2014/09/22

مشاعر مكبوتة بقلم: عبد القادر كعبان



مشاعر مكبوتة
بقلم: عبد القادر كعبان
أسرعت و أغلقت الباب بإحكام.. عاد و فتحه بهمجية.. صرخ في وجهي.. همت يده بصفعي.. يضربني بعنف كلما واجهته بكلمات قاسية.. كل يوم يبدأ بتسليط أوامره علي كخادمة له و لأمه.. صارت حياتنا روتينية تعيد نفسها بنفسها.. بدأ حقده و كرهه للحياة يكبر و يكبر.. معاملة أمه القاسية له منذ الطفولة ولدت في نفسيته مشاعر مكبوتة.. لم يكن له فرصة الإختيار و لو مرة واحدة.. حتى شريكة حياته كانت من اختيار أمه.. لم أستطع التغلب على ضغط تفكيري هذه المرة في مطالبته بالطلاق.. لم يستطع التصديق حين قلتها له بجرأة كبيرة:
- أريد الطلاق منك..
للحظة وجدته (زوجي المريض نفسيا) أقرب الى الضعف.. حفرت الدموع أخاديد على محياه من جراء هذا الطلب الصعب.. لم يخطر بباله يوما أن تطلبه فتاة يتيمة الأبوين وجدتها أمه كخادمة لأناس أثرياء.. خطبتها لإبنها البكر و حولت حياتها (هي و ابنها المقهور) الى جحيم.. وجدته يومها يتمتم بكلمات غير مسموعة.. أخيرا سمعته يقولها:
- سامحيني أتوسل اليك عزيزتي..
-أعانك الله يا رجل..
تغيرت ملامحه حين فكرت في تركه نهائيا.. لم ينطق بكلمة.. تركته لوحده و مضيت الى المطبخ.. عاد يفكر فيما فعله بي منذ تزوجته.. فتحت الحنفية لأقوم بغسل الأواني ككل يوم.. تساءلت بيني و بين نفسي.. لماذا عندما نصدم دائما بشيء ما لا ننبس بأية كلمة؟.. هل هو هول الصدمة يا ترى؟.. قلت في نفسي.. قد يكون مجرد محاولة ساخرة منا تجاه موقف مصيري قد يغير حياتنا فندخل في متاهة دون منازع..


ليست هناك تعليقات: