فوز د. مصطفى عطية في مسابقة مركز جيل للدراسات- الجزائر
فاز د. مصطفى عطية جمعة في مسابقة مركز جيل للدراسات العلمية والأدبية في الجزائر العاصمة ، وكان بحثه بعنوان " تلقي النقد العربي للنقد الغربي " ، وقد نشر البحث في المجلة الدولية المحكمة الصادرة عن المركز في عدد خاص ، صدر في يناير 2015م .
ويسعى الباحث في هذا البحث أن يثير نقاشا وأسئلة أكثر من تقديم إجابات ، فالإجابات لن تكون حاسمة، بينما النقاش يضع القضية في بؤرة التفكير ، ودائرة الاهتمام ، وهي التي تظهر حينا على استحياء أو بصيحات تمرد ،
ثم تخبو مع كثير من القضايا في حياتنا التي تشتعل ثم تنطفئ، دون الوصول إلى تصور مكتمل أو رؤية محيطة .
لا يدّعي الباحث - في هذا البحث - شرف الإحاطة بالقضية ، لأنها أكبر من واقعه ، مثلما هي أكبر من صفحات البحث ذاته ، وإنما يعيد تسليط الضوء على لّبها الشائك ، الذي هو لب النقد العربي المعاصر ، والمتمحورة حول تأثير النقد الغربي على النقد العربي ، وما يتصل بذلك من أسئلة تتعلق بالهوية ، والتراث ، ومن قبلهما الإبداع ذاته .إن المشكل في القضية أن الكل يتحدث فيها دون حسم رؤيوي ، فمنذ النهضة الأدبية العربية الحديثة إلى يومنا ، والجدل يشتد كلما أُعلَن عن مذهب جديد ، يتضمن شعارات صادمة - أولا - لمن تآلفوا على مفاهيم ومناهج وآليات سابقة ومستقرة وهؤلاء تشكلوا نقديا على الفكر النقدي الغربي ، ولكنهم لم يطوّروا معارفهم ، واكتفوا باجترار ما عرفوه وأتقنوه ، وهي صادمة – ثانيا - لمن انعزل منذ البداية ، فاتخذ موقف المعارضة الرافضة لكل ما هو جديد ، فلا لشعر التفعيلة ، وحرام لقصيدة النثر ، والعداء لما يسمى بالحداثة ومناهجها النقدية ، وطبعا تكفير ما بعد الحداثة وما نادت به من سقوط اليقينيات وموت المؤلف وآليات التفكيك . بالطبع، هناك المرحّبون دائما بكل جديد . وعندما نتأمل ما يعلنونه وما يطبقونه نكتشف أن المسألة لا تعدو عن كونها شعارات صحفية أكثر من كونها مناقشة منطقية ، وتعاط ثقافي . وهي ردود متوقعة ، فأي ظاهرة أو ظواهر دائما تواجه بالرفض أوالقبول المشروط أوالقبول التام ، ولكن الإشكاليات النقدية لا يمكن مناقشتها ضمن عناوين أو شعارات ، وهذا للأسف مأزق النقاش الحقيقي ، وإنما النقاش العلمي يحتاج إلى طرح نهج مؤصل ، بشكل علمي ، يضع معايير وأسسا ونقاطا ، وهذا ما تناوله المبحث الأول الذي يحاول أن يضع نهجا يتلخص في اتخاذ نهجين لدراسة القضية : نهج التلقي ونهج التناص ، وكلاهما مرتبط ببعضه ، فالتلقي إنما يعني بكيفية الاستقبال والفهم ضمن المعطيات والظروف التاريخية والمجتمعية ، والتناص ينظر إلى النصوص ذاتها التي تم التأثر بها، وجعلها مرجعية للتفاعل والتأثير . أما المبحث الثاني فيتطرق إلى مناقشة كتاب يعد من أبرز الكتب التي نظرت إلى رحلة النقد العربي وتعاطيه مع النقد الغربي ، وأوجه تلقيها له ، والنصوص التي وضعتها للنقاش وتصورهم للتاريخ والواقع النقدي المعاصر . أدعو الله أن يكون هذا البحث قد حرّك المياه الراكدة حول تلك القضية ، وأدى إلى طفوها على السطح ، كي تتأملها العيون والعقول ، ومن ثم تشارك في نقاش الأسئلة المطروحة .
تحميل عدد المجلة لمن يرغب في الاطلاع على البحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق