2014/12/26

نظرة في الأدب والسينما بقلم: مصطفى حامد

نظرة في الأدب والسينما 
بقلم: مصطفى حامد
هناك العديد من الروايات التي تحدثت عن المعاناة وهموم الناس في واقعها اليومي في مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير وقد أثرت في وجدان الشعب وفكره وعقله وكان لها أثر في هذه الانتفاضة والرفض لهذا النظام الديكتاتوري . الأدب .. والفن السينمائي الواقعي الفن السينمائي قائم على الأدب، وذلك لأن الفن السينمائي يمثل تجسيد للنص الأدبي أو حينا أخر تطويع للعمل الأدبي، كما نرى في الروايات التي تتحول إلى أفلام سينمائية لتعرض على شاشات التصوير المتحرك أمام الجمهور .. ويمكن أن نقول ان الفن يحتاج للأدب وليس العكس .. والسيناريو هو نص إبداعي أدبي يمثل حالة وسطية بين العمل الأدبي المكتوب )المقروء و المتخيل ) وبين الصورة المعروضة على الشاشة بالشكل الثلاثي ( المرئي والمسموع والمتحرك ) وإن كان هناك من يرى أن السيناريو ليس عملًا أدبيًا من الأساس. ووجدنا الكثير من السيناريوهات التي قدمت الواقع بصورة ثورية لتغيير هذا الواقع ورفضه ومثل هذه السيناريوهات "، هي فوضى " تأليف ناصر عبد الرحمن الذي تحدث عن تجاوزات الشرطة وإخراج المبدع يوسف شاهين وتلميذه خالد يوسف.. وسيناريو فيلم "حين ميسرة "، الذي ناقش قضية المهمشين والفقراء في المساكن العشوائية. وكان هناك العديد من الروايات التي تحولت إلى أفلام سينمائية وأول رواية تطرأ على الذهن في هذا الصدد هي رواية ،"عمارة يعقوبيان" للأديب علاء الأسواني التي ترجمت إلى 27 لغة وإلى فيلم سينمائي به العديد من النجوم عام 2006، وقد تجاوز الـ 20 مليون جنيهًا من سيناريو وحيد حامد، وإلى مسلسل لم يكن أقل نجاحًا من الفيلم السينمائي من سيناريو عاطف بشاي، وهي رواية ناقشت العديد من القضايا مثل الفقر فنجد الفتاة الفقيرة التي تبحث عن المال لإخراس لسان أسرتها وابن حارس العقار، الذي أراد دخول إحدى الكليات العسكرية ومنعه من ذلك أن أباه حارس عقار. وينضم للتيار الديني المتشدد ويكون التطهير في النهاية بقتله بجانب أحد رجال أمن الدولة .. وكمال الفولي الذي يمثل فساد السلطة هذا بجانب صور التعذيب والتنكيل وتلفيق التهم للأبرياء ولو ربطنا بين ذلك واختيار عيد الشرطة يوم الخامس والعشرين من يناير كان للتظاهر لكسر اليد الباطشة وإعتراضا على سياسات الأجهزة الأمنية .. يكون خير دليل على أن الفن السينمائي الواقعي كان مرآة عاكسة للشعب المصري ومعاناته الأدب والفن السينمائي وجهان لعملة واحدة يعكسان صور المجتمع بفرحه و حزنه. فبالنظر لمرحلة ما قبل الثورة والفن السينمائي نجد كيف كان الفن السينمائي تجسيد للواقع الأليم للشعب المصري وكيف غير الأدب والفن من عالمنا المظلم الذي كنا فيه وكيف كان بحق أداه اجتماعية ثورية وتوجيه المصريين للثورة، وهنا يذكر البعد الرمزي لمشهد هتافات الشباب داخل الزنزانة من فيلم هي فوضي وهم يقولون : عمر السجن ما غير فكرة عمر القهر ما أخر بكرة ابني فى سور السجن وعلـي بكــرا الثوره تشيل ما تخلي.

ليست هناك تعليقات: