2014/03/20

اهبك متعة.. قصة: أشرف مصطفى توفيق

اهبك متعة 
قصة قصيرة 
 أشرف مصطفى توفيق
 إنكسرت أشعَّةُ الضوءوشعرت بِهَا وكأَنَّهَا واقفَة بجسدها الْفارع الْممتلئ بلا ترهل رائحتها فِي عبق الْمكان،أهي حقيقَة أم رغبَة لا تكف عن الْمثول، أشعر بأصابعي بين أصابعها فِي عناق حارٍّ!! كنت توقفت بالرواية عند: ( قال تيبينج: أنها السجلات المسيحية الأولي, والتي لا تتوافق معلوماتها للأسف مع الأناجيل التي جمع منها انجيل قسطنطين،قلب صفحات الكتاب حتى وصل إلى منتصفه ثم أشار إلى احد المقاطع " أن انجيل فيليب هو دائماً أفضل واحد نبدأ به ".قرأت (صوفي )المقطع الذي أشار إليه ورفيقة المخلص هي مريم المجدلية, أحبها المسيح أكثر من كل التلميذين واعتادأن يقبلها في معظم الأحيان وقد تضايق باقي التلميذين من ذلك وعبروا عن استيائهم. وقالوا آه ," لماذا تحبها أكثر منا؟".لقد فاجأت تلك الكلمات صوفي, إلا أنها لم تكن تبدو مقنعة." أنها لم تأت علي ذكر الزواج نهائياً "بالعكس" قال تيبينج بالفرنسية ثم ابتسم مشيراً إلى السطر الأول ". إذا سألت أي عالم باللغة الآرامية فسيقول لك أن كلمة رفيقة في تلك الأيام كانت تعني حرفياً الزوجة ) حيث اقعد، توجد حجرية كبيرة عليها حكاية أسطورة " الكأس المقدسة " أنها الكأس الذي استخدمها يوسف الرامي ليجمع فيها دم المسيح التي تساقطت من جسده على الصليب. دونت الأسطورة في شكل قصيدة غير كاملة عن طريق الكاتب الفرنسي Chrétien de Troyes ) الذي ادعى أنه أخذها من كتاب حقيقي أعطاه له رئيسه الكونت Philip of Flanders. شعرت بِهَا المغربية السمراء ،وكأَنَّهَا واقفَة بجسدها الْفارع الْممتلئ بلا ترهل, رائحتها فِي عبق الْمكان ، خمرية متوهجة ،كانت تعرف أني أُعْجِبتُ بِهَا سَعَيْتُ إليها.. فرفضت أن أكون عاشقًا مهزوما! جذبتْني فِي حركَة عُهْر حقيقيَّة؟! قالت: دعك من.. الأهوت، وتمتع بالناسوت، اللَّيْلَة.. استَقْبِلنِي، وسأريك كيف يضيىء عقدى الحجرى فى الظلام؟! قلت : أنا متزوج ؟!. قالت: استلذّ مغامرَةَ الْمرأَة الشّرعيَّة، والْمرأَة الْمرغوبَة؟!! قلت: لا يفعلها إلا يس أبن السيد عبد الجواد فى ثلاثية نجيب محفوظ شرِبْنا فِي نخب (يس ) عبد الْجواد،راجعنا الْمشهد،معًا...فهي قارئَة جيدَة لما يكتبه محفوظ،، والغيطانى، واللبنانيات من "الأديبات".النساء .هي،تستعيد الرِّوَايَة، وأناأستلذ الْفيلم (ففى بين القصرين): (أخذ عبد الْمنعم إبراهيم"يس"، ناديَة لطفي"زَنُّوبَة الْعالْمَة"،وهو سكران طينَة فِي حنطور ودخل بِهَا على زوجته فِي منزل الزوجيَّة – لم يجد مكانًا آخر؟- قِلَّة الْحيلَة– استيقظت زوجته ؟! ترك الزوجَة والعشيقَة معًا فِي عراك !!) قالت: عندي عزف بالفرنساوي على نفس الْمنوال ولكنه حقيقَة لا روايَة خياليَّة،انه،ما فِي مذكرات(برجريت باردو) قارورة السينما الفرنسية أو"ب.ب" كما اشتُهرت،كم هو غريب عالَم نجمات السِّينِمَا!!) هو فضائحها مَعَ الرِّجَال ,فبعد طلاقها من زوجها فاديم غرقت فِي علاقات،مَعَ الرِّجَال فوقعت فِي حُبِّ (جان لوي ترينتيان) الذي كان يشاركها بطولَة فيلم(وخلق الله الْمرأَة) بل إنه،انتقل للحياَة معها وترك زوجته, ثم تعرفت على الْمُغَني (جيلبرت بيكو) وشاركتْه استعراض رأس السَّنَة وتعترف بسهولَة أن قلبها وفراشها قد جمع بين الاثنين!! وأدى ذَلِكَ إِلَى هجر( جان لوي) لها بعد أن ضبطها مُتَلبِّسَة مَعَ الآخر!! وحينما عرفت أن الْمُغَني بيكو يحب عَلَيْهَا أخرى جُنَّ جنونُها، وانتحرت ولكنَّها أُنْقِذت بأُعْجوبَة، ولم تتعلم مِمَّا حدث لها،فارتبطت بالْمُغَنِّي (ساشا) لتغيظ بيكون، وكان ساشا فِي بداياته، فاتَّخذها سُلمًا لِيَصِل للشُّهرَة؟! ولكنَّها كعادتها فِي الْجمع بين الرِّجَال والسقوط فِي حب أبطال الأفلام الَّتِي تشارك فيها وقعت فِي حب (جان شارييه) وبنفس الطريقَة اكتُشِفَت هذه الْعلاقَة الْجديدَة؟! قلت: إنها"ياسين عبد الْجواد– الأنثى قالت: بل هى السيد عبد الجواد نفسه،الأمرعادي،راجع،الْقانون الفرنسى!! إِنِّي أعرف من يجمع بين أكثر من واحدَة.. كان هُنَاكَ عصرٌ يجمع فيه الرِّجَال الْجواري والإماء وما ملكت أَيْمَانُهم، الْعصر اﻵن يقبل الْعشيق ويقبل الْعشيقَة لا مفر من الإاحتفاء بالجسد بدلا من قمع رغباته..العصور تُوجِدُ لنفسها تِقْنيَّة سرِّيَة بأشكال متعددَة لتجديد الْغرام؟! فيبدوأن هُنَاكَ ثَمَّة حركَة بين الرِّجَال والنساء، تلعب فِي حياتنا ما تلعبه قوَّة الْجاذبيَّة.. كان شوقها فى آخره..قامت فجأه..قم بنا؟! سألت إلى اين؟ بصراحة حيرتنى اجابت: حين لا تجد المرأة رجلا ضارب الدنيا صرمة مثل يس، تقوم بنفس الدور..أنا ادعوك للعشاءعندى. قامت وسحبتنى وأنا منوم بجرائتها؟! قلت : آهى..عقدة (ب.ب) قارورة فرنسا. عند المغاربه؟! اجابت: بل..عقدة (س.س) عندالمصريين-عقدةسى السيد- أنها المكان،المسألة مجرد مكان؟ فأنت راض تماما،بل متمنى،الأمانى تتجسد،جملى الصحراوى اتريد خيمة؟ داخلي يهمس،هل تهزم امرأَةُ الْعزيزهذه اللَّيلَة؟! أنا مسحور، ذائب وهِيَ تضع رِجْلَيْها فِي الْماءوتتكحَّل؟! والوقت بين النَّشوَة والغثيان؟ أشم رائحة النبى يوسف ! تَأْتِي خواطر مضْطَربَة، أُحاول صرفَها فلا تُصرَف! لم تكن من الشَّيطان بل من داخلي.. " عندما أوشكت على الذِّرْوَة أخرجت نفسي لأنتهي على بطنها أحاطت خصري بساقيها وهِيَ تقول :لا..لا.. ابق.!!"ولكنى اعتدلت وقمت..فتأففت وقامت خجلة تستحم؟!! أأنا الأوَّل أم مجرد عابر سرير؟ همهمت مَعَ نفسي ..أحبُّك، فما ذنبي إن جاءني حبك فِي شكل خطيئَة؟! ما أجمل ما حدث بيننا، ما أجمل الَّذِي لم يحدث، ما أجمل الَّذِي لن يحدث ؟! نحن لا نُشْفى من ذاكرتنا. ففى لحظَة من أَجَلِّ ما عرف الزَّمن رغم أنها مُعادَة وتحدُث فِي اليوم الْواحد آلاف الْمرَّات، فهِيَ الْمَعاد الَّذِي لا يُملّ، وما ينبغي أن يُمَل؛ فهو يَتضمَّن سِرَّ الْوجود الأعظم! كانت قد نجحت لجذبى للبن المحوج فى بيتها ..جذبتنى للعسل على شرف رواية سلوى النعيمي "برهان العسل" والغريب (انها ترجمت حديثا للفرنسية باكبر عائد مادى لكاتبة،لتسبق نوال السعداوى ونزار قبانى ؟!ووزعت بباريس 15 الف نسخة ووضع على الغلاف صورة امرأة عارية فى حالة انتظار بالوضع الفرنسى فهل الفرنسيون مهتمين بالجنس ولايزالون ؟! ) تقول البطلة فى الراوية:(هناك من يستحضر الأرواح، أنا أستحضر الأجساد. لا أعرف روحي ولا أرواح الآخرين. أعرف جسدي وجسدهم) رواية النعيمي لا تخفي تبنّيها لكل التجارب التي تعيشها بطلة روايتها، بل إنّ هذه البطلة توحي بأنها نسخة للمؤلفة .. وتقول حبيبتى الخمرية: هى قصتها ؟! اشم ذلك فى رائحة حروفها! وما يهمنا هو أن سلوى النعيمي ترفع شعار نبش المكبوت والمسكوت عنه، وتنتقد ما تسميه "مجتمع التُقية" العربي الذي تقول إنه لم يكتشف بعد "أنّه لم يبق من الثالوث المحرم إلا اثنان: الدين والسياسة.. سقط الجنس من منخل الرقابة، أو إنّها وسّعت فتحاته، بل انها ترى ان العربية لغة جنس تبللها ؟! فى مواجهة ادباء الفرانكوفونية الذين رغم عروبتهم يكتبون بالفرنسية تحت حجة ان العربية لا تعرف كيف يكون الجنس ؟! يدفعها إلى رواية حكايتها مع «المفكر» الذي التقته في أحد المؤتمرات، والذي يحتل المساحة الأوسع في حياتها وجسدها. تضحك وتقول: المفكر حقيقة ..فلسلوى نعيمى نص فى التسعينات"كتاب الأسرار" تتحدث فيه عن المفكر تحت عنوان (قيلواة)وقد قابلته فى مؤتمر عن المرأة- كان يراودهاعن نفسها بعبارة "مارأيك فى قيلولة؟".. فتضحك وتقول نعم ولكن وحدى..ولكن فى اليوم الأخير بالمؤتمر مدت يدها ،وافسحت له مكاناً بسريرها؟! كانت ترى الرغبة الجسدية معدية- فهل لك فى قيلولة؟! [ تبدأ الرواية من لقاء البطلة بـ «المفكر» " كان يقول لي النساء نوعان:المرأة الخسة، والمرأة الجمرة، وأنا أسأله بخبث، وهو لا يرد، بل يجذبني الى صدره وأرتمي عليه، ويقبل عيني وشفتي، وأنا أمص ريقه، ويحسس على بطني، وأفتح ساقي، ويدخلني عميقا ليحترق معي، أود أن أساله؟؟ والرجال كم نوعا؟؟ وتنسيني متعتي ولذتي كل الأسئلة".] تقول النعيمي في روايتها " برهان العسل ": [ "هناك من يعيش ويموت من دون أن يعرف طريق جسده وأجساد الآخرين.كم تكومت من تفاصيل الظروف كي أكتشف وجود المفكر ويكتشف وجودي، كي أراه ويراني؟كم تكومت من تفاصيل الظروف كي تكون لحظة الكشف الأولى التي قررت كل شيء؟ هذا كله أستطيع الآن أن أحركه في ذهني، حبة حبة كالمسبحة، ولكنني يوم التقيته كنت بعيدة عن إدراك خيطها الذي بدأ يلضم الحكاية، حكايتي؟ الآن، وأنا أعيد قراءة ما أكتب، يخطر لي أنني نسجت للمفكر صورة أسطورية، لا علاقة لها به. صورة تتناسى كل ما يجعل منه هو. قلت له: كن، فكان كما خلقته أنا بكلماتي. هذه الصورة ملكي ولا علاقة له بها. يخطر لي السؤال وأنا أعيد الآن قراءة ما أكتب] .. حين نبهتها بأنه لا تزال أشياء بيننا..لا يكفي أن يتعرى الْجسد للجسد؟! وإنما يجب أن يتعرى الإنسان للإنسان ! ! قالت: اخلع خُفَّيْك فإنَّك بالجسد الْمُدَلَّل تطُوى.. قول قبلت بك عروس فترة وجودى بفرنسا،حلالاًوتسرى بى؟! الْهِمت النَّفْسُ الْفجورَ، فسبحان من أًلهمها فُجُورَها وتقواها. أَيقظت حسي بالعُريْ الْمُبْهِج، الفائر، الناعم . .كل كُؤوس الْحياَة الْمُتْرعَة بخَمْر الأحزان والأحلام، نشوَة ..كآبَة ...سَكِر الْقلب الذي لا يراع .. الْموقف تعدى الْملاطفَة.. أبدأ فِي الْوصول لأحلىى أوقات جنونى؟! ماذا بعد الأعمال التّحضيريَة. أَعُدُول أم شروع؟! أَمُمْكِن أن يتراجع رجل اﻵن؟.. كيف تراجعْتَ يا يوسفُ ؟! كيف أيُّهاالصِّدِّيق.. أُقَاوِم حارسي الدَّاخلي؟ولا شهود على تعذيب سجان؟ ولكنى لم اشم رائحة النبى يوسف! هي - أنت فِي أحضاني، ألم تسمع نجيب محفوظ فِي (السَّرَاب) وهو يقول "أعظم واجب فِي الدنيا أن تلاعب فتاَةً جميلَة تحبها"؟! فأنا الجنس المقدس!! أنا مانحة البهجة؟! فلماذا أنت (ظاهرَة مُنَافيَة للطَّبيعَة) أن تسعى لهدف، فإذا أصبح بين يديّكَ تركتة؟ انسبت كيف كنت تطاردنى فى الكلاس؟!وتحضر دروسى وهى مختلفة عن ماتدرس؟! فأنت من سدنة الحكومة تكيل الإتهامات للبشر،أنا إجتماعية حرة تدافع عن البشر،أنت تريد أن تحمى الدولة من ضعف الإنسان ،وأن اطبطب على هذا الضعف واحميه من استبداد الدولة المهين،أنت وثنى أمام تمثال القانون، أن مرتدة عن عبادة وثنك،؟! فالقانون الذى يصنعة بشر،ويعدلة بشر،يجب ان يخالفة البشر؟! قامت فِي غلالتها الْحمراء الشّفافَة .. تألَّقت أنوثَتُها .. قالت: اخلع خُفَّيْك فإنَّك بالجسد الْمُدَلَّل تطُوى.. قول قبلت بك عروس فترة وجودى بفرنسا، حلالاً، وتمتع بى؟! استغرب حين قالت:الأمام على تمتع بامرأة من بنى فحشل؟! قرأت قوله تعالى : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إن اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا الْهِمت النَّفْسُ الْفجورَ، فسبحان من أًلهمها فُجُورَها وتقواها. أَيقظت حسي بالعُريْ الْمُبْهِج، الفائر، الناعم . .كل كُؤوس الْحياَة الْمُتْرعَة بخَمْر الأحزان والأحلام، نشوَة ..كآبَة ...سَكِر الْقلب الذي لا يراع ..وهكذا نجحت معى المفكرة المغربية..كما نجح من قبل مفكرذكر فى "برهان العسل" - مع قرائتنا الرواية و قهوتها المحوجة بالعشق- عرفنا أن برهان العسل ،هوالعسل نفسه : «كنت أصل إليه مبلّلة، وأول ما يفعله هو أن يمد إصبعه بين ساقي، يتفقد العسل كما كان يسميه، يذوقه ويقبّلني ويوغل عميقاً في فمي».." أكبر لذةٍ بعد ممارسة الحب هي الحديث عنه".."أنا لا أنام مع رجل أنا أصحو". لم يكن هناك غير جسدها ،والكمياء القاسية التي تشبه سريان اشد أنواع المخدر فتكا للجهاز العصبى! ..اتذكر.. فأكبر لذةٍ بعد ممارسة الحب هي الحديث عنه.. فنحن لا تنام مع النساء نحن تصحو معهن. فالناس نيام فإذا جاء الجنس انتبهو 2- زواج متعة لمدة ساعة؟فيلم عرض بفرنسا بعنوان اهبك المتعة،لسوء الحظ اختارتة زوجتى من بين خمسة افلام تعرض بمول مواجه للطريق المؤدى لقبر نابليون بونابرت، الفيلم وثائقي إيراني للمخرجة الإيرانية (سودابه مرتضى ) يتعرض لظاهرة زواج المتعة في جمهورية إيران الإسلامية، وفي هذا الفيلم تمكَّنت المخرجة من إلقاء بعض النظرات الفريدة على هذا البلد ذي الجوانب المتعدِّدة..يُقال (من وجهة النظر الشيعية) إنَّ النبي محمدًا قد أوصى أتباعه بالزواج المؤقَّت حين يكونون على سفر، وبحسب الرواية فقد وافق النبي على زواج المتعة في ظروف معيَّنة،على سبيل المثال في أوقات الحرب،أو في الحج؟! وتسمى هذه الممارسة في اللغة العربية بزواج المتعة وتعرف في اللغة الفارسية باسم "زيجة". يتجه بنا الفيلم إلى طهران؛ حيث نجد رجل دين يبدو مظهره من القرون الوسطى، يجلس بعمامة سوداء وعباءة خلف مكتب. ويبدو أنَّه ملم خير إلمام بالمسألة التي يُسأَل حولها. يسند هذا الرجل ظهره إلى الخلف على المقعد ويقول: "يجوز للفتاة العذراء عقد زواج متعة من دون ممارسة الجنس؟! إذ لا يجوزأن تتم أية عملية إيلاج، لامن قُبُل ولامن دُبُر"،ويحك أذنه بخجل،ويضحك وتظهر من ضحكته بعض الفجوات بين أسنانه،ثم يضيف: ( فكَّر القانون الإسلامي الحنيف بكلِّ ذلك ف المتعة عند الشيعة كالزواج الدائم لا تتم إلاّ بالعقد الدالّ على قصد الزواج صراحة، وانّ المتمتَّع بها يجب أن تكون خالية من جميع الموانع، وانّ ولدها كالولد من الدائمة من وجوب التوارث، والإنفاق وسائر الحقوق الماديّة، وانّ عليها أن تعتدّ بعد انتهاء الأجل مع الدخول بها، وإذا مات زوجها وهي في عصمته اعتدّت كالدائمة من غير تفاوت، إلى غير ذلك من الآثار على أنّ الأمر الذي ينبغي الالتفات إليه وإدراكه بوضوح، أنّ الشيعة ورغم إدراكهم وإيمانهم بحلّية زواج المتعة وعدم تحريمه -وهو ما يعلنون عنه صراحة ودون تردد- إلاّ أنّهم لا يلجأون إلى هذا الزواج إلاّ في حدود ضيّقة وخاصّة، وليس كما يصوّره ويتصوره البعض من كونه ظاهرة متفشية في مجتمعهم وبشكل مستهجن ممجوج. ) تميِّز الفيلم بلقاءات حقيقية بين متتبعى المتعة مثل هذا اللقاء في مكتب أحد رجال الدين.يصل له شاب ويسلم ويقبل يده،ويهمس له السؤال: هل يشترط في الزواج الموقت و الدائم حضور شهود ؟ الجواب:العقد المنقطع و الدائم لايحتاج الى حضور شهود ،يلتفت الشاب ويعود يهمس السؤال: اذا كان زواج المتعة محدد لمدة ساعة و استمر الجماع اكثر من ذلك هل وقعنا في الزنا ؟ الجواب: نعم ] يخرج الشاب ويقابل سيدة ويقول لهانتفق على اربعة ساعات وضعف المهر فتوافق ضاحكه،تمضى خلفه،وهويسبح فى سره ويقول بصوت مرتفع :إلا الحرام؟! وتضج القاعة بالضحك. ويسلِّط هذا الفيلم الضوء على ظاهرة زواج المتعة في إيران المعاصرة وحدها ومن أجل إنجاز هذا الفيلم التقت المخرجة النمساوية من أصل إيراني، سودابه مرتضي بعض رجال الدين وأبناء الطبقة الوسطى والشباب، وقد سأَلَتهم حول هذا الموضوع الذي يعرفونه جميعهم معرفة جيدة.ومن وجهة النظر الشيعية كانت تتم ممارسة زواج المتعة قبل ظهور الإسلام، وبعد ذلك في عهد النبي محمد، ولكن بعد فترة قصيرة ألغى "المتشدِّدون السنَّة"زواج المتعة.إذ كان الخليفة الثاني(عمر) ينظرإلى(زواج المتعة)على،أنَّه(زنا)واعتبره محرمًا، ويقولون (قراره كان سياسياً، اكثر منه دينياً) وفي نظر الشيعة كان هذا تدخلاً متعمَّدًا في تقليد أقرَّه النبي محمد. وفي المقابل يتَّهم أهل السنَّة الشيعة بأنَّهم لا يبتغون بزواج المتعة شيئًا آخر غير الدعارة. وهكذا لا يتم تطبيق زواج المتعة في يومنا هذا إلاَّ لدى الشيعة وخاصة في إيران،ونادرًا ما كان يتم تطبيه في العراق،حتى كانت حروب العراق المتعددة مع ايران والكويت وتدخل الغرب القبيح فى حرب تدميريه لقوة صدام. ولما كان الأصل فى زواج المتعة في إيران (يستهدف النساء الأرامل.)امتد بنفس المعيار سراً بالعراق،ولكنه يشكِّل اليوم،وخاصة بالنسبة للشباب، ثغرة جامدًا، فعلى الرغم من أنَّ زواج المتعة مكروه في المجتمع. ونظريًا يستطيع الأزواج الشباب عقد زيجات دائمه، إلا انهم يفضلون من خلال زواج المتعة (من دون عقد زواج تقليدي) ممارسة حياتهم الزوجية.وفي كلِّ عقد زواج متعة يتوجَّب على الرجل دفع مبلغ محدَّد لزوجته قبل إتمام الزواج. ويتم تحديد مدة الزواج في عقد الزواج، وكلّ شيء ممكن - من بضع ساعات إلى عدة أعوام. وهناك قيد واحد فقط: إذ يتحتَّم على المرأة أن تنتظر شهري العدة، أي أن تحيض مرتين قبل أن يجوز لها عقد زواج متعة جديد.ويبين الفيلم كيف طراء تعديل جوهرى على زواج المتعة ،فبأتفاق علنى،أو بنية مضمرة يتجنب اطراف الزواج الشباب أن يكون لهم اطفال منه؟! يصف في الفيلم رجل دين مسن هذه القاعدة بأنها معقولة ويقول: "إذا تزوَّجت المرأة بشكل دائم فأين سيكون الاختلاف في ذلك عن الدعارة؟" ودائمًا عندما يتكلم رجال الدين، يبدو أنَّهم يتحدَّثون من عالم خاص بهم.وتبقى أقوالهم مثلما هي ومن دون تعليقات. تمكَّنت المخرجة سودابه مرتضى وبشكل دقيق من تصوير ابتعاد المجتمع عن رجال الدين في مواقف متجدِّدة. إذ نشاهد على سبيل المثال رجل دين شاباً يسافر في سيارة أجرة من طهران إلى قُم تلك المدينة المعروفة بأنَّها مصنع رجال الدين في جمهورية إيران الإسلامية. وما أن وضع السائق سي دي موسيقى في جهاز تسجيل السيارة وارتفع صوت أغنية تقول:("هزي خصرك") حتى طلب منه رجل الدين الشاب أن يغلقه ويحافظ على الهدوء. ثم قال رجل الدين هذا إنَّ "هذه مشكلة"وأشار إلى الناحية الأخلاقية ،ولكنه لم يستطع اخفاء ابتسامته. وفي مشهد آخر يتعرَّف المشاهد على المشكلات التي تدفع الرجال الذين في منتصف العمر مثل سائق سيارة الأجرة هذا إلى زواج المتعة: فالسائق، المنحدر من أصفهان، يبدو أن عمره أكثر من أربعين عامًا، ولكنه ليس متزوجاً ولا يوجد لديه أطفال.وبما أنَّه متقدم في السن فهو يجد صعوبة في استئجار شقة. ولذلك فقد نصحته زوجته السابقة التي تزوجها بعقد زواج متعة بأن يعقد زواج متعة جديدعلى ارملة عجوز حتى يضمن تخفيف مصاريف النوم فى كمسيون، ولكن في الوقت نفسه يسلط هذا الفيلم الضوء بدقة على رجال الدين الإيرانيين؛ إذ يعرض شخصيات مختلفة تمام الاختلاف: من رجل الدين الشاب الذي كثيرًا ما يبدو غير واثق من نفسه إلى رجل الدين المتعجرف الذي يرتدي عباءة سوداء وعمامة، وحتى آية الله الملتحي في مدينة قُم.ويواجههم الفيلم جميعاً أثناء ممارستهم مهنتهم التقليدية هذه بالواقع الذي يشكِّك وعلى نحو متزايد في حقِّهم القيادي. ويظهر هذا بكلِّ وضوح في المشهد الأخير: حين يرى المُشاهِد مجموعة صغيرة من نساء يضحكن في مطعم - ويبدو مكياجهن مثل دمى باربي، يدخِّن النرجيلة وقد أرخين حجابهن إلى الخلف بقدر الإمكان ليكشف عن قدر كبير من شعرهن، ويسخرن بصوت مرتفع من رجل الدين الشباب الذي كان يجلس على الطاولة المجاورة.ويبدو أنَّ فعلهنّ هذا استفز هذا المسكين الذي يركِّز عينيه بمشقة على طبق الطعام ويبتسم بامتعاض،فى الفيلم رجال الدين لا يأتون بالجديد،إنهم يحفظون،اجهزة كمبيوتر،إنسانية ،يعنعنون ،عن فلان وعن فلان،يقولون طبقا لفتاوى السيد السيستاني دام ظله ويردون على السائلين [السؤال:هل تؤيدون زواج المتعة بالعقد أو بدون العقد ؟ الجواب:زواج المتعة صحيح لابأس به و لكن لايمكن بدون عقد .،.، السؤال: هل زواج المتعة يحل علی الرجل المتزوج بدون علم زوجته؟الجواب: يحل،السؤال:هل زواج المتعة حلال أم حرام؟ الرجاء منكم التوضيح الجواب:من أقبح الذنوب وأكبر الكبائر أن ينسب الانسان التحريم والتحليل الى الله بغير علم قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب). وليس كل حلال يجب أن نقبله لأنفسنا ومن يتعلق بنا فلو خطب بنتك مسلم أفريقي شديد السواد نتن الرائحة قبيح الوجه هل تقبله؟! هذا مع أن ذلك حلال بل مستحب. وأما دليل الجواز فهو الروايات الكثيرة جداً الواردة عن طرق أهل البيت (عليهم السلام) والعامة أيضاً لا ينكرون تجويزه في عهد من الرسالة المجيدة وانما يدعون نسخه في ما بعد. ،السؤال:هل يجوز زواج المتعة من الغير مسلمة؟الجواب: يجوز اذا كانت مسيحية او يهودية .، من الممكن اعتبار موضوع زواج المتعة كعلاَّقة أرادت مخرجة هذا الفيلم أن تعلق عليها صورتها الخاصة عن إيران.صحيح أنَّها صورة كئيبة ومحزنة ومع ذلك يجب علينا أن نأخذها في عين الاعتبار 3- هل اصبحت زوجاً للشيعية، بهذا العبث الذى كان شاهداً عليه رواية برهان العسل؟أم مؤمن آثم بفعله يطلب من ربه الغفران ،فلم يصل الأغواء لحد [المرود فى المكحلة]ولم يتعدى اللمم ما عرفت موضوعًا أرقنى وأرهقنى مثل هذا الموضوع, أصعب ما تكتشف أن ما تتعاطف معه وجدانيًا ليس بالضرورة هو الصواب, فقد يكون وقد لايكون, وأن الصواب المطلق أحيانًا عسير المنال, خاصة إذا كان لدى الطرف الآخر من المنطق بقدر ما لدينا من الشك, وعنده من الحجج بقدر ما عندنا من علامات الاستفهام. ليس الأمر أمر لوم أو تساؤل بقدر ما هو أمر تمهيد لرياضة ذهنية مرهقة،ما أظن لها نظيرًا فى قضية فقهية أخرى, فطرفا الحوار مختلفان أشد الاختلاف السنة ترى أن المتعة حُرمت إلى الأبد,والشيعة ترى أن المتعة حلال إلى الأبد,والسنة تستند إلى مراجعها المعتمدة من صحاح وسنن ومسانيد وتفاسير, والشيعة تبالغ فى استعراض قوة حججها بالاستناد إلى نفس المصادر, والاعتماد على أحاديث واردة فيها أيضًا,والطرفان يحتكمان إلى نفس الآيات القرآنية, لكنهما يخرجان منها بتفسيرات ودلالات لا تلتقى أبدًا ولا تتفق مطلقًا, بل يخرج هذا بعكس ما يخرج ذاك ويؤكده, ويخرج ذاك بنقيض تفسيرهذا وبسنده,وكل طرف يلقى بحجته فتظنها نهاية المطاف فإذا بالطرف الآخر يثبت لك أنها بدايته وأنها مردودة وأناحائر فى اختيارى ،خائف أن اكون تزوجت متعة،و أنا ارفض زواج المتعة كما رفضه كبار الصحابة وأئمة التابعين :عمر وعبدالله بن الزبير, والأئمة الخمسة, أبو حنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل وزيد, وغيرهم كثير،وهؤلاء،لايجتمعون على خطأ أو ينتصرون لباطل، وهى تقبل بزواج المتعة،وترى انكارة فى الدين من جانب السنة،كأنكار الكنيسة لمريم المجدالية وعندها جمعًا آخر من كبار الصحابة والتابعين قد ناصروه, منهم عبدالله بن عباس , عبدالله بن مسعود, وأبىّ بن كعب, وابن جريج, وقتادة, وسعيد بن جبير, وسعد بن المسيّب, والإمام جعفر،وما أظن أن هؤلاء أيضًا يجتمعون على خطأ أو ينتصرون لباطل *و اثارنى تكرار النسخ في مسألة المتعة وىتبين لى انه أمر اختلف فيه أهل العلم،وترجيح النووي فيه بعد سرده قوله: والصواب المختار التحريم والإباحة كانا مرتين،وكانت حلالا قبل خيبر ثم أبيحت يوم فتح مكة، وهو يوم أوطاس لاتصالهما،ثم حرمت يومئذ بعد ثلاثة أيام تحريما مؤبدا إلى يوم القيامة واستمر التحريم ـ شرح مسلم 3/553. فلماذا حللت ثم حرمت، ثم حللت ثم حرمت؟ ولماذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلل شيئا قد حرمه من قبل؟ ولماذا يحلل شيئا شنيعا ولو لفترة مؤقتة؟.اللهم لا اعتراض لكن الذي اختاره ابن القيم أن النسخ لم يتكرر في مسألة المتعة، فعلى فرض تكرار النسخ فليس شيئا من ذلك من تلقاء نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من عند الله تعالى، فليس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مبلغا ومخبرا عنه، وربنا سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه، ويسعفنى قول ابن بطال: وهذا حجة قاطعة في أنه يجب التسليم لله في دينه، ولرسوله في سنته، وبيانه لكتاب ربه، واتهام العقول إذا قصرت عن إدراك وجه الحكمة في شيء من ذلك، فإن ذلك محنة من الله لعباده، واختبار لهم ليتم البلوى عليهم.وأغلب الظن ان الله قد اراد برحمته أن يظل هذا الموضوع مثارًا, بل مثيرًا للخلاف, لحكمة ربما كشفتها لنا الأيام!

ليست هناك تعليقات: