2014/12/07

مكالمة هاتفية من الزعيم.. قصة بقلم : جمال إفولكي



مكالمة هاتفية من الزعيم
بقلم : جمال إفولكي

كنت جالسا صباح هذا اليوم أمام شاشة حاسوبي كعادتي الصباحية حين رن هاتفي المحمول . عندما أجبت صعقت من هول المفاجئة : كان المتصل الفنان العربي الكبير عادل إمام ....  لم أصدق ما يقع لي ... الفنان عادل إمام شخصيا يهاتفني ، أنا ؟؟؟

و الفنان المصري الكبير متواجد منذ أمس هنا في مدينة مراكش بمناسبة مهرجان السينما المنعقد في دورته الرابعة عشرة و الذي أصبح يحظى بتغطية إعلامية دولية نظرا لتواجد كم كبير من رموز الفن السابع من مغاربة و عرب و غربيين . لا أخفيكم أنني كنت جد مسرور بتلقي مكالمة هاتفية من الزعيم عادل إمام شخصيا ... كل عربي يحلم بتلك اللحظة ، و لكن و بمجرد انتهاء المكالمة ، خيم علي حزن كبير و قذفت بهاتفي المحمول بعيدا عني و جلست مطرق الرأس غارقا في أفكاري . فعوض أن أفرح بتلك المكالمة التاريخية أصبت بخيبة أمل كبيرة.

في تلك اللحظة دخل إلى غرفتي صديق عمري  الذي وجدني على تلك الحال و سألني :

هو : ما بك يا جعفر حزين ؟ هل أصابك مكروه ؟

أنا : لقد تلقيت لتوي مكالمة هاتفية من الفنان العربي عادل إمام أحزنتني .

هو ( غير مصدق ما يسمع ): ماذا ؟؟؟ ماذا تقول ؟؟ مكالمة هاتفية من ... عادل إمام ؟؟ تقصد ... الفنان المصري الكبير؟

أنا : أجل . هو بعينه .

هو : و هل لأن الزعيم تواضع و هاتفك تحزن ؟ يا لك من مخبول ... يجب عليك أن تفر ح و تطير من الفرح . كم من عربي يحظى بشرف تلقي مكالمة هاتفية من الزعيم ؟  فتلك فرصة يحلم و يتشرف بها كل شخص.

أنا : يا ليته ما هاتفني ... يا ليته ما هاتفني ...

هو : لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ... أكيد أنت مجنون و يجب أخذك لمستشفى الأمراض العقلية بأقصى سرعة ... يا بهيمة ، لماذا تحزنك مكالمة هاتفية من أحد رموز الفن العربي ؟ ...  آآه لو هاتفني أنا عوضا عنك لطرت من الفرح.

أنا ( صمت )

هو : لتوضح لي الأمر قبل أن أجن . لماذا يهاتفك الزعيم أنت الشخص العادي الذي لا علاقة له بالتمثيل  أو الإخراج ؟ لست من عائلته و لم يسبق أن التقيت به من قبل ...أنت مجرد سائق تاكسي و لست بفنان .

أنا : سأحكي لك قصتي مع الزعيم : مساء أمس الجمعة، و مباشرة بعد خروجه من حفل تكريمه هنا بالمهرجان في يومه الأول، صدمت بسيارتي التاكسي السيارة التي كان يركبها الممثل عادل إمام .

هو : ماذا ؟ صدمت سيارته ؟؟

أنا : أجل ... و كي أزيد الطين بلة ، هربت بفعلتي مباشرة بعد ذلك .

هو : هربت مباشرة ؟ ( ساخرا ) و أكيد كنت فرحا منتشيا  بهروبك ... يا لك من مجنوووون .

أنا : و ما أدراني أن السيارة التي صدمت تقل الزعيم عادل إمام ؟ لم أكن أعرف ... و يبدو أن أحد الأشخاص الذين كانوا متحلقين حول سيارة الزعيم  قد تعرف علي . و لكي يظهر شهامته و مروءته و ربما أخذ صورة تذكارية مع الزعيم أعطى رقم هاتفي المحمول إلى الزعيم الذي هاتفني منذ لحظات.

هو : و ماذا قال لك الزعيم ؟

أنا : و ماذا عساه يقول لي يا مخبول ؟ ( ساخرا ) هل تريده أن يشكرني لأني صدمت سيارته و هربت بفعلتي ؟؟ ...

( جادا ) لقد عاتبني و أخبرني أنني تسببت في  خسائر فادحة بالسيارة التي كان يستقلها و أنه يجب علي أعطاء سائقها المال ليصلح الأضرار.

هو : كلام معقول . قم بإصلاح السيارة يا غبي و اغتنم الفرصة و اعتذر من الزعيم و خذ صورة تذكارية معه . هذه فرصة لن تعوض .

أنا : أجننت ؟

هو : هل جننت لأني أقول لك بأخذ صورة تذكارية مع الزعيم ؟

أنا : بل جننت لأنك تنصحني بإصلاح أضرار السيارة . فأنت لا تعرف المبلغ الذي يطالبني به صاحب السيارة المتضررة .

هو : لا يهم المبلغ ما دام ستأخذ صورة تذكارية مع الزعيم و تكلمه مباشرة . ( يبتسم ) و أكون شاكرا لو تكرمت و أخذتني معك لمقابلة الزعيم كي أتمكن أنا أيضا من أخذ صورة تذكارية معه أتباهى بها أمام خطيبتي .

أنا : إن المبلغ المطلوب مني  يا صديق عمري و حبيبي الذي يريد التباهي أمام خطيبته هو ألف يورو ... فقط ، هل تفهم ؟ ألف يورو لإصلاح ما تسببت فيه من أضرار . و أنا لا أملك في جيبي سوى 20 درهما فقط .

هو : ألف يورو ؟ إنه مبلغ كبير و كبير جدا بالنسبة لسائق مثلك فقير و معدم.

أنا : هل فهمت الآن سبب حزني رغم أني تلقيت مكالمة من الزعيم عادل إمام ؟ أنا أتشرف بمكالمته و أعتز بها و لكن أتهرب من مقابلته نظرا للخسائر المادية الكبيرة التي ستلحق بي .

هو : فعلا شيء لا يصدق و غريب ... و ماذا تنوي فعله ؟ أعتقد أنك لن تفلت من إصلاح السيارة .

أنا : كما قلت ، لن أستطيع الهرب طويلا دون إصلاح ما أفسدته .

هو : اغتنم إذا هذه الفرصة و اذهب إلى الزعيم  و خذ معه صورة تذكارية ...

أنا ( مقاطعا  صديقي و ساخرا ) : صورة تذكارية أتفاااااخر بها أمام عائلتي و أصدقائي و أقول لهم أني حظيت بشرف صدم السيارة التي كان يستقلها الزعيم عادل إمام  و هروبي مباشرة بعد فعلتي، أليس كذلك ؟ (  بجدية ) أغرب عن وجهي و أتركني لهمي ...


ملحوظة:
( قصة من وحي الخيال و لا علاقة لها بالواقع . و لكن الفنان العربي الزعيم عادل إمام متواجد فعلا هنا بمدينة مراكش لحضور تكريمه و متابعة فعاليات المهرجان السينمائي المنعقد بمراكش في بحر هذا الأسبوع )

ليست هناك تعليقات: