2014/03/10

ذِكْــــرَيَاتُ الصَّحْرَاءِ الأوْلَى.. شعر: سَعْد جَرْجِيْس سَعِيْد



ذِكْــــرَيَاتُ الصَّحْرَاءِ الأوْلَى
 سَعْد جَرْجِيْس سَعِيْد
مِثْلَ السَّحَابَةِ حِيْنَ تَأْخُذُهَا الرِّيَاحْ
شَيْئَاً فَشَيْئاً ...
غَابَتِ الخَيْلُ المُغِيْرَةُ فِي الصَّبَاحْ
غَابَتْ ...
فَظَلَّ وَرَاءَهَا الفُرْسَانُ ...
يَحْتَرِفُونَ بَيْعَ سُرُوْجِهَا
وَيُخَبِّئُوْنَ سُيُوفَهُمْ
لِيُهَادِنُوا الشَّيْطَانَ عَنْ نَزْعِ السِّلاحْ!
مِسْكِيْنَةٌ صَحْرَاؤُنَا
كَانَتْ بِهَا لُغَةُ الصَّهِيْلِ ...
فَأبْدَلُوهَا بِالنُّبَاحْ
مِسْكِيْنَةٌ ...
الرِّيْحُ تَمْلَؤُها مَزَامِيْراً ...
لليلِ السَّاهِرِيْنَ عَلَى الجِرَاحْ
وَتَمُدُّ إعْصَارَاً مِنَ الأنْفَاسِ ...
نَحْوَ خِيَامِ مَنْ سَكَنُوا البِطَاحْ

وَطَنِي ...
 تُنَادِيْكَ الصَّحَارَى كَيْ تَعُوْدَ
لِتَمُدَّ سَعْفَكَ حَيْثُ مَا تَهْوَى الرِّمَالْ
مِنْهَا طَلَعْتَ ...
 وَكَانَ نَخْلُكَ وَاحَةً
وَالخَيْلُ طَائِرَةً يُبَارِيْهَا السَّرَابْ
كُنَّا نَرَى فِيْ الرَّمْلِ أوْطَانَ الخُلُوْدْ
لكِنَّمَا الفُرْسانُ قَدْ هَجَرُوا الصَّحارَى ...
 واقْتَفَوا مُدُنَ البَرُوْدْ
عَطْشَى نِيَاقُ العُرْبِ ...
واحْتَشَدَتْ ثَمُوْدْ
فَمَتَى تَعُوْدْ
وَطَنِي ...
 تُنَادِيْكَ الصَّحَارَى ...
عُدْ لَهَا
وافْتَحْ طَرِيْقَ الرَّمْلِ ...
كَي نَمْشِي إلى رَبْعِ الجُدُوْدْ
يا نَحْنُ... أينَ وَكيْفَ خَبَّأْنَا ...
الدَّمَ العَرَبِيَّ ؟ ...
هَلْ بِعْنَاهُ كَيْ نَبْنِي الحُدُوْدْ
يا نَحْنُ ...
أطْفَأْنَا لَهِيْبَ الرَّمْلِ فِيْ ثَلْجِ النُّهُوْدْ !
بِئْرَانِ فِي تلك الرِّمَالِ ...
وَشَوْكَتَانِ ...
 وَدَلْوُنَا
تَدْلُو بِهِ الأعْرَابُ كَيْ تَسْقِي اليَهُوْدْ
                                             
  15- تموز-2002-الشرقاط
 

ليست هناك تعليقات: