2012/03/22

"إنه «السيستم» يا غبى " قصة قصيرة بقلم:د. محسن خضر

إنه «السيستم» يا غبى
د. محسن خضر

تجذبني قدماي كالمسحور إلى مكتبة مدبولي أرمق تمثال طلعت حرب بولَّه. أطالع عناوين عشرات الكتب المرصوصة فوق الأرض وفوق العارضة الزجاجية. هنا قابلت العديد من المثقفين: يوسف إدريس ولويس عوض وفاروق شوشه ونور الشريف وغيرهم.
خالي الوفاض. لامال ولا أحلام. أشعر بجوع وطنين في رأسي. أتمنى لو احتسيت فنجان شاي في جروبي. اكتفى بالمشاهدة والتحسر.
في اللحظة التي كنت استدير فيها دورة كاملة مغادرًا المكان ارتطمت بكتف أنثوي.
إيمي.
يخرب بيتك. حسام بهجت.
رفعت كفيها إلى أعلى، ورفعت كفي وطرقعت في نفس الوقت. عادتها الشهيرة في التحية.
كيفك يا فتى؟
لا بأس، وأنت؟
أعمل صحفية تحت التمرين في أشهر صحيفة، وسأُثَّبت خلال أسابيع.
وأنت؟
على فيض الكريم.
دوختني بعطرها النفاذ. عيناها البنيتان الشقيتان تسحبانك نحو الأعماق، ولكن استقامة أنفها فوق فم صغير مبتسم دوما تجبرك على الاحترام ترتدي أحداث صيحات الموضة البارسية. الفارق الاجتماعي بيننا لم يمنعها من اختياري كصديق حميم.
أمدها بالملخصات وتفتح لي أبواباً أجهلها. تقدر فهمي للمسافة الفاصلة بيننا اجتماعياً ومذهبياً، ولم أجرؤ يوما على تخطيها. كانت الفتاة الوحيدة في دفعتنا التي تركب سيارة متوسطة حديثة الطراز.
أما زالت تحدف نحو اليسار؟
وأنت: ما أخبار قبيلة اليمين؟
كانت تتهمني بالرومانسية والسذاجة. يساري خائب، وعندما كنت أنعتها بالاقطاعية والسلطوية كانت ننهي المناقشة بعبارتها الشهيرة: «المستقبل لأمريكا والأمريكان»، وسط ضحكة واسعة متهكمة تعارض موقفنا السياسي، ففي حين تدافع عن التطبيع واقتصاد السوق والعصر الأمريكي وسياسة الأبواب والعقول المفتوحة، كنت أقف في الجهة المقابلة تماماً.
أنت الوحيد الذي لا ينافقني؟
وأنت الوحيدة التي تستفزني يا ابنة الهاي لايف؟
تنهي المشادات بدعوة إلى الكافتيريا. هدية غالية في عيد ميلادي. دعوة للأوبرا أو المسرح برفقتها. حدثتها عن فقري وأحلامي الواسعة في المستقبل، ولم تبدِ قلقاً يوماً تجاه المستقبل، وكانت تستفزنا جميعاً بعبارتها الشهيرة: سأكون أكبر صحفية في البلد يا متخلفين.
لم أعين في الكلية كما كنت أطمح، لم يختاروا معيدين من دفعتي في قسم الصحافة، وكلفوا أوائل الأقسام الأخرى كانوا يحجزون المكان لابن وكيلة الكلية الذي ما زال في الفرقة الثالثة بقسمنا التهمت الخدمة العسكرية عاماً من عمري، فتباعد اللقاء، مكتفياً باتصال هاتفي معها كل عطلة، إلى أن فقدت حماسي.
ما أخبار الأسرة؟
Bien. Fine.
تجيد طالبة مدرسة الفرير الفرنسية والإنجليزية، وبينما اقرأ اسم أبيها المحامي الشهير باستمرار في الصحف، فإن والدتها تشغل موقعا قيادياً في بنك حكومي، وتتبختر في أنشطة جمعية الطفولة التي ترأسها.
خسارة، لم يعينوك.
هل ترى الأمر مقصودًا حتى يحجزوا الدرجة لأحد المحظوظين؟
أما زال فيروس المؤامرة في عقلك المتخلف يا بني؟
ليس غريباً في أيامنا تلك؟
هيا معي، شدتني بقوة وتحنان من ذراعي. أشارت إلى شارع معروف.
- سيارتي هناك، سنذهب إلى الجرنال.
تعيد الأيام سيرتها الأولى، أسير بخطواتي الواسعة وقامتي الطويلة بجوارها محاولاً التباطؤ حتى لا اسبقها تحرص على نحافتها في إخلاص مثالي يستقيم مع قامتها القصيرة نسبياً.
أين تعمل الآن؟
اتعامل مع مكتب صحيفة خليجية، ولكن النشر غير منتظم. ربك كريم.
احتفى بها موظفو الاستقبال بالصحيفة الشهيرة. لم يستوقفوني. يبدو أنها تحظى باهتمام كبير هنا. أقلنا المصعد إلى الطابق السابع أو الثامن.
مكتبها يقع في غرفة تضم خمسة أو ستة مكاتب أخرى.
- غداً سيكون لي غرفتي الخاصة.
قالتها بلهجة واثقة اعقبتها ضحكة شهيرة.
اتأمل مكتبها.
المح ثلاثة تماثيل لنادل وبدوية واسكافي، وصورة مركب مصنوع من القطن، جهاز هاتف أخضر اللون، قط أبيض رخامي، مقلمة بيضاء، طفاية سجائر. رأسية. دمية لعازف صيني الملامح. بروفيل لوجهها مثبتة فوق إطار كريستال.
سألتها مباغتا، وأنا أعرف الإجابة مقدماً:
ألم تجدي صعوبة في العمل هنا؟
يا فتى، هل نحن صغيرون في هذا البلد. البلد بلدنا.
انطلقي، هذا زمنك، وأيامكم.
هل هذا حسد أم سخرية؟
ضحكتُ، وهربتْ لنظري إلى النافذة من جديد اتأمل منطقة الترجمان في الأسفل. فيافي تفصلنا، وكم احتاج إلى برج قارون لأصعد نحو السماء.
باغتتني بقرارها: ما رأيك، لدى وظيفة محترمة لك في مكان محترم.
أين يا محترمة؟
في شركة عمي. سيكون المرتب مغرياً.
وافقتْ في نهاية المقابلة. اعطتني العنوان فوق بطاقتها الفوسفورية. تذكرت "محجوب عبدالدايم" بطل «القاهرة 30».
تخيلتهُ يغمز بعينيه لي. سألت نفسي: هل سأصبح «محجوباً» آخر أم سأحافظ على نقاء «على طه» صديقه الثائر بداخلي؟
بدا الأمر في الشركة منظماً. استقبلوني بحفاوة. تشغل الشركة مساحة هائلة على طريق الإسكندرية الصحراوي. بدا تخصص الشركة غريباً «أوفيرسيز جروب».
قضيت أسابيع في العلاقات العامة. لم استطع تحديد نشاط الشركة بالتحديد. تقع مكاتب الإدارة في مبنيين متقابلين يفصلهما ضلع ثالث عمودي يضم المخازن.
أخبرني رئيسي المباشر في العمل بأنني موظف تحت الاختبار، وعلى أن أراقب ما يحدث دون أن أكلف بشيء محدد سوى قراءة الصحف والمجلات الأجنبية.
لم تسنح الفرصة أن أقابل الرجل الكبير عم إيمي، ولم أعرف مكتبه أو موعد حضوره وانصرافه.
بدت الأمور غامضة. كل موظف يحمل حرفاً إنجليزياً. كان رقمي W17.
موسيقى شوبان وموزارت تنبعث من الجدران طيلة اليوم. حجرة المشروبات والمرطبات مفتوحة طوال الوقت، الإنجليزية الكلاسيكية واللهجة الأمريكية تتقاطعان في خمس المكان.
تقاضيت مرتب الشهر الأول دون أن استحق جنيها منه مشقة الحضور اليومي من حي الساحل إلى الطريق الصحراوي لم أدر ما افعله بهذا المال، دفعته لأمي كأنني ملدوغ. بدا الأمر مربكاً ومحيراً. الفهم فضيلة أفتقدها في المكان. الأحاجي تحاصرك، وعلامات الاستفهام تلد بعضها البعض.
الكلمة الوثن في معبد الشركة هي الـ System أو النظام. بعد شهر صدر القرار بنقلي إلى الاستشراف بلا عمل أيضاً. بعد شهر آخر نقلت إلى إدارة الخيال. لا عمل. كلما احتججت قيل لى: إنه الـ System. أي عقلية تدير هذا المكان؟
انقطعتُ عن الاتصال بها. بدأت أقرأ اسمها على تحقيق أدبي مرة، وعلى تغطية لجريمة مرة ثانية، وعلى مؤتمر سياسي ثالثاً. لم أفهم.
يبدو أن الـ System يعمل في الصحيفة عندها أيضا.
لم أكن وحدي الذي ينقلب وضعه. أغلب العاملين بالإدارة كان ينتقلون من موقع إلى آخر بلا منطق مفهوم. قيل في تفسير ما يحدث أن هذه مدرسة أمريكية متقدمة في الإدارة تطبق لأول مرة هذا النظام في شركاتنا التقاليع تترى كل فترة.
عندما وقعتُ العقد بعد شهر من لفت نظري عبارتان «يلتزم بكل المهام التي تكلفه المؤسسة بها»، أما العبارة الثانية فهي « يدفع الطرف الثاني (سعادتي) غرامة للمؤسسة مائة ألف جنيه عند إصراره على ترك المؤسسة من طرفه بلا مبرر معقول» ترددت، رائحة شياط تسري من بنود العقد، ولكني لم استطع تحديد مكمن الخلل.
بدأت التجارب تترى علينا كفئران تجارب.
كان الفضل يملأ مسامي. ما هذا المكان، وما حقيقته؟ يدور الكلام همساً، أخطبوط هائل يسيطر على المكان، ويحركنا بأذرعته كما يهدف. من النادر أن تستمتع إلى حوار باللغة العربية. تتداخل لغات ولكنات ولهجات. تستوقفني طبيعة العاملين في المكان. بدوتُ شاذا بملابس الكاجوال البسيطة.
النساء في المكان مصقولات متوهجات لا يرتدين إلا ما يستر. لم أقابل واحدة بدينة او مترهلة. يخاصمن الابتسامة ولكن حركاتهن تشي بغنج ودلال الرجال أقرب إلى فتيان لم يغادروا مرحلة المراهقه حتى وإن نمت ملامحهم عن نعومة أقرب إلى الأنوثة، وأن أسرني لمعان شعورهم المشترك، ورائحة عطور نفاذة تطاردك بعد أن تترك المجال.
تكرر نقلي إلى إدارات مبهمة:
إدارة التنسيق وإدارة النمذجة، إدارة التحقق، إدارة التتبع، إدارة المقايسة، إدارة التماهي.
حتى الآن لا أعرف طبيعة عملي، بل طبيعة عمل المؤسسة نفسها.
توضع أشهر المجلات الأجنبية والعربية على مكتبي، كل مهمتي أن اقرأها من الغلاف إلى الغلاف، وأضع علامة () على أهم ثلاثة موضوعات من وجهة نظري، أو يجئ إلى تقرير عن خدمة معينة، أو سلعة شهيرة، أو معلم سياحي، وعلى أن أضع نجمة أو نجمتين أو ثلاثة نجوم ونملأ مستطيلا صغيرا أعلى العنوان: حسب تقييمي لقوة التحليل وكفاءة المعلومات الواردة فيه.
في نهاية كل أسبوع كان على كل منا أن يقدم فكرة أو مقترحا لتطوير وجه من أوجه الحياة في مجتمعنا، أو وجه نقد لواقع عايشه في الشارع، أو عمل شاهده أو استمع إليه في وسائل الإعلام.
رد رؤساء الإدارات المختلفة عن تساؤلاتي وحيرتي بإجابة واحدة: «إنه السيستم».
وبدا لي السيستم الها متخفياً أو معبوداً بدائياً له سطوته، وعلى الجميع رهبة وتقديم القرابين له، والتبتل باسمه، والتوجس من سطوته.
لم يتح لي أن أعرف ماذا تضم المخازن، لم أشاهد شاحنات تدخل وتخرج، ولا ورش يضمها المكان.
شاشات كبيرة تملأ ارجاء المؤسسة تنقل مشاهد حية من أشهر ميادين وروما ومدريد وطوكيو وعواصم العالم الرئيسية: برلين ولندن وباريس وواشنطن وموسكو.
ثمة كاميرات وأجهزة معدنية مستقيمة ومثلثة ومربعة مثبتة في جدران الحجرات المختلفة.
فجأة بدأت سلسلة من التجارب الغريبة في نظام العمل، تحولنا إلى فئران تجارب، وقيل في التعميم الوارد إن هدف النظام الجديد رفع كفاءة الأداء.
قسمنا إلى نصفين: منا لمدة ثلاثة أيام في نوبة عمل تستغرق 24 ساعة، ويستريح هذا الفريق في اليوم التالي، ليحل محله النصف الآخر.
استمر النظام شهراً كاملاً، وفي الشهر الثاني بدأ تطبيق نظام جديد يأتي الرجال في الصباح، ثم تأتي النساء في نوبة عمل ليلية، ويتم التبادل في الأسبوع التالي.
في الشهر الثالث طبق نظام جديد.
صدرت الأوامر بالعمل بملابس رياضية، وسمح للعاملين بارتداء الشورت والتي شيرت، أو المايوه والسروال السترتيش.
نستعيد هيئتنا العادية عند أبواب المؤسسة عند الانصراف.
في الشهر الرابع طبق نظام جديد يسمح فيه للعاملين بالحضور في اي وقت من اليوم نهاراً أو مساءً أو ليلاً أو فجراً.
كدت أجن وأنا أشارك تجربة حية لحيوانات تجارب بشرية، والغريب أنه لم تبد أي معارضة من العاملين، وأجبر الرؤساء على احترام السيستم.
تأملت حال البلد خارج جدران المؤسسة فوجدت أن السيستم لا يختلف كثيراً: قيادات مجهولة التاريخ تقفز إلى الصفوف الأولى، قوانين وقرارات تصدر بلا تمهيد تجعل سفينة الوطن تميد، ضرائب تفرض، وقوانين تمرر، وأنظمة تفرض فجأة، نجوم على سطح نجوم أو صوت تم اطفاؤه وقصفه وتتشابه وجوه القيادات والمسئولين في الصحف والتلفاز والمواقع: وجوه محايدة باردة بلا انطباع أو مشاعر معينة. يتشابهون جميعاً من القمة إلى الشبح العبوس والاحباط يسكن وجوه الملايين، وبدت الأيام راكدة وثقيلة، والهواء الذي تتنفسه لا يختلف حاله كثيراً.
تدهشني السيارات الفارهة ذات الزجاج الفيميه ذات الأرقام الدبلوماسية التي تتردد على المؤسسة يومياً وجوه أجنبية تظهر وتختفي هنا أو هناك.
اللغز الكبير كانت شخصية الدكتور عم إيمي مدير المؤسسة، وعم إيمي الذي مرت شهور دون أن أقابله ولو مرة. تضخم اللغز ليتحول إلى ديناصور يعشش في وعيي وصدري. لم أفلح في أن أرسم صورة تقريبية لشكل الرجل ومسلكه توقفت عن القراءة أو الكتابة في الصحيفة الخليجية، وأمدني الراتب الكبير بحالة من الدعة والبلادة، ولم أعد اتحدث إلا نادراً مع أفراد أسرتي أو أصدقائي هجرت أحلامي الملونة إلى أحلام الأبيض والأسود ثم شريط خال لا اتذكر فيه أي شيئ البتة بعد استيقاظي.
لُذت بنفسي، وغادرتني أحلام اليقظة والحب، وصرت منطوياً وصامتاً، افقت على مكالمة فجائية من ايمي التي اختفت من حياتي طيلة الشهور الماضية:
ما اخبار العمل؟
أريد أن أقابل عمك.
ضحكت بصوت اغوائي:
ممنوع ياحبيبي، إنس.
كدت أجن. أريد أن أفهم. ما حكاية المؤسسة بالضبط؟ تذكرت رواية جمال الغيطاني (حكاية المؤسسة)، فمدت خطاً ما بين المؤسستين.
تذكرت عبارة جاءت في ثنايا حديث إيمي في لقاءاتنا القديمة. إن عمها يزورهم مساء كل خميس.
أعرف منزلها جيدا، كنت اتردد عليها أيام الجامعة حيث تستقبلني مديرة المنزل الفلبينية بوجه محايد.
- Yes, Come in
كمنتُ لعمها، وهاجمت المنزل في العاشرة مساء. كان الجمع، صاخبا بصوت متردد قد قدمتني إليه:
- زميلي حسام مهران، يعمل لديكم بالمؤسسة.
بدا وجه الرجل طالعاً من تلفاز غربي. محايد تماماً بلا انطباع واحد. وجه مشرب الحمرة خال من الانفعالات. حيث كان ممسكا بسيجار غريب ويحدق في هيئتي بنظرة تجمع ما بين الاستهزاء والفضول والتحدي.
خانتني الكلمات، ولكن جلوس إيمي وجرأتها وحضورها وحيزها الحميم بحواري استجمعت شجاعتي، وسألته مباشرة:
- ما حكاية السيستم؟ وما طبيعة تلك المؤسسة الغريبة؟
صمت الرجل دهراً، فاجأته جرأتي. خيم الصمت على المكان ولم اتبين وجوه الحاضرين وبدا الدكتور رمز الكون.
أخيراً تحدث بلهجة باردة.
السيستم هو الحياة، الكون، الوجود. كل البشر يعملون داخل السيستم ومن أجله. يذهب البشر وينطفئون أو يصمتون ويبقى السيستم. إنه خالد مثل أبي الهول والهرم. قوانين السيستم هي قوانين الحياة النافذة. الكل ينحني ويذعن. لا أبطال، لا زعماء، فالكل خادم للسيستم. هل تعرف القطار الياباني المسمي الرصاصة، أو عجلة الملاهي الدوارة. لا أحد يعترض الطريق. إنه اشبه بهما، يزيح من يزيح، ويعلو من يعلو أو يخفض بهم الأرض لأنه له قوته ونفوذه وقوانينه، تاريخ البشر هو تاريخ السيستم، يفنى الجميع ويبقى السيستم الذي لا ينتهي أو يتوقف.
هل فهمت؟
استطرد: وجود المؤسسة هو وجود للسيستم في أقوى صورة ومكانة في مصر. المؤسسة هي السيستم، ومصر هي المؤسسة، لا فارق.
تجرأت وسألت:
وماذا عني؟ ما عملي بالضبط في المؤسسة؟
أنت في خدمة السيستم، وهو شرف لك، ومبرر لمرتبك الكبير. بددت فأراً محاصرًا أراني أبله أو مجذوباً أو مهرجاً في سيرك.
قمت فجأة وغادرت المكان واجماً.
تقدمتني إيمي، وعندما كانت تصافحني على باب المسكن، وضعت يدها على كتفي فسرت قشعريرة كهربية في جسدي الذي بدا معروقاً ينتفض، واطلقت جملة واحدة كانت بمثابة رصاصة الرحمة.

*د. محسن خضر
قاص وناقد وكاتب للأطفال

المصدر: الأهرام اليومى

ليست هناك تعليقات: