرن تتجه ناحية الباب الخارجي ونسمع صوتها الذي يخلو من حرارة الترحيب وهي عند الباب) يا أهلاً وسهلاً .. اتفضلو (تدخل الخادمة وخلفها شريف والمرأة وهي تحمل في يدها علبة قطيفة حمراء متوسطة الحجم) اتفضلوا .. سوسن جايه حالا (تخرج)
(المرأة وشريف يجلسان)
المرأة : (رغم محاولتها التأنق في ملبسها إلا أن طبيعتها الشعبية تتضح من خلال نوع حقيبة اليد وغطاء الرأس وكمية الذهب المبالغ فيها التي تزين بها يديها منذ دخولها وهي تجول في المكان بيصرها ويبدو عليها الانبهار) إش إش إش .. إيه الأبهة دي كلها ياد يا شريف
شريف : وطي صوتك .. وما تنسيش إن المستوي ده .. مش غريب علينا .. لأن المفروض إن هو ده مستوانا
المرأة : (تفلت منها ضحكة بصوت عالي)
شريف :(يحاول وضع كفة يده علي فمها) يا دي المصيبة
المرأة : (لا زالت موجة الضحك تجتاحها) مستواك .. بأمارة الأوضتين اللي قاعدين فيهم .. أوضة لأمك وأبوك وعربية الترمس اللي بيسرح بيها .. والاوضة الثانية لك أنت وأخواتك الثلاثة .. يخرب بيتك .. دا أنت فيك قدرة علي النصب يا جدع
شريف : وأنا آجي حاجه بردو جنب عبقرية المرحوم جوزك
المرأة : جوزي كان يكره النصب موت ..
شريف : لكن أي باب خزنه والاباب شقة .. كان يتفتح قدامه أول ما يبص له
المرأة : من هيبته ..
شريف : وشكــله ..
المرأة : (مقاطعة) ماله شكله يا روح أمك..ماطلعش الأول في مسابقة جمال القرود
(ينفجران ضاحكين وهما يتلامسان بالأيدي)
أنا بس نفسي أعرف .. أنت ميلت دماغ الناس دول إزاي ؟
شريف : بعدين هااقولك علي كل حاجة .. بس المهم دلوقت .. ما تخرجيش عن اللي اتفقنا عليه.. كفاية بوظتيلي عمليتين قبل كده
المرأة : ما تخافش .. التالتة تابتة
شريف : وماتنسيش إن المقاولة المرادي كبيره
المرأة : لا وحياة أهلك .. (وهي تمسح المكان بنظرة سريعة) بعد اللي شفتو دلوقت .. هاخد اللي قول عليه
شريف : وزيادة كمان .. بس المهم ماتنسيش إن أنا أبقي ابنك .. وابنك الوحيد.. وإن بابا متوفي.. اللي هو جوز حضرتك طبعا .
المرأة : ورحمة المرحوم حفظتهم (تري الخادمة قادمه) اتنيل بقي واسكت
الخادمة :(تدخل وهي تحمل صينية عليها كأسين من العصير تضعها علي المنضدة)
شريف : شكرًا يا داده
الخادمة : (ببرود وعدم اهتمام) العفو .. اتفضلوا (ثم تخرج)
المرأة :(تتبعها بالنظر حتي تخرج) مش عارفه أنا مش مرتاحة للولية دي ليه؟
شريف : ماتاخديش في بالك .. المهم يردو إنك ماتنسيش تطلبي من والدتها إننا نتجوز بسرعة
المرأة : مش هانمشي من هنا .. إلا وكل اللي انت عايزه يكون اتحقق .. لكن العقد ده (تشير للعلبة التي في يدها) اللي هانديه لأمها هدية .. يرجع لي بكره بأي طريقة
شريف : ولو قدرت آخده الليلة قبل ما نمشي هأعملها ..
المرأة : العقد ده غالي عليا قوي .. لأنه كان آخر هديه ليا من المرحوم جوزي
شريف : (يفتح العلبة) واضح انك كنتي غاليه عليه قوي .. لأن تمنه بالشيء الفلاني
المرأة : الله يرحمه .. كان سارقة من شقة وزير.. يعني ده عقد حرم الوزير
شريف : عقد حرم الوزير حته واحدة ..
المرأة : ما كانش يمد إيده إلا علي كل غالي وله قيمة (تتباكي) غير ش هيه الماسورة الملعونة بتاعة الدور التالت اللي خدته ووقعت بيه في آخر عمليه.. نزل يا حبة عيني مااداش منطق (تلحظ وجود ماسورة سوسن) همه حاطين الزفتة دي هنا ليه؟
شريف : وإحنا ما لنا
المرأة : ما لنا إزاي .. بتفكرني بموت المرحوم
شريف : يا ست يعني هيه دي الماسورة اللي قتلت جوزك
المرأة : إن ما ندهتش علي الوليه الخدامة عشان تشيلها من قدامي .. أنا اللي هاقوم وأرميها بره
شريف : اعملي معروف وهدي نفسك .. وأكيد محطوطة هنا غلط وهمه هايشيلوها دلوقت
سوسن : (تدخل في كامل زينتها وعلي وجهها ابتسامة تضيف إلي وجهها حُسناً آخر) أهلاً أهلاً ..
شريف : (شريف والمرأة يقفان للسلام عليها منبهرين بحسن منظرها)
سوسن ) :تقبل المرأة ثم تسلم علي شريف باليد ثم تشير إليهم بالجلوس) اتفضلو (ثلاثتهم يجلســـون)
المرأة : (تمسح بمنديل في يدها أثر الدمع)
سوسن : (تلحظ ذلك) فيه حاجة ياطنط ؟
شريف : (يسرع بالرد) لا ولا حاجة
المرأة : أصلي افتكرت المرحوم جوزي
سوسن : (مبررة) شيء طبيعي .. في مناسباتنا السعيدة دايماً .. نفتكر اللي كنا نتمني وجودهم معانا
شريف : ما تقلبيش المواجع علي سوسن يا ماما انتي ناسيه إن باباها بردو متوفي من ثلاث سنين
المرأة : زي بابا شريف بردو .. من ثلاث سنين
الفتاة : (بشيء من الحزن) كانت حادثة أليمه
المرأة : حادثة (تميل علي شريف) أوعي يكون أبوها .. الراجل اللي كان مع جوزي ع الماسورة اللي وقعت بيهم
شريف : (بارتباك شديد) لا لا يا ماما ..
سوسن : ماسورة .. ماسورة إيه ؟
شريف : أصل.. أصل والدي الله يرحمه.. كان راجل رياضي.. وكان بيحب رياضة التسلق.. عارفاها طبعاً
سوسن : آه .. باشوفهم في التلفزيون وهمه بيتسلقوا الجبال
شريف : والدي بقي .. لما كان يلاقي نفسه ماعندوش وقت يروح منطقة الجبال.. كان يتسلق أي حاجة قدامة
المرأة : وخاصة المواسير .. كان يعشقها عشق
شريف :(ينظر للمرأة بضيق) لأنه كان بيعتبر ده نوع من التمرين .. علشان يحافظ دايما علي لياقته
سوسن : شيء عجيب .. يتسلق الجبال العاليه .. وتقتله ماسورة !!
المرأة :(باكيه) ماسورة الدور التالت الملعونة ..
ما كانش يعرف إن الصدا واكلها
سوسن : ما شافهاش
المرأة : الدنيا كانت ضلمه يا حبة عيني .. هايشوفها إزاي
شريف : (تزداد حالة ارتباكه) بابا الله يرحمه .. المغامرة كانت في دمه
المرأة : وأصحاب البيوت ما عندهمش ضمير يا بنتي .. (تتباكي) ماسورة زي دي .. لو صاحب البيت غيرها ما كانش حصل اللي حصل
سوسن : هو الله يرحمه كان بيتمرن علي بيوت الجيران
شريف : (وصل إلي ذروة انفعاله) ماما .. كفايه كده .. إحنا جايين الليلة نفرح ونقضي وقت سعيد مع سوسن ومامتها
المرأة : (وهي تمسح عينيها) لا مؤاخذه يا بنتي
(هاتف سوسن يرن)
سوسن : لا أبدًا يا طنط .. خدي راحتك (تقول ذلك وهي تفتح هاتفها وتذهب بعيدًا حتي تختفي)
شريف : إيه يا ستي .. إيه يا ماما .. ما صدقتي فتحتي في قصة وفاة المرحوم .. هو إيه .. مات شهيد
المرآة : (وهي تنظر للماسورة وكأن فكرة طرأت لها) واد يا شريف .. أقطع دراعي إن الناس دول كاشفينا
شريف : من كتر كلامك هايكشفونا
المرأة : ده من قبل ما نيجي هنا يا ذكي
شريف : عرفتي إزاي ؟
المرأة : الناس دول عارفين عنا كل حاجة .. وجابولنا الماسورة دي وحطوها هنا قبل ما ندخل .. عشان يقولولي أنا بالذات.. إنهم عارفين تاريخ جوزي كويس
شريف : الوساوس دي بس جت لك منين ؟
المرأة : دي مش وساوس (تقف) أنا لازم أمشي د لوقت
شريف : ما تبوظيش الطبخة أرجوك
المرأة : كلها لوحدك .. أما أنا .. فاهفر بجلدي .. وعقدي (تمسك بعلبة العقد وتضمها لصدرها)
شريف : أرجوك تقعدي .. عمري ما هسيبك تتعرضي لأي خطر لوحدك .. لو كان التمن عمري (يجلسها) وإن كان علي الماسورة دي .. أنا ها بعدها من هنا بنفسي (يمسك بالماسورة)
المرأة : (بفزع شديد) أوعي تقرب لها
شريف : ليـــــه ؟
المرأة : لو عملت كده .. هانثبت لهم إن إحنا فعلاً مدايقين من وجودها .. عشان بتفكرنا باللي حصل لجوزي وساعتها ظنهم فينا هايتاكد
شريف : (يترك الماسورة ) أنا كله عايزك تهدي وتطمني .. وتركزي في الدور اللي بتقومي بيه معايا
المرأة : ربنا يستر .. لأن مية فار د لوقت بيلعبوا في عبي
شريف : يا ست فيران وبتلعب .. ها تعملي عقلك بعقلها (يضحكان بصوت منخفض)
المرأة : يا ابن الرايقة
شريف : المهم د لوقت مش عايزك تدخلي مع أمها في أي كلام خارج الموضوع .. يا دوب نهنيها بعيد الأم .. ونقدم لها العقد ده هدية .. ونطلب منها إيد البنت..
المرأة : (مقاطعة) وبنتها بردو لازم تقدم لي هدية .. مش هابقي حماتها
شريف : طبعاً هاتعمل كده..الناس دول يعرفو الأصول كويس قوي
سوسن : (وهي قادمة من بعيد) أنا آسفة جدا جدا .. البنات صحابي همه اللي بيتصلوبيا واحدة ورا التانية
شريف : أكيد عارفين وبيقدمولك التهاني
سوسن : دول عايزين ييجو دلوقت ويهيصو
شريف : طب وماله .. أهم يعملوا جو ظريف
سوسن : هايعملو دوشة ومش هانعرف نتكلم
المرأة : كلامك صحيح .. الأمور دي تتم الأول بين أهل البيتين .. وبعد كده تيجي البنات تهيص
شريف : إحنا طبعا مقدرين الإرهاق اللي فيه الست مامتك دلوقت .. لأنها جايه من سفر طويل
سوسن: (تبتسم من بداية كلام شريف)
المرأة : والمشكلة يا بنتي .. إني بأحب أنام بدري .. فلو بس تستعجلي الست والدتك
سوسن :(تتحول ابتسامتها إلي ضحك) الست والدتي موجودة
المرأة : ربنا يجعلها موجودة دايما يا حبيبتي
شريف : والدتي تقصد إننا مستعجلين نتشرف بسيادتها
سوسن : ماما معانا هنا دلوقت (المرأة وشريف ينظران حولهما) .
المرأة : بسم الله الرحمن الرحيم .. هيه مامتك مخاوية حد من الجان ؟
سوسن : (تقف بجوار الماسورة وتحتضنها بيدها) جان إيه يا طنط .. هيه دي ماما
المرأة وشريف: (في دهشة كبيرة) هيه دي ماما ؟
سوسن : أيوه .. هيه دي اللي كانت السبب في وجودي (هاتفها يرن) يووه .. (تمسك بالهاتف وتذهب بعيدا) أكيد مهووسه من المهاويس .. لا مؤاخذ بإجماعة (تختفي)
المرأة :(وهي في حالة ذهول) دانتي اللي مهووسة وخلل كمان .. (تلتفت لشريف) الله يخرب بيتك علي بيت وقعتك الهباب .. ولما انت نفسك تتجوز واحدة مجنونة .. ما كان زيتنا في دقيقنا .. وجوزتك البت بنت اختي
شريف : بنت أختك اللي ما شية طول النهار تعضعض في كلاب الشارع ؟
المرأة : أهو كان هاينوبك ثواب .. وتريح الكلاب منها
شريف : (لم تغادره الدهشة بعد) يا ست استني بس لما نعرف قصدها إيه بكلامها ده
المرأة : نستني إيه بعد كده .. جايبا لنا ماسورة مجاري وتقولنا أمها
شريف : سوسن دلوعة وبتحب تضحك وتهرج دايما .. أنا كنت بأشوفها في الكلية مع أصحابها كده بردو
المرأة : لا .. الحكاية من ساعة ما دخلنا ما تبشرش بالخير (تقوم وتهم بالمشي)
شريف :(بعصبية مكتومة) يا ست قلتلك اصبري .. أرجوك ماتضيعيش فرصة عمري (يجلسها)
المرأة : فرصة عمرك مع بنت مخبولة زي دي ؟!
شريف : دي بنت وحيدة أمها .. وعايزه اللي تتجوزه .. يقعد معاها هنا في البيت .. وحسابها في البنك هايطرشق من كتر اللي فيه .. يعني دي فعلا صفقة العمر بالنسبة لواحد زيي.. إذا فطر ما يعرفش يدبر عشاه .. عشان كده أرجوك تصبري
المرأة :(علي مضض) يا مهون
سوسن :(تدخل) أنا مش عارفة اعتذر إزاي .. البنات مش صابره وعايزة تيجي
شريف : (مقاطعا) لسه كنت بأقول لماما إن حبايبك كتير .. عشان روحك الخفيفة وحبك للضحك والتهريج اللذيذ
سوسن : الضحك والفرفشة .. همه الضليلة اللي بتحمينا من لهلوبة الجد شوية
شريف : (للمرأة) مش بأقولك إن سوسن بتحب تهزر كتير يا ماما
المرأة : (تضحك بعد أن تأكدت أن سوسن لم تكن تتحدث بجدية) ربنا يحظك يا بنتي .. طب أنا بأقول يعني .. إذا كانت الست والدتك جايه من السفر تعبانه.. إحنا ممكن ندخل لها في أوضتها ونقعد معاها.. وما دام بقينا أهل .. نخلي البساط أحمدي
سوسن : (تكاد تضحك) يا جماعة مين اللي قال إن ماما جت من السفر
شريف : أنا فهمت ده من كلامك يا سوسن
سوسن : آه.. لما قلت لك إن ماما هاتبقي موجوده معانا الليله
شريف : أيوه
سوسن :(تشير للماسورة) هيه دي ماما اللي أنا أقصدها
المرأة : (تدير وجهها وتلطم خديها) أحيه أحيه الحالة رجعت
سوسن : (تلمحها فلا تنفعل بل تتلطف معها وتغلف حديثها بابتسامة) أنا ما عنديش حالة عشان ترجع يا طنط
شريف : سوسن من أعقل البنات اللي شفتها في الجامعة .. هيه صحيح تحب تضحك كتير .. لكن عقلها يوزن بلد
المرأة: (تشير للماسورة) وإيه اللي حصل يا بنتي كفانا الشر
سوسن : أنا هافهمك يا طنط .. أنا .. من أطفال الأنابيب، ماما وبابا قعدو خمس سنين يتعالجوا .. وبردوا ما عرفوش يخلفوني بالطريق الطبيعي.. وبعدين سافرو بره .. وهناك الدكتور قاللهم .. لازم من وسيط .. والوسيط ده أنبوبة صغيرة .. حطو فيها البذرة .. وبعد ما ربنا أمر البذرة دي تبقي بني آدم.. نقلوني لبطن أمي .. عشان أكمل فيها لحد يوم الولادة .. يبقي مين السبب في وجودي .
شريف : (يجاريها بتملق) الوسيط طبعا (ينظر للمرأة يستجديها موافقته) اللي هيه الأنبوية
المرأة : أيوه .. الأنبوبة الله يسترها
سوسن : ونظرًا لأن الانبوبة دي صغيرة قوي .. فأنا عملت رمز ليها كبير (تشير للماسورة) عشان نقدر نحتفل بيها ونديها حقها
المرأة : صغيرة كبيرة مش مهم .. المهم ما تكونش مصدية
شريف : يا سلام .. شايفة الإخلاص يا ماما .. بتكرم الأنبوبة اللي كانت صاحبة الفضل في وجودها
المرأة : ماكدبش اللي قال .. العقل زينة ..
سوسن : شكرا يا طنط
شريف : (يمسك بعلبة العقد) ودلوقت بقي تسمحي لي أقدم هدية بمناسبة عيد الأم.. (يشير للماسورة) لماما العظيمة .. (يلتفت للمرأة) بعد إذنك يا ماما
المرأة : وماله يا حبيبي .. ما هي بقت مامتك أنت كمان من دلوقت .. (بصوت منخفض) يا أولاد المهابيل
شريف : (يخرج العقد من العلبة ويمسكه بيديه من أطرافه ويرفعه أمام عيني سوسن) هدية متواضعة
سوسن : (بانبهار) الله .. ذوقك رائع يا شريف
المرأة : وهو شريف يعرف ينقي حاجة زي كده
سوسن : يبقي أكيد ذوق حضرتك
المرأة : بصراحه .. ولا أنا
شريف : (يبدو عليه الارتباك)
سوسن : أمال مين صاحب الذوق الرفيع ده ؟
المرأة : الوزير
شريف : (يضحك ليداوي الموقف)
سوسن : الوزير؟
المرأة : (تشعر بذلة لسانها فتضحك هي الأخري)
شريف : أصل ماما كانت دايما تدلع بابا وتقوله يا وزير
المرأة : كان ذوقه دايماً عالي
شريف : وماما قصدها .. إن أنا طالع لبابا في ذوقه.. فلما اخترته وإحنا بنشتريه .. قالت لي إوعي تفتكر إن ده ذوقك .. ده ذوق بابا الوزير
سوسن : إن شاء الله شريف يكون امتداد لباباه الله يرحمه
شريف : (وهو لازال يمسك بالعقد) ألبسه لماما إزاي يا سوسن ؟
سوسن : هنا (تشير إلي مكان بالماسورة فبل نهايتها يقابل مكان الرقبة في الإنسان وقد أعدت علي الجانبين حمالتين صغيرتين لهذا الغرض)
المرأة : (تأخذ العقد من شريف) أنا ست زيها وأعرف البسهولها (تضعه في المكان المعد لذلك)
سوسن : (تقبلها) شكرًا يا طنط .. شكرًا يا شريف
المرأة : العفو يا بنتي .. دا أقل واجب
شريف : مامتك تستاهل كل خير
سوسن : (تأخذ من علي المنضدة وردة صناعية في قرطاس من البلاستيك الشفاف) الورد .. رسول المحبة .. اتفضلي يا طنط .. كل سنة وإنتي طيبة
المرأة : (ترسم ابتسامة باهته لتخفي شعورها بالصدمة من تفاهة الهدية في نظرها) تعيشي لكل سنة يا حبيبتي
شريف : يا سلام علي رقتك يا سوسن
المرأة : (في هذه الأثناء تعبر بحركات صامتة عن تفاهة الهدية وتلطم خديها بدون إحداث صوت)
سوسن : (تأخذ الوردة الثانية وتذهب وتضعها علي الماسورة في ثقب تحت منطقة العقد)
شريف : (يصفق وينظر للمرأة فتصفق معه بعد أن انتهت سوسن من وضع الوردة علي الماسورة)
سوسن : (تقوم بتشغيل جهاز التسجيل..ونسمع أغنية: ماما .. ياماما .. يا أجمل غنوة.. ثم تلف سوسن حول الماسورة وكأنها تراقصها علي أنغام الأغنية)
شريف والمرأة : (يشعران سوسن بمشاركتها فيغنيان معها)
الخادمة : (تدخل وهي تحمل صينية عليها تشكيلة من الحلوي فتضعها علي المنضدة)
سوسن : (تكون قد بلغت ذروة انفعالها فتحتضن الماسورة وهي تبكي)
الخادمة : (بعد أن تضع الصينية تذهب إلي جهاز التسجيل وتغلقه)
سوسن : (لا ترفع رأسها من فوق الماسورة ولا تزال تبكي)
شريف والمرأة: (ينظران لبعضهما ثم للخادمة بغيظ شديد)
الخادمة : (تذهب إلي سوسن وتربت عل كتفها) لعبتي بما فيه الكفاية يا سوسن .. مش خلاص بقي يا بنتي
سوسن : داده .. أرجوكي تسيبيني دلوقت
شريف : إزاي تسمي المشاعر النبيلة دي بين بنت وأمها .. لعبة
الخادمة :دي مش أمها .. وأنتو عارفين كده كويس
المرأة : أنا ما شفتش خدامة زيك حشرية كدة
الخادمة : سوسن أمانه في رقبتي .. يعني أنا هنا مكان مامتها
المرأة : (هازئة) مامتها .. (تنظر لشريف) دي كانت عايزه بقي نلبسها هيه العقد (شريف والمرأة يضحكان بطريقة سوقية)
سوسن : (بحدة) أرجوك يا دادة تدخلي وتسيبينا
الخادمة : ( بحزم) مش هاسيبك يا سوسن .. لأني لازم أحميك من الناس دول
شريف : لا دانتي اتعديتي حدودك وزيادة
المرأة : أنا من ساعة ماشفت الولية دي ما ارتحتلهاش خالص
الخادمة : أنا اللي شكيت فيك من ساعة ما دخلتي .. زي ما شكيت في الواد ده من يوم ما سمعت صوته قبل ما اشوفه
سوسن : (تصرخ فيها) قلت لك ادخلي جوه يا داده ..
الخادمة : (وقد خذلتها الفتاة) حاضر يا سوسن .. هاسيبك يا بنتي وامشي (تخلع مريلة المطبخ وتضعها علي أحد الكراسي ثم تعدل غطاء رأسها ثم تخرج من الباب الخارجي للمكان)
سوسن : (تهم باللحاق بها) داده .. داده
المرأة : (تعترضها) دي خدامة لا راحت ولا جت
شريف : وبعدين هتروح فين .. مش هتلاقي حتة تتاويها هترجع وهيه أقل من البرطوشة
سوسن : (تجلس وهي مضطربة)
المرأة : كويس إنها غارت عشان نتكلم براحتنا
شريف : فرفشي بقي كده أمال
المرأة : مش عايزين واحدة زي دي تعكنن علينا ليلتنا
سوسن : (تحاول الخروج من الحالة) طب اتفضلو (تشير للحلوي)
شريف : طبعا هانتفضل .. بس بعد .. (ينظر للمرأة) ما تتكلمي يا ماما
المرأة : سوسن يا بنتي .. طبعا انتي عارفة شريف كويس
سوسن : رغم إن معرفتنا لبعضنا كانت قبل التخرج بأيام بسيطة إلا إني حسيت إنه إنسان كويس
المرأة : يعني باختصار .. وبدون لف ودوران . أنا طالبة إيدك لشريف ابني .. قلتي إيه ؟
سوسن :(يكسو وجهها الخجل الطبيعي في هذه اللحظة) أنا عن نفسي .. موافقة.. بس لازم موافقة ماما
المرأة : وتفتكري إن إحنا ما نعرفش الأصول يا بنتي
شريف :(يشير إلي الماسورة) لازم طبعا موافقة ماما
سوسن : أنا قصدي ماما الـ..
شريف : (مقاطعا عن قصد) ماما اللي كانت السبب في وجودك ..
المرأة : اللي وهبتك الحياة .. مش إنتي لسه قايله كده بلسانك
شريف : ماتعرفيش إنتي كبرتي في نظرنا قد إيه يا سوسن.. وادتينا درس في إننا ندور دايما عن الحاجات اللي كانت السبب في سعادتنا .. ونديها حقها من الاحترام والتعظيم والحب
المرأة : (تشير للماسورة) والأم العظيمة دي ..أكيد بتتمني لك الخير .. ولو تقدر تنطق دلوقت .. هاتقولك إنتي وشريف .. الكلمة اللي بيحب يسمعها كل عروسين
شريف : طب ما إحنا دلوقت بقينا عيله واحدة .. يعني إنتي ومامت سوسن واحد.. قوليها لنا انتي يا ماما .. والا إيه رأيك يا سوسن ؟
سوسن : (بهدوء وابتسامة تصارع سحابة حزن) قوليها يا طنط
المرأة : مبروك يا أولاد (تزغرد)
شريف : (يصافح سوسن) مبروك يا سوسن
سوسن : مبروك يا شريف
المرأة : (تقبل سوسن) ألف ألف مبروك (تزغرد)
شريف : أجلي يا ماما الزغاريد شوية لحد ما نخلص الكلام المهم (يجلسون جميعا)
المرأة : سوسن يا بنتي .. شريف قالي علي كل شروطك .. وأنا موافقة عليها كلها .. إلا ..
سوسن : إلا إيه يا طنط ؟
المرأة : حكاية إنه يعيش معاكم هنا في البيت
سوسن : أنا زي ما انتي عارفة .. وحدانية .. والشقة كبيرة عليا .. حتي بابا الله يرحمه
شريف والمرأة : ألف رحمه تنزل عليه
سوسن : كان يقولي .. أول شرط هااشترطه علي اللي هايتجوزك إنه يقعد هنا معانا
المرأة : (تتباكي) بس يا بنتي .. شريف بردو ما عنديش إلا هوه .. ولازم أشوفه قدام عنيه كل يوم
سوسن : يا ربت تيجي تعيشي معانا يا طنط
شريف : (خشية أن توافق) خلاص يا ماما بقي .. وليك عليا كل يوم هازورك قلتي إيه ؟
المرأة : خلاص يا ابني..اتجوزو هنا.. وأنا يصبرني ربنا
سوسن :(تتلبسها حالة من الفرحة) ده كان عشمي فيك ياطنط
المرأة : (تزغرد)
سوسن : الزغاريد .. يلزمها شربات حالا (تقوم وتتجه ناحية المطبخ)
شريف : لحد كده فل الفل
المرأة : وأنا لحد كده ودوري خلص
شريف : مش بيقولوا اضرب عل الحديد وهو ساخن
المرأة : يخرب بيت طمعك .. فيه إيه تاني ؟
شريف : نتجوز الليلة
المرأة : لا .. دانت باين عليك اتجننت زي البت بتاعة الماسورة
شريف : سوسن بنت لينه .. وفرصة إن الخدامة العقربة مش موجودة
المرأة : ريح نفسك .. مش هتوافق لأنها عايزة تعيش ليلة الدخلة زي أي بنت .. فستان وزفة ومعازيم وهيصة
شريف : البنت اللي عملت من ماسورة مجاري ام ليها.. من السهل إقناعها بأي شئ ولو مش مألوف
المرأة : أنا عن نفسي هاحاول .. لكن تتجوزو ما تتجوزوش مش هامشي من هنا إلا والعقد معايا
شريف : حاضر .. المهم اني أبات هنا الليلة وأنا جوز سوسن
سوسن : (تدخل بصينية الشربات)
المرأة : (تزغرد)
سوسن :(تقدم الشربات لهما) اتفضلو
شريف : (ضاحكا) حاجة عجيبة .. كأن فيه رباط مقدس بين الزغاريد والشربات (يضحكون جميعا)
المرأة : سوسن يا بنتي .. وانتي جوه بتجيبي الشربات.. فكرت في حاجة كويسه ليك ولا بني شريف
شريف : طب ما أنا قاعد معاك يا ماما .. مش كنتي تقوليها لي الأول
المرأة : لا طبعا .. سوسن حبيبتي هيه اللي تسمعها الأول
سوسن : شكراً يا طنط (وتنظر لشريف وكأنها تغيظه بالفوز بالسبق في سماع فكرة أمه)
المرأة : الخدامة – الله لا يرجعها – سابتك ومشيت .. وانتي دلوقت بقيتي لوحدك .. محتاجة لحد يبقي معاك ويحميك .. وعمرك ما هتلاقي حد يخاف عليك ويحميك قد الانسان اللي بيحبك وارتبط بيك .. فإيه رأيك يا بنتي .. لو إنتي وشريف اتجوزتو الليلة
سوسن : (تفاجأ ولكن شريف يسبقها في الكلام)
شريف : لا طبعا يا ماما .. نتجوز الليلة !! وتضيعي علينا فرحة ليلة الدخلة الجميلة.. الزفة والمعازيم.. طب د أنا ناوي أعمل الفرح.. في أكبر نادي علي النيل.. وأعزم كل أصحابي وأصحاب المرحوم بابا
المرأة : (تميل علي شريف) ما بلاش النيل ده بالذات .. أبوك بيبقي سارح علي الكورنيش بعربية الترمس
شريف : (يواصل تمثيل الرفض) لا يا ماما .. أنا آسف جدا وأنا بأرفض طلبك
المرأة : (غاضبة وهي تصرخ فيه) أنت بتعصي أمري يا شريف .. أنا قلت هاتتجوز الليلة يعني هتتجوز الليلة
شريف : يا ماما إزاي بس
المرأة : (بنفس القوة) زي ماقلت .. إيه شغل العيال ده .. زفة ونادي وهيصه .. دي كلها مصاريف ومظاهر علي الفاضي .. ولو عملت الفرح في أكبر فندق في البلد وعزمت كل الناس .. بردو في النهاية مش هاتتشكر.. وهايطلعلك ناس من تحت الأرض تعَّيب عليك ..
شريف : ما هو يا ماما ..
المرأة : ما هو إيه بس يا شيخ .. خيبت أملي فيك .. وأنا اللي كنت فاكراك عاقل.. المفروض سوسن هيه اللي كانت تعترض وتقول لأ.. لكن بص وشوف عقلها وكمالها واتعلم منها
شريف : يا ماما الناس يقولو علينا إيه بس ؟
المرأة : اللي هايعمل حساب الناس .. مش هايقضي مصلحة ..
شريف : أيوه .. بس ما فيش حد بيتجوز بالطريقة دي
المرأة : فيه .. الناس العاقلة اللي باصة للمصلحة.. وبعدين إحنا مش هانعمل حاجة غلط عشان نخاف من الناس .. المحروسة سوسن دلوقت لما كرمت (تشير للماسورة) الست الماسورة مامتها .. إحنا أهو من الناس .. استجنناها لا سمح الله
شريف : بالعكس .. دي كبرت في نظرنا أكتر
المرأة : ليه؟
شريف : لأنها اتصرفت بشجاعة وثقة في النفس
المرأة : يبقي مش عايز تكون زيها ليه ياسي شريف.. ساعديني يا سوسن يا بنتي وليني دماغه
سوسن : (وقد أربكتها المرأة بكلامها) اللي تشوفيه يا طنط
المرأة : ربنا يكملك بعقلك .. ويتم لكم علي خير
سوسن : (وهي في حالة من الضعف والاستسلام) وهنلاقي مأذون دلوقت وشهود
المرأة : المأذون هايجيب ورقة من عنده ويكتب عليها ..طب ما نجيب إحنا ورقة من عندنا .. ونكتب فيها اللي إحنا عايزين نكتبه
شريف : اللي بيعمله المأذون ده .. مجرد اجراء لحفظ الحقوق .. وما دام ماما مصره نتجوز الليله .. يبقي نقوم إحنا بدور المأذون .. ونحفظ حقوقنا بمعرفتنا
المرأة : هاتيلنا ورقة وقلم يا سوسن يا بنتي يكملك بعقلك
سوسن : (تقوم في تكاسل وهي شاردة الذهن)
شريف : (بفرحة كبيرة) أنا مش عارف أقولك إيه .. إنتي هايله جدا .. إيه المواهب دي كلها.. اسمعي .. أي عملية بعد كده لازم تكوني معايا فيها
المرأة : أما أشوف الأول هاتدفع كام الليلة
شريف : اللي هايطلع من بقك هاتاخديه .. المهم نكتب الورقة وبعدها حضرتك تتوكلي وتقفلي علينا باب الشقة
المرأة : والعقد يا روح مامتك
شريف : هتاخديه معاك قبل ما تمشي
المرأة : إزاي (تشير للماسورة) والست زفته مامتها دي لابساه
شريف : ما تحمليش هم
سوسن : (تدخل وتعطي الورقة والقلم لشريف وتجلس وهي مسلوبة الإرادة)
شريف : (يبدأ في الكتابة)
المرأة : خير الكلام ياشريف ..
شريف : ما قل ودل يا ماما
المرأة : والا انتي رأيك إيه يا سوسن ؟
سوسن : (وهي في نفس الحالة) هوه كده بردو
المرأة : تكتب مهر كبير ومؤخر كبير ودهب كتير
سوسن : لا يا طنط .. لا يا شريف .. أوعي تكتب حاجة من الحجات دي
شريف :دا حفظ حقوق يا سوسن
سوسن : الفلوس والدهب عندي منهم كتير
شريف : (ينظر لسوسن بشئ من الهيام) واللي بينا اكتر واكتر
المرأة : كمل الكتابة وأجل بجاحتك دي لما تبقوا لوحدكم (يضحكون)
شريف :(يعاود الكتابة بسرعة)
المرأة :(فجأة تتباكي)
سوسن :(بانزعاج) إيه ياطنط .. بتبكي ليه
المرأة : كان نفسي المرحوم والده يكون موجود معانا دلوقت
سوسن : البركة فيك .. وربنا يخليك لينا (تقف) هاعمل لحضرتك ليموناده حالا
المرأة : (تجلسها) لا يا حبيبتي ما فيش وقت .. خلص يا شريف يا ابني بسرعه
شريف : (وهو ينهي الكتابة) خلاص يا ست .. وآدي توقيعي
المرأة :(تأخذ الورقة من شريف وتتجه ناحية الماسورة) الاصول تقول إن الورقة تبقي مع الست والدتك (ثم تلقي بالورقة في فوهة الماسورة ثم تزغرد وتحتضن سوسن) ألف مبروك يا بنتي .. عقبال ما افرح بعوضكم
شريف : (يفتح ذراعيه) ماما (يحاول احتضانها)
المرأة : (دفعه بعيدا بعض الشئ) ألف مبروك يا حبيبي (تزغده بيدها في جنبه وهي تنظر للعقد أسيبكم) أنا بقي وأمشي يا أولاد ..
سوسن : لسه بدري يا طنط
شريف : تمشي إزاي يا ماما .. قبل أنا وسوسن ما نوفيك بعض حقك علينا ..
المرأة : كفايه عليا فرحتكم يا أولاد
شريف : أي هدية هانقدمها لك دلوقت .. ماتساويش حاجه جنب حبك الكبير اللي جمع بين قلبي وقلب سوسن .. في لحظة ما كناش نحلم أنها تيجي بالسرعة دي
سوسن :(تكون فد نزعت الوردة من فوق الماسورة وتاتي وتعطيها للمرأة) يا أجمل طنط في الدنيا
المرأة :(تبكي) ورده تاني.. د كتير عليا يا بنتي (تنظر لشريف وكأنها تستنجد به)
شريف : دي كانت هدية سوسن الرقيقة.. أما أنا.. فاستأذن سوسن إني أستعير عقد الست والدتها.. واقد مهولك هدية
سوسن :(تذهب وترفع العقد من الماسورة) بس أنا اللي هالبسه لطنط
المرأة : لا لا .. د كتير قوي .. وبعدين ده بقي عقد الست مامتك
سوسن :(وهي تلبسها العقد) ما فيش دلوقت فرق بينكم
المرأة :(بعد أن عاد إليها العقد تزغرد وتحتضن سوسن ومن خلف ظهر سوسن تشير لشريف باصبع إبهامها إشارة إلي نجاح عملية إعادة العقد لها)
شريف : (يرد عليها بنفس الإشارة)
المرأة : (بفرحة كبيرة) ألف شكر للست والدتك علي الهديه الجميله دي
سوسن : خيرك سبق يا طنط
شريف :مش هانسي جميلك عليا أبداً يا أمي
المرأة : (بطريقة مهذبة وجادة) اللي بينا اكبر كتير من الجمايل يروح الغالية )تصنع باصبعيها الحركة الدالة علي الفلوس)
سوسن وشريف: (يجاريانها فيضحكان)
شريف : أكيد يا ماما أكيد
المرأة :ليلة سعيدة يا أولاد .. تصبحو علي خير (تتجه ناحية باب الخروج).
الخادمة: (دخل)
المرأة :( تفاجا فتتراجع)
الخادمة : انتي والأستاذ شريف ..الليلة بالذات ..مش هاتصبحو علي خير
المرأة: بسم الله الرحمن الرحيم .. إنتي تاني!!
شريف : إيه اللي جابك يا مره يا خرفانة إنتي
سوسن : (تجري علي الخادمة بفرحة وكأنها وجدت ضالتها) داده
الخادمة : (تحتضنها)
المرأة : إيه يا وليه إنتي إيه اللي جابك
الخادمة : جيت عشان أحمي الأمانة اللي في رقبتي منكم
شريف : لا .. أنا هاطلب لك البوليس حالا (يهم بالاتجاه ناحية الهاتف)
الخادمة : ماتتعبش نفسك .. البوليس جالك بنفسه لحد هنا .. اتفضل يا حضرة الضابط (يدخل الضابط وخلفه شرطي)
شريف والمرأة: (يتراجعان ويبتعدان عن بعضهما)
الضابط : الست الدادة الطيبة .. حكت لنا عن كل اللي سمعته منكم لحد ما سابت الشقة وخرجت.. وأهم حاجة وصلنا لها الليلة .. عقد حرم الوزير اللي كان آخر حاجة يسرقها جوزك قبل ما يموت
سوسن : (وهي في حضن الخادمة) مش ممكن
الضابط :(لسوسن) الست دي (بشير للخادمة) أنقذتك الليلة من اتنين أصحاب سوابق في النصب والاحتيال : شريف خريج الجامعة .. وشريكتة.. أرملة حرامي كان من عتاة الحرامية .. وريحتنا منه ماسورة مصدية
المرأة : الله يخرب بيتك يا شريف ياللي ما أعرف اسم أمك
الضابط : (يشير للشرطي)
الشرطي : (يضع الأساور الحديد في يد شريف اليمني ويد المرأة اليسري ويجمع بينهما)
شريف : (ينظر للخادمة بغيظ شديد) كنت خلاص علي باب الجنة.. لكن ها أقول إيه .. مش ها دعي عليك إلا وأنا في التخشيبة .. عشان كل اللي فيها يقولوا ورايا آمين
الشرطي : (ينهرهما) قدامي (يخرج الشرطي وهما أمامه)
الضابط : (لسوسن) اسمعي دايماً كلام الست دي لحد مامتك ما ترجع (يخرج)
سوسن : (وهي تحتضن الخادمة صوتها يعلو بالبكاء)
الخادمة : (تمشي بها برفق حتي تجلسها)
(هاتف المنزل يرن)
(الخادمة تترك سوسن وتذهب للهاتف)
(سوسن تضع رأسها بين يديها وهي لا تزال تبكي)
الخادمة : آلو
ص . أم سوسن : آلو يا داده
الخادمة :(تصرخ من الفرح) ماما يا سوسن
سوسن : (تقوم وتجري ناحية الهاتف)
ص. الأم : إزيك يا داده .. فين سوسن
سوسن : (تخطف السماعة من الخادمة) ماما .. ماما .. إنتي فين يا ماما
ص.الأم : أنا هنا يا بنتي في المطار .. بتعيطي ليه يا حبيبتي
سوسن : مافيش حاجة يا ماما .. دا بس من فرحتي
ص. الأم : إحنا لسه نازلين من الطيارة ..
سوسن : إجازة طويلة يا أمي؟
ص. الأم : علي طول يا سوسن .. مش هاسافر واسيبك تاني
سوسن : (تصرخ وتقفز كالأطفال من الفرحة) ماما مش مسافرة تاني يا داده
الخادمة : (بفرحة غامرة تحتضن سوسن وتقبلها)
سوسن : أنا جايالك حالا يا ماما .. دقايق واكون في المطار عندك
ص. الأم : عشان تبقي انتي أول وأعز حبيب ليا في مصر أشوفه
سوسن : مع السلامة )تضع السماعة وهي تكاد تطير من الفرحة ) أنا رايحه يا داده المطار أجيب ماما (تجري ناحية باب الخروج)
الخادمة : (تمسك الماسورة) ودي أوديها فين يا بنتي؟
سوسن :(بصوا قريب من الصراخ تملؤه النشوة) في الزبالـ ـ ـ ـ ـة
تمت
جريدة مسرحنا العدد 972
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق