2015/01/26

جنجويد لـ علا حسان عمل روائي ضخم وخطير


جنجويد لـ علا حسان عمل روائي ضخم وخطير

ترأس الناقد الدكتور شريف الجيار رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة العامة ندوة لمناقشة رواية "جنجويد" للكاتبة علا حسان الصادرة عن دار أطلس للنشر ، وذلك بمقر اتحاد كتاب مصر، وفي نقده للرواية تحدث قائلا: "جنجويد" للكاتبة علا حسان عمل روائي ضخم، هي رواية المخطط بل رواية فضح المخطط الموجود في الجنوب، وفي العمق هي رواية سياسية حساسة للغاية ذات محيط سردي جاد، تطرح الانقسام المجتمعي في مصر وما يتعرض له الشباب من عدم التحقق، أضحت مصر ومجتمعاتنا في عالم علا حسان مجتمعات طاردة للمواهب والأفكار الجديدة، بلاد تضع قيودا على مواهب الشباب ، بلاد مصدرة للموت ولعالم المخيمات على الحدود في دول العالم العربي.

الكتابة في الرواية بصرية حيث تعطي الكاتبة للقارئ فرصة أن يرى ما يراه البطل ورفيقه في السودان، رأيت السودان ورأيت الخرطوم ورأيت دارفور والمتمردين والجنجويد والانقسام كل ذلك رأيته عبر مشاهد الرواية التي تبدو سينمائية بامتياز، والوصف اثنوجرافي يتسم بالدقة الشديدة في وصف المكان ، وأنواع الطعام والعادات والتقاليد في السودان ، وتوضح الثراء في السودان والمنطقة الإفريقية وهي رواية مهمة لتوجه السياسات العربية نحو الجنوب الإفريقي واننا كان يجب أن تتجه مصر نحو الجنوب وليس نحو الشمال وهذا هو ما تفعله الدولة المصرية الآن.
هي رحلة من الضياع المجتمعي إلى الموت ، وهي رمز لكل من تمنى أمنية ولم يحققها في وطنه وخارج وطنه.
السارد في الرواية هو عين الكاميرا يصف للقارئ خيرات السودان وأن السودان يمتلك مقومات دولة كبرى، ليحدث الوصف مفارقة ما بين الوضع الكامن في السودان وما بين المأمول .
جنجويد رواية خطيرة وليست من الروايات السهلة، على السطح تبدو أنها رواية
شاب بسيط يطمح لأن يجب ويتزوج ولكنها رواية وطن تعرض للتشرذم والانقسام.
تفضح رواية جنجويد المؤامرة الصهيونية تجاه مصر وإفريقيا والعالم العربي من أجل مصلحة إسرائيل. وتجسد أزمة غرب السودان وترصد المشكلة الاثنية في جنوب مصر وكيف تستغلها الصهيونية المتآمرة لتفتيت المنطقة إلى دويلات.
ورواية جنجويد جرس إنذار بأن التهديد الحقيقي للشرق الأوسط يبدأ من جنوب مصر وليس من الشمال، تكشف الرواية كيف يعبث الغرب بنا ويحول حياتنا من حياة الأمن والاستقرار إلى حياة التقسيم والمخيمات.
هي رحلة فارس الذي لم يكن فارسا في يوم من الأيام ، رواية تمردت على قصة الحب التقليدي للشاب المصري والشاب العربي ، بدأت بالموت النفسي والمعنوي وانتهت بالموت، ويحسب للرواية أنها سبرت الأغوار وأفادت من أدب الرحلات.ويختتم الدكتور شريف الجيار رؤيته النقدية للرواية بقوله: الرواية تقول لنا اتركوا الأجيال تفكر وتتمرد وتحقق أحلامها وإلا سيتمرد الابن على الأب وعلى التقاليد وسيهاجر إلى دول أخرى فيترك أزمة في مصر ويغادر إلى أزمات في دول أخرى.