2014/03/22

فى الآخرة قصة قصيرة بقلم: أميرة الوصيف

فى الآخرة 
قصة قصيرة 
بقلم: أميرة الوصيف 

فى بهو الآخرة ,,
أختلس من الزمن لحظة ؛ لألقى بها نظرة على جيرانى الجدد
يالغرابة ما أرى !
الجميع يدور فى فلكه وحسب 
وأنا أمضى تائهة متجاوزة حدود الواقع !
ماذا جرى ؟؟
أرى أناساً شاحبين 
يهرولون خلف أنفسهم فى كهوف مظلمة 
ماذا جرى ؟؟
أتأكل النفس نفسها يوماً ؟!
أيبدد عويلها العمر ؟
أتضيع نكهة العالم الأول بوخزة من جحيم ؟!!


فى بهو الآخرة ,,
إضطربت الرؤية 
الروح على وشك الغثيان !
أحلام ممزقة تزحف أرضاً ؛ للإمساك بحبل الإجابة !
وقلوب مُتعبة حد السماء
ماذا حدث ؟
هل أدمنت الخيال حد الهلوسة ؟!


فى بهو الآخرة ,,
وعلى مسمع النيران 
تشتعل الآهات 
سرادق من هباء بالقرب !
وعزف الصدأ يصول ويجول 
رعشة الضمير تخرج عن السياق !
همهمات أهل الإحتضار كالزوابع لا تهدأ 
وأين أنا من ذلك الطقس غير المحمودة عواقبه ؟ لا أدرى !!


فى بهو الآخرة ,,
حافة الهاوية تحاصر وقفتى 
ولم أعد أجيد حفظ التوازن !
رفقاً بى أيتها الأرض النارية 
فأنا لا أعلم الى أى ملتجأ سأخلد الآن ؟!

ترتبك أقدامى شيئاً فشيئاً 
أنا على أعتاب الجحيم 
الصراط يبدأ بالتصالح 
وقدماى تبارك الأمر 
ومن ذلك الكوكب الأسود 
إلى نافذة يتصدرها هواء بارد 
كإبتهالات جوية صابحة 
يأخذنى المشهد فى عجلة !
يصنعنى فراشة تستوطن زهور الجنة 
سهول من خير وجبال صلوات ورحمة 
ونفحات عطر تغزو الكفر والبهتان 
وأخذت أتساءل 
أ أصدقاء الحب أنتم ؟ 
أم صانعوه ؟!



فى بهو الآخرة ,,
ذكرياتى لا أذكرها !
أحلامى فارقت الجفون 
وهواجسى لم تعد تشغلنى !
قلم مُلقى على أرض الميعاد 
أسارع لإلتقاطة 
فأجده ظن لا أساس له !
ووسادة بأحد الأسِرة 
تنام فى أمان 
وأخطو بإتجاهها 
فألمسها خيال !!



فى بهو الآخرة ,,
أتأمل 
أفكر 
وأطرق لعمر زمنى لا أعلم مداه !
لكنى أهرب مما أراه 
أهرب خجلاً
وأذوب من هول المفاجأة 
أبهذة السرعة أحتضننى الرب فى جولتى 
التى طالما أردت إستدراكها ؛ مبرمة عقد التأجيل !



فى بهو الآخرة ,,
تبدو الحقيقة واضحة 
ونبدو نحن مذبذبون 
لطالما أدمنا القناع
وتلحفنا بغطاءات الزيف
إلى أن بات وطننا هذا مدهشاً لنا بما يكفى !!


فى بهو الآخرة ,,
للظلم لعنات , وعذابات , وبقايا روح ضائعة ؛ تعبث بأوراق الحساب .
جنين الهدى يُخيم على دار الفناء 
عرائس الشر فى محرقة القيامة !
ومكعبات البِر كالسكر الخالص منثورة بأرجاء الأرض المقدسة .. 


فى بهو الآخرة ,,
يسجد الرضا لرب العالمين 
ويبقى الخشوع لحن لا يُفارق مدن عالمنا الثانى 
حراس الجمال ؛ يقفون على النهر 
يشربون منه 
ويضحكون 
يبادلون كوؤسهم فى رحمة 
وتسترخى أذهانهم من الضجيج !


فى بهو الآخرة ,,
أحاطتنى الدهشة 
وكأن ذاكرتى غفلت عن سواد المنظر 
وأطبقت على لحظاتنا البيضاء

ليست هناك تعليقات: