بقلم: عبد القادر كعبان
الأديبة السورية هيفاء بيطار من بين الأسماء
الروائية و القصصية الجريئة بنصوصها التي تلفت الإنتباه من أول يوم تصدر فيه عملا
جديدا خصوصا أنها تختار عناوينها بعناية فائقة كروايتها الأخيرة "إمرأة في
الخمسين" الصادرة عن دار الساقي (لبنان) لنجدها تتحدث عن نموذج نسائي كما
عرفناها سابقا بلغتها الإنسيابية التي لا تخلو من عنصر التشويق.
تحمل الرواية في ثناياها قصة إمرأة في عقدها
الخامس تعمل كصحفية و هي في نفس الوقت مطلقة يجمعها القدر مع ناقد نال الكثير من
الجوائز و هو رجل يدعي انحيازه للدفاع عن المرأة و حقوقها المهضومة، لكنه داخليا
على عكس ذلك فهو يحتقرها و يسعى لإبتزازها. خطته تنجح في نهاية المطاف لإصطياد
فريسته الصحفية حينما يفتح لها قلبه في حوار ليسرد من خلاله تجربته الخاصة و يكون
ثمن ذلك الحوار ليلة حمراء يلبسها ثوب الندم.
"إمرأة في الخمسين" رواية أنثوية
بإمتياز حيث تسعى المبدعة هيفاء بيطار من خلالها إلى رسم ملامح المعناة لكثير من
النساء ممن بلغن سن الخمسين و الذي تعتبره الروائية بدورها سن التحرر و الإنعتاق
من الأوهام مستنكرة تلك النظرة الغير المقبولة من المجتمع على وجه العموم و الرجال
بشكل خاص.
تؤسس البطلة "فابيولا" جمعية
للنساء تجتمع فيها كل إمرأة خمسينية أو من تجاوزت ذلك السن محاولة منها مساعدتهن
على ترميم جراحهن بعدما وقعن ضحايا في هذه الحياة. حاولت الكاتبة أن ترتكز في
عملية السرد عموما على تكنيك البوح و المكاشفة و الإعتراف لتقديم دروس و عبر
للأخريات.
هذا العمل الروائي يستحق القراءة لما يعكسه
من واقع معاش لا تزال ضحيته تلك
"الأنثى" سواء كانت مثقفة كبطلة هيفاء بيطار أو كانت على عكس ذلك كما لا
يخفى ذلك الصراع بين العواطف البشرية المتناقضة بشكل عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق