الاتفاق.. والشراكة المطلوبة للتصدّي للإرهاب في اليمن
نُهى البدوي
لازال
اليمن يواجه تحديات كبيرة منذُ اندلاع الأزمة السياسية في 2011م، رغم
توقيع أطراف الأزمة اتفاق المبادرة الخليجية التي كان اليمنيون ودول الجوار
يتطلّعون إلى أنها ستُمهد المناخات لمواجهة تلك التحديات المختلفة التي
تشكّل عائقاً كبيراً أمام تحقيق الاستقرار السياسي وفرض هيبة الدولة، فتأتي
في مقدمتها التحديات الأمنية - الاقتتال الداخلي - الحروب المسلّحة -
استمرار الفوضى المفتعلة من الأطراف السياسية وغيرها التي ضاعفت عقبات
التحدي الأمني ووفرّت بيئة حاضنة للإرهاب ليصبح من أخطر التحديات التي تقوض
سير مراحل العملية السياسية في اليمن.
وبالرغم من بعض النجاحات التي تحققت لشلّ قدرة المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها (تنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية)، و تنظيم (أنصار الشريعة) بتلقيهما ضربات موجعة خلال الفترة الماضية أفشلت مخططاتهما في إقامة الإمارة الإسلامية في اليمن، وأجبرتهما على الخروج من المناطق التي وقعت تحت سيطرتهما في شبوة وحضرموت وأبين والبيضاء وسيئون، إلا أن الأزمة الراهنة أعادت هاجس الخوف ليسيطر على كثير من اليمنيين الذين يرون أن الوضع في صنعاء ستستغلها الجماعات المتطرّفة، وستدخل البلد في فوضى وحروب، لن يستطع أحد نزع فتيلها، بل أن هذه المخاوف قد امتدت إلى دول الجوار، التي برز اهتمامها الواضح بالوضع في اليمن، وتخوفها من خطر الإرهاب خلال الأسبوع الماضي، بعد محاولة الجماعات الإرهابية ركوب موجة الصراع وتوظيفه لأهداف تخدمها في المقام الأول (إضعاف الدولة) وتدمير ما تبقى منها، من خلال الدخول على خط الصراع، في الوقت الذي تخفي فيه تحت هذه المبررات أهدافاً كبيرة تتقاطع مع أهداف (داعش) منها الاستمرار في تدمير ما تبقى من الدولة.
وبرزت تلك المخاوف لدى المواطن اليمني والأشقاء في دول الخليج حين توعّد تنظيم القاعدة في اليمن بشنّ المزيد من الهجمات والعمليات الانتحارية ضد أنصار الله في منتصف الشهر الجاري، وبعد أن كشفت تقارير صحفية عن وجود مساعٍ من قبل حركة أنصار الشريعة التي تقاتل القوات الحكومية على عدة جبهات في عدة محافظات لإنشاء «حلف مع عدد من وجهاء العشائر لمواجهة التمدد الحوثيين نحو العاصمة».
كما عزّزت هذه المخاوف البيان الذي أصدره فرعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وبلاد المغرب لمناهضة الجهود الإقليمية والدولية لتأسيس التحالف الدولي لمحاربة داعش ومخاطبتهما من أسماها البيان “أمتنا المسلمة”، داعياً إياها إلى “منع أبنائها من المجندين من المشاركة في هذه الحرب.
وتوعّد فرعا القاعدة ما وصفاه بـ«حلف الكفر والشر»، أن "أبشروا بما يسوؤكم.. فأيام سود تنتظركم.. وهاهم قادتكم اليوم يترنحون، ومن مواجهة فرسان الإسلام خائفون.. وقد جرّبتم سيوف جنود الإسلام وصولة أبطال العراق والشام، فأذاقكم الله على أيديهم الهزيمة والهوان"، بحسب ما أورد البيان الذي نُشر على شبكة الإنترنت الثلاثاء الماضي.
عودة التوتر في اليمن والمعارك خلال الأسبوعين الماضيين وما ظهر من نوايا للتنظيمات الإرهابية في اليمن تعد مؤشرات خطيرة لتوفير مناخ وبيئة حاضنه قد تُمكّن الجماعات الإرهابية من التوغل ثانية في المدن وبالذات صنعاء في وقت يخشى اليمنيون من تطوره إلى حالة الانقسام، ووأد الجهود والمساعي المحلية والدولية وما حققته من نتائج على كافة المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية وتدمير المكاسب والنجاحات المحققة في مجال محاربة الإرهاب، الأمر الذي تنبّه له قادة التيارات السياسية والمجتمع الدولي ممثّل بالسيد جمال بن عمر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص في اليمن، وسفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن الذين ضاعفوا جهودهم للوصول إلى إقناع الأطراف اليمنية للموافقة على اتفاق إنهاء الأزمة.. نتطلّع إلى أن هذا الاتفاق المنضوية في إطاره كافة الأطراف السياسية أن يكون آخر الاتفاقات لإنهاء الاختلافات بين التيارات السياسية المشاركة في الحوار، وأن يسد حاجة اليمنيين للتغلب من خلاله على كل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية وأن يسقط أحلام الجماعات المتطرّفة المسلّحة والإرهابية التي دأبت على الخروج بها عند كل دوامة عنف وصراع مسلّح لتلهث لتحيق ولو الحد الأدنى من النتائج باستغلالها مناخ الصراع السياسي المسلّح بين بعض الأطراف، نتمنى من اليمنيين ومن كل التيارات والمكونات السياسية أن تصنع من هذه النتائج نجاحاً جديداً يتمثّل في إنهاء عامل تفجر الصراعات والحروب في اليمن، الذي يراهن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب على بقائه واستثماره عند بروز أي توتر، وأن يؤسّسوا من هذه النجاحات شراكة وطنية حقيقية بين مختلف القوى والتيارات السياسية للتصدي للإرهاب، وأن تصب نتائج هذا التوافق لتأسيس شراكة وطنية متينة قادرة على التعاطي الأمثل مع متطلّبات محاربة الإرهاب والالتزامات الدولية، واستئصال شأفته وإعادة مكانة اليمن السابقة في المجتمعات الخارجية، بعد أن خدشتها الأعمال والجرائم الإرهابية لهذه الجماعات الإرهابية والتنظيمات التكفيرية والمذهبية.
n.albadwi2013@hotmail.com
وبالرغم من بعض النجاحات التي تحققت لشلّ قدرة المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها (تنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية)، و تنظيم (أنصار الشريعة) بتلقيهما ضربات موجعة خلال الفترة الماضية أفشلت مخططاتهما في إقامة الإمارة الإسلامية في اليمن، وأجبرتهما على الخروج من المناطق التي وقعت تحت سيطرتهما في شبوة وحضرموت وأبين والبيضاء وسيئون، إلا أن الأزمة الراهنة أعادت هاجس الخوف ليسيطر على كثير من اليمنيين الذين يرون أن الوضع في صنعاء ستستغلها الجماعات المتطرّفة، وستدخل البلد في فوضى وحروب، لن يستطع أحد نزع فتيلها، بل أن هذه المخاوف قد امتدت إلى دول الجوار، التي برز اهتمامها الواضح بالوضع في اليمن، وتخوفها من خطر الإرهاب خلال الأسبوع الماضي، بعد محاولة الجماعات الإرهابية ركوب موجة الصراع وتوظيفه لأهداف تخدمها في المقام الأول (إضعاف الدولة) وتدمير ما تبقى منها، من خلال الدخول على خط الصراع، في الوقت الذي تخفي فيه تحت هذه المبررات أهدافاً كبيرة تتقاطع مع أهداف (داعش) منها الاستمرار في تدمير ما تبقى من الدولة.
وبرزت تلك المخاوف لدى المواطن اليمني والأشقاء في دول الخليج حين توعّد تنظيم القاعدة في اليمن بشنّ المزيد من الهجمات والعمليات الانتحارية ضد أنصار الله في منتصف الشهر الجاري، وبعد أن كشفت تقارير صحفية عن وجود مساعٍ من قبل حركة أنصار الشريعة التي تقاتل القوات الحكومية على عدة جبهات في عدة محافظات لإنشاء «حلف مع عدد من وجهاء العشائر لمواجهة التمدد الحوثيين نحو العاصمة».
كما عزّزت هذه المخاوف البيان الذي أصدره فرعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وبلاد المغرب لمناهضة الجهود الإقليمية والدولية لتأسيس التحالف الدولي لمحاربة داعش ومخاطبتهما من أسماها البيان “أمتنا المسلمة”، داعياً إياها إلى “منع أبنائها من المجندين من المشاركة في هذه الحرب.
وتوعّد فرعا القاعدة ما وصفاه بـ«حلف الكفر والشر»، أن "أبشروا بما يسوؤكم.. فأيام سود تنتظركم.. وهاهم قادتكم اليوم يترنحون، ومن مواجهة فرسان الإسلام خائفون.. وقد جرّبتم سيوف جنود الإسلام وصولة أبطال العراق والشام، فأذاقكم الله على أيديهم الهزيمة والهوان"، بحسب ما أورد البيان الذي نُشر على شبكة الإنترنت الثلاثاء الماضي.
عودة التوتر في اليمن والمعارك خلال الأسبوعين الماضيين وما ظهر من نوايا للتنظيمات الإرهابية في اليمن تعد مؤشرات خطيرة لتوفير مناخ وبيئة حاضنه قد تُمكّن الجماعات الإرهابية من التوغل ثانية في المدن وبالذات صنعاء في وقت يخشى اليمنيون من تطوره إلى حالة الانقسام، ووأد الجهود والمساعي المحلية والدولية وما حققته من نتائج على كافة المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية وتدمير المكاسب والنجاحات المحققة في مجال محاربة الإرهاب، الأمر الذي تنبّه له قادة التيارات السياسية والمجتمع الدولي ممثّل بالسيد جمال بن عمر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص في اليمن، وسفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن الذين ضاعفوا جهودهم للوصول إلى إقناع الأطراف اليمنية للموافقة على اتفاق إنهاء الأزمة.. نتطلّع إلى أن هذا الاتفاق المنضوية في إطاره كافة الأطراف السياسية أن يكون آخر الاتفاقات لإنهاء الاختلافات بين التيارات السياسية المشاركة في الحوار، وأن يسد حاجة اليمنيين للتغلب من خلاله على كل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية وأن يسقط أحلام الجماعات المتطرّفة المسلّحة والإرهابية التي دأبت على الخروج بها عند كل دوامة عنف وصراع مسلّح لتلهث لتحيق ولو الحد الأدنى من النتائج باستغلالها مناخ الصراع السياسي المسلّح بين بعض الأطراف، نتمنى من اليمنيين ومن كل التيارات والمكونات السياسية أن تصنع من هذه النتائج نجاحاً جديداً يتمثّل في إنهاء عامل تفجر الصراعات والحروب في اليمن، الذي يراهن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب على بقائه واستثماره عند بروز أي توتر، وأن يؤسّسوا من هذه النجاحات شراكة وطنية حقيقية بين مختلف القوى والتيارات السياسية للتصدي للإرهاب، وأن تصب نتائج هذا التوافق لتأسيس شراكة وطنية متينة قادرة على التعاطي الأمثل مع متطلّبات محاربة الإرهاب والالتزامات الدولية، واستئصال شأفته وإعادة مكانة اليمن السابقة في المجتمعات الخارجية، بعد أن خدشتها الأعمال والجرائم الإرهابية لهذه الجماعات الإرهابية والتنظيمات التكفيرية والمذهبية.
n.albadwi2013@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق