المغرب والسياب بعيون أمريكية في (حيث يلتقي النهران) عن دار شرق غرب
بيروت – متابعات
عن (دار شرق غرب للطباعة والنشر) صدر كتاب (حيث يلتقي النهران) المغرب والسياب بعيون أمريكية للروائي والشاعر الأمريكي هربرت ميسن, حيث يكتشف القارئ لهذا العمل صفحة مجهولة من حياة الشاعر العراقي المعروف بدر شاكر السياب ، الشاعر الذي حطم أغلال القصيدة العربية وخرج بها إلى شكلها الحر ليكون حقاً الرائد الذي أخرج من غابة الشعر العربي قصيدته الحديثة. فلقد وجد الكاتب تماثلاً بينه وبين روح السياب الهائمة محاولاً الغوص بمجاهيل اللغة وسحر الأسطورة التي صاغها (بدر) من رموز بيئية حتى تحول «بويب» إلى نهر الحنين «وجيكور» إلى يوتوبيا سياسية.
في هذا العمل نلامس بقوة بعضاً من أفكار (بدر)، هذيانه اليقظ الذي اختبأ في نصه الشعري، خساراته، نساءه اللواتي أشفقن عليه أكثر مما أحببنه، وهنا خيال خصب أراد به الكاتب أن يصف ذاته عبر السياب، الذات الجوالة، المغامرة، المنكسرة، الساخطة، ورغبة هذا الغربي المسكون بالشرق بالغوص في أماكن محظورة من حياة شاعر التقت في جسده وروحه أحزان العالم.
لكن الخلود، رغم مرارة ما مر به، سعى إليه دون أن يطارده هو، كما فعل جلجامش من قبل، وظل ميسن
أنكيدو صديق السياب، أخاه في الوحدة والغربة، والخيال الذي ابتلعه الموت أمام طعنة المرض عند حافة الألم.
الكتاب من ترجمة الشاعرة العراقية أمل الجبوري ومن تقديم الدكتور سعد الحسني الذي جاء في مقدمته: إني لست بصدد تقويم ترجمة رواية (حيث يلتقي النهران)، لكنها كلمة حق أريد أن أقولها حين أشعر بالاعتزاز لعمل سيضيف مفردة شاعرية لعمل روائي هو خلاصة تجربة عاشها المؤلف هربرت ميسن، وتقمصتها وعاشتها الشاعرة أمل الجبوري بكل حذافيرها، حتى لكأني، حين قرأت النص العربي، انصاع وراء مشاعر الاستطراد في العربية التي أعجبني سبكها وحلاوة ترتيبها وحذاقة التخلص من إرباكات نقل النص الإنكليزي إليها، وهكذا أقول أن هذا الجهد الرائع للرواية هو إضافة أخرى للروائي الأمريكي الذي أرقه (موت الحلاج) فآثر إلا أن يرحل مرةً أخرى في الشرق الذي أحبه رغم اختلاف مناخه مع مناخ الكتاب النفسي. وكان مرشدنا في ذلك لغة أمل الجبوري، إذ ليس أفضل من أديبة كأمل يمكن أن تنقل المشاعر بصدق الإحساس المرهف ونقاء الصورة التي تؤطرها بموسيقى سفرها الذي لم ولن يغادرها لأنها مسكونة به.
وللروائي الأمريكي هربرت ميسن عدة أعمال مترجمة للغة العربية كالمسرحية الشعرية " موت الحلاج" ورواية" حيث يلتقي النهران وملحمة جلجامش . وهو من مواليد عام 1932
ولد في دلور وترعرع في بوسطن .أكمل دراسته في جامعة هارفرد وأصبح أستاذا للآداب ولغات الشرق القديم في جامعة بوسطن ، ترجم الأعمال الكاملة لمانسيون عن الحلاج ثم تخصص بعلوم التاريخ والأديان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق