كتاب مغلق
بقلم: عبد القادر كعبان
لا أدري إذا كان ممكنا أن أسمي ذلك الإحساس
حبا.. ما معنى الحب يا ترى؟.. سؤال يراودني كلما لمحته من بعيد.. يتسامر مع بعض
صديقاته.. يلقبه شباب الكلية بمهند التركي.. يجب أن أقول إنني محظوظة لأننا من نفس
الفوج.. أتذكر تلك اللحظة حينما ابتسم في وجهي.. دخلنا الى المدرج.. لم أستطع
متابعة المحاضرة لسبب واحد.. وجدت نظرات عيونه تغازلني.. انتهت الحصة.. خرج الطلاب
كلهم.. بقيت معه لوحدنا أخيرا.. وقفت أنتظر منه أن يقول شيئا، فأنا لم أدر ما
أقوله.. نحن لا نتحدث أبدا.. ظل هو مبتسما.. حملت كتبي و هممت بالخروج.. و أخيرا
قال بنبرة حنان:
-أنشرب شيئا في الكافيتيريا؟
سألته بنبرة جافة:
- ماذا تريد مني تحديدا؟
رد ببساطة:
- الصداقة لا أكثر..
لم أكن أصدق ما طلبه مني.. جمدت لدقائق وراء
يدي اللتين أسندتا كتب الأدب الى صدري.. لم يخطر لي يوما أن أجلس مع شاب في
الكافيتيريا لوحدنا.. لطالما كنت سخرية لبنات الكلية.. دائما كنت أجلس وحيدة..
أنهمك في قراءة رواية أو كتاب.. لأول مرة ينجلي اضطرابي كأنثى.. جاء صوتي مرددا:
- هيا بنا..
أحسست بسعادة تغمرني و نحن نتحدث.. شربت كوبا
من العصير.. كان اعجابه بشخصيتي واضحا.. الجميع يظنني متعجرفة و مريضة نفسيا..
أربكتني صراحته في البداية لكن عفويته أشعرتني بالأمان.. خرجنا سويا الى نهاية
الشارع الرئيسي.. بقينا صامتين.. الصمت أعطاني فرصة لمزيد من الاحساس بالفرح..
قررت ركوب الحافلة للعودة الى المنزل.. تدافع الجميع للركوب.. جلست قرب نافذة
قريبة.. لوح لي بديه مبتسما.. بدت لي مفاجأته غريبة و شهية في غموضها اليوم..
تخيلته قد فتح كتابا مغلقا، لم تفصل أوراقه عن بعضها البعض منذ زمن..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق