2012/03/30

جون القزّي في (رحلة العمر الى الجنسية )


جون القزّي في (رحلة العمر الى الجنسية )
بيروت/رشا فاضل
صدر للقاضي اللبناني جون القزّي كتابه الموسوم (رحلة العمر إلى الجنسية ) مستعرضا فيه رحلته القضائية والإنسانية للمطالبة بمساواة الأم اللبنانية مع الرجل بمنحها جنسيتها لأولادها غير اللبنانيين ، القرار الذي اثار جدلا واسعاً في الأوساط القضائية اللبنانية ، وجاء في مقدمة الكتاب:
( من اللاعدالة .. الى العدالة .. رحلة عمر .. أنا عادل عندما أؤمن بقاض للسماء
يعلو قاضي الأرض
أنا عادل عندما اذكر عند الظلم عدل الله فيّ
أنا عادل عندما لايثنيني ترهيب ولايغريني ترهيب
أنا عادل عندما أذعن في حياتي لسلطان الضمير
أنا عادل عندما أحب ما أعمل ولا أعمل الا ما أحبه
أنا عادل عندما أؤمن أني أنتهي عندما أشتهي
أنا عادل عندما أحمل قلبا قنوعا ، فأستوي ومالك الدنيا
أنا عادل عندما أدرك أن كيس الرغبات لاقعر له
أنا عادل عندما افهم أن مقياس الحق أن أعدل بلا مقياس
أنا عادل عندما أملا الدقيقة الواحدة بستين ثانية من العمل المجدي
أنا عادل عندما أعلم أن ليس للإنسان إلا ماسعى
أنا عادل عندما لا أفهم القانون إلا في خدمة الإنسان
أنا عادل عندما لا أفسر النص إلا بما يأتلف ومصلحة الإنسان
أنا عادل عندما أكون إنسانا بحق .. لاشبه إنسان )
وجاء الكتاب بأربعة أقسام تناولت القضايا التي تخص الجنسية اللبنانية وأبعادها التاريخية والحقوقية والقواعد المتوسّلة والآلية المعتمدة إثباتا للجنسية اللبنانية.

وقد تفرعت هذه الأقسام الرئيسية الى أقسام فرعية تناولت عدة فصول سلطت الضوء على كيفية اكتساب الجنسية اللبنانية والتجنس وأثر الزواج المختلط على الجنسية في القانون اللبناني كما تطرق الى حالات فقدان الجنسية اللبنانية ومواضيع اخرى تتناول الجنسية اللبنانية من كل جوانبها ، حيث يوضح الكاتب وجهة نظره في وجوب منح الأم اللبنانية جنسيتها لأبنائها أسوة بالرجل اللبناني.
كما تطرق لما واجهه من إقصاء وتهميش بسبب وجهة نظره هذه فقبل أكثر من عامين أصدر القاضي جون القزّي حكماً بمنح الجنسية اللبنانية لأولاد قاصرين من أم لبنانية وأب أجنبي،. عُدّ الحكم سابقة في تاريخ القضاء اللبناني. مما أدى الى تقييد القزّي قضائيا بتجريده من صلاحياته القضائية ونقله الى محكمة التمييز المدنية في بيروت كمستشار بعد أن كان رئيسا للمحكمة الابتدائية.
وقد تضامنت الكثير من المنظمات الإنسانية مع قضيته المناصرة للمرأة والعدالة الإنسانية والتي لم تقتصر على موضوع الجنسية اللبنانية بل تضمنت قرارات أخرى كالتبني وتجريم العنف الأسري وغيرها من الأحكام التي تنظر بعين معاصرة للقانون خارجة عن إطاره الجامد دون المساس بروحيته أو التجاوز عليه، ومن هنا جاءت التسميات العديدة التي أطلقت على القاضي القزّي فقد اعتبره الكثيرون ( روبن هود القضاء اللبناني ) واعتبره البعض الآخر نصيرا للمظلومين.

ليست هناك تعليقات: