فؤاد قنديل
لكى نجيب على السؤال لابد أولا أن تكون لنا نفوس خالية من العقد والأحقاد ، وأن نتمتع ببعض الموضوعية مع خبرة كاملة بأحوال مصر خلال الأربعين عاما الماضية ، وقد بدأ الرئيس الجديد حكمه بلقاءات عديدة مع شرائح مختلفة من الشعب خاصة المفكرين والعلماء ورجال الأعمال والأقباط و الإعلاميين والفلاحين والعمال والشباب ، وحرص على التأكيد على عدة أمور أساسية هي :
1 – أهداف ثورة يناير هى المطالب الرئيسية التي لا تحويل عنها.. العدالة الاجتماعية . الحرية والكرامة والقضاء على الفقر.
2– مصر لن تنهض إلا بجهد أبنائها ودوره كرئيس سيتجلى في محاولته استثمار جهد المصريين في مشروعات نافعة قادرة على نقل البلاد من حال إلى حال.
3– اختيار كل القيادات والمسئولين على كافة المستويات طبقا للكفاءة والنزاهة والإخلاص والصدق ولا يوجد أى معيار آخر.
4– الشعب كله سواسية أمام القانون ولا أحد فوقه مهما كانت مكانته .
5- القدوة الصالحة هى السبيل للتطوير وترشيد المسارات والقضاء على الفساد يجب أن يطال الكبار أولا.
6– الحريات الكاملة مكفولة ما لم يتم مخالفة القانون.
7 – لا مصالحة مع من أضر بمصالح الشعب وقتل ودمر وخرب .
8 - أكد أن أسلوبه يقوم على المصارحة والمواجهة .
وعلى الأرض بدأ السيسي بطرح رؤيته للتطوير وتتمثل في أهمية تشغيل العاطلين وتحسين التعليم والاهتمام بالزراعة والتصنيع والتدريب ، والعمل على تنفيذ عدة مشروعات كبري ، منها : قناة السويس الجديدة . منخفض القطارة . تعميرالساحل الشمالى الغربى للجمهورية . ترسيم حدود المحافظات . زراعة أربعة ملايين فدان . إنشاء ثلاث محافظات جديدة هي العلمين ووسط سيناء وسيوة وممر التنمية. توفير الطاقة الشمسية والنووية .
بدأت المشروعات بالقاطرة المهمة التى ستكون مفتتح تعمير سيناء التى غابت عنها الحياة على مدى ثلاثين عاما ، وتتمثل في بدء حفر قناة السويس الجديدة والموازية للقديمة والقنوات الفرعية وكل منها على شكل حرف " يو" داخل سيناء بطول ضلع نحو ثلاثة كيلومترات تنشأ عليها مدن سياحية وشواطئ ومصانع حديثة وتجمعات سكنية ومخازن حبوب ومراكز بحثية ومزارع سمكية ومصانع بتروكيمويات وسيارات وخدمات بحرية للسفن وصناعة الحاويات وغيرها ومن المحتمل أن توفر مليون فرصة عمل .
ورأي حتمية أن تكون الأموال اللازمة لحفر القناة الجديدة مصرية بالكامل فأصدر قرارًا ينص على أن تعهد هيئة قناة السويس بضمان وزارة المالية إلى كل من البنك الأهلي المصري، وبنك مصر، وبنك القاهرة، وبنك قناة السويس، بإصدار شهادات استثمار متعددة الفئات وتودع حصيلتها في حساب الهيئة لدى البنك المركزي المصري، ويتم الخصم على هذا الحساب في حالات الاسترداد وصرف العائد والاستحقاق ، وقد أقبل عشرات الآلاف من المصريين على شراء الشهادات واستطاعوا في مبادرة تاريخية تجميع 64 مليار جنيه في ثمانية أيام ، ليبدأ الحفر بالفعل في السادس من أغسطس 2014 ويستمر لمدة سنة لتبدأ القناة الجديدة عملها في السادس من أغسطس عام 2015 ، وتشترك في الحفر أربعة وستين شركة مقاولات كانت متوقفة تقريبا عن العمل بالإضافة إلى تشغيل 25 ألف عامل ، وتتابع الجماهير العمل الجاد الذي يستمر 24 ساعة يوميا ، وقد حفزت النتائج المدهشة على تحفيز الجماهير ورجال الأعمال للنظر بعيون جديدة لكيفية العمل في منظومة واحدة متعاونة ومنسجمة بما يحقق عوائد طيبة
ومن القرارات المهمة قرار ينص على أهمية دعم محاور التنافسية ومنع الممارسات الاحتكارية، وإتاحة حرية ممارسة النشاط الاقتصادي، تحقيقا للتنمية الاقتصادية وحفاظاً على مصالح كافة أطراف السوق من منتجين وصناع وتجار ، كما أصدر قرارا بأن يكون الحد الأقصى لما يتقاضاه موظفو الحكومة ووحدات الإدارة المحلية والهيئات العامة والقومية الخدمية والاقتصادية وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة والعاملين بقوانين وكادرات خاصة، هو 42 ألف جنيه شهريا، ما يمثل 35 ضعفا من الحد الأدنى، 1200 جنيه
ومن أجل تحقيق التنمية المنشودة على كل الأصعدة ووقف هجرة العقول المصرية، والعمل على نقل التكنولوجيا الحديثة من الخارج لمصر، وذلك بالتوازي مع رعاية البحث العلمي والاهتمام بالابتكارات المصرية القابلة للتنفيذ والمُجدية اقتصاديًّا أصدر الرئيس قرارًا جمهوريًّا بتشكيل مجلس استشاري من كبار علماء وخبراء مصر، يتبع رئيس الجمهورية، ويسمى بـ«المجلس الاستشاري لعلماء وخبراء مصر»، يضم «الدكتور أحمد زويل، والدكتور مجدي يعقوب، والدكتور نبيل فؤاد، والدكتور فيكتور رزق الله، والدكتورة ميرڤت أبوبكر، والمهندس هاني عازر، والمهندس هاني النقراشي،وغيرهم .كما أصدر السيسي قرارا بتشكيل صندوق التكافل الزراعي بحيث يساعد الفلاحين في كل شيء من أجل زيادة الإنتاجية وتذليل العقبات وتيسير كل ما يلزم لتدفق المحاصيل وتحقيق الاكتفاء الذاتى ، وأصدر قرارا بالتأمين الصحى لكل الفلاحين
بما يشعرهم أنهم من الأعمدة الأساسية البناءة ومن حقهم الرعاية والحماية ، وفي إطار ذلك طالبهم بمزيد من الجهد موضحا أن عددهم 51 مليون في حين أن إنتاجهم 14% من الناتج القومى والمفروض أن يكون نصف الناتج على الأقل .
وكان موفقا في تشكيل لجنة للإصلاح التشريعى ولجنة للإعداد للإنتخابات من كبار القضاة والمستشارين ، والتفت إلى الشباب فأصدر قرارا بتعيين أربعة مساعدين منهم لكل وزير ولكل محافظ ، أما ترسيم حدود المحافظات خاصة الصعيد ففكرة غاية في الأهمية لأنها تمهد للامركزية وتضيف لكل محافظة آلاف الكيومترات شرقا وغربا حتى تتمكن من بناء المشروعات وتشغيل العمالة والاستقلال المالى ومن ثم تخفيف العبء عن القاهرة ووقف الهجرة إليها أو تخفيضها .
مشروعات كثيرة بدأت وأخرى تحت الدراسة مثل آليات تنظيم الخبز وتوفيره و إنشاء 3200 كيلومتر من الطرق و التحمس لتطوير السكك الحديدية وإنشاء مدن المطارات ، لكننا لم نلمس جهودا واضحة لتطوير التعليم وهو الظهير الحقيقى لكل تنمية وهو منتج البنائين ومن المهم الإشارة إلى بدء مناقشة المشاركة السياسية للشباب ، لكننا لم نسمع عن دراسات تتولى أمورا عديدة مثل الفساد وهو المرض الأول الذي تعانى منه البلاد ، ولم نقرأ عن مبادرات للتطوير الصحى ولا للاعتماد على الخبراء المصريين في التعدين خاصة أن الأجانب ينهبون ثرواتنا ، ولم يقل كلمة واحدة عن البيروقراطية وهي الأرض الخصبة للفساد ولا عن محو الأمية وهي أساس كل جهل وعقبة كؤود في طريق الوعى.. على أية حال فما زلنا في الشهور الثلاثة الأولى ورغم المشهد الإيجابي المشجع فيتعين إرجاء الحساب حتى مرور عامين، ومع ذلك فالفيس بوك يحفل بالمعارضين والمعلقين الذين يسخرون من كل شيء مثل دعوته لاستخدام الدراجات واللمبات الموفرة إلى الشك في وطنية كل من اشترى شهادات القناة بحجة أنهم غير معنيين بالوطن لكن شاغلهم العائد ويغضون الطرف عن أية إضافات أو مبادرات أواقتحامات للركود والفقر وسوء الخدمات ، وأتذكر بهذه المناسبة إهداء طه حسين لكتابه " المعذبون في الأرض " حيث يقول : إلى الذين لا يعملون ويؤرقهم كل من يعمل " ، ومثل هذا قاله البسطاء : لا بيرحم ولا عايز رحمة ربنا تنزل.
هناك تعليق واحد:
سبحان الله دلوقت أحوال مصر في أربعين سنة!!! يعني مما كنتشي سويسرا يعني ولم يتم الصبر علي رئيس أتم سنة بالعافية مع عدم تعاون أي أحد معه علي الإطلاق بل علي العكس تماماً، ومع إن أصل الفساد صاحب هزيمة 67 وغيرها
الأمور ايها الكاتب الرافض للآخر من سيء إلي أسوا، أمر مشهود يعلمه الجميع
نسأل الله تعالي ان يحشرك معه
آمين يا رب العالمين
إرسال تعليق