2014/03/22

حوار مع الروائية الجزائرية فايزة قان من إعداد عبد القادر كعبان



حوار مع الروائية الجزائرية فايزة قان
من إعداد عبد القادر كعبان/الجزائر
فايزة قان روائية شابة من أصول جزائرية، ذاقت طعم الغربة في سن مبكرة بعد أن هاجرت رفقة عائلتها الى فرنسا تحديدا. عشقت الأدب و الكتابة منذ الصغر و يعود الفضل الى والدها الذي حببها في اتقان اللغة الفرنسية لتجد نفسها تغوص في عالم القصص الذي سحرها لتحلم بأن تصبح يوما كاتبة ذات بصمة ابداعية مميزة و من هذا المنطلق فتحنا معها الحوار الآتي:
أولا من هي فايزة قان؟
فايزة قان جزائرية من عين تموشنت تحديدا، ولدت سنة 1985. أحببت الكتابة ووجدتها ملاذا حقيقيا أخرجني من الوحدة التي عشتها بعد أن تركت الجزائر مع أسرتي لأجد والدي يحفزني لتعلم اللغة الفرنسية و اتقانها على وجه الخصوص. أتذكر جيدا حين كنت أمسك كراريس فارغة و أبدأ بالخربشة على صفحاتها ثم أتوجه نحو أبي لأقوله له: "أبي أنظر لقد كتبت كتابا"، كان يضحك مرددا: "ابنتي ستصير كاتبة مستقبلا"..
حدثينا عن أول باكورة روائية لك؟
كانت البداية مع رواية "كيف كيف إنشاء الله" التي بدأت بكتابتها بالقلم على جملة من الأوراق و حين ما انتهيت من قرابة حولي ثلاثين صفحة، قرأها أستاذي في اللغة الفرنسية التي تفاجأت بعد فترة أنه أرسلها لدار نشر أجنبية دون أن يخبرني بالأمر بعدما أعجبه السرد القصصي في بداية الرواية. بعد أسبوع من ذلك التاريخ تقريبا وصلتني مكالمة هاتفية غيرت مجرى حياتي للأفضل حيث انني اكتشفت ما قام به أستاذي الغالي، حيث قامت مسؤولة دار النشر بتقديم اقتراح لي و المتمثل في توقيع عقد لإتمام تلك الرواية الحلم.
كيف كان رد فعل الوسط الأدبي الفرنسي بعد نشر روايتك الأولى؟
الحقيقة رواية "كيف كيف إنشاء الله" شكلت صدمة لمن تعود على نوعية من السرد القصصي و الروائي الذي تكتبه المرأة عموما. روايتي الأولى كانت ذات بعد انساني بحت فقصص أبطالها بسيطة للغاية تحاكي يومياتهم التي يعيشها الجزائري أو الفرنسي أو الأمريكي على حد سواء.
هناك من النقاد من شبهك بالكاتبة المغتربة ليلى صبار، فما تعليقك؟
صراحة هو شرف كبير لي لكن لا أجد نفسي في مقام الأديبة ليلى صبار التي حققت نجاحا كبيرا في الوسط الأدبي الفرنسي من خلال أعمالها الأدبية و اهتمامها الخاص بقضية المرأة كالأديبة المبدعة آسيا جبار.
لطالما صرحت الروائية ليلى صبار أنها تعيش في منفى وطني و لغوي و هو أمر قد عاشه سابقا الأديب الراحل مالك حداد صاحب المقولة المشهورة "إن اللغة الفرنسية هي منفاي"، فما رأيك بصراحة؟
فعلا هو أمر يعيشه عموما كل مبدع مغترب قد غادر الجزائر الحبيبة، و كما هو معروف عن الأديبة ليلى صبار أنها من أب جزائري و أم فرنسية درست في الجزائر و لكنها لم تتقن اللغة العربية و هذا ما نجده في روايتها الموسومة " أنا لا أتحدث لغة أبي" أين تعود بنا الى الماضي، الى الجزائر البلد الأم الذي يمثل الجذور و الهوية الجزائرية من خلال شخصية والدها الذي كان لا يتحدث باللغة العربية إلا مع أبناء بلده و أقاربه و أخواته بينما يتحدث باللغة الفرنسية مع زوجته و ابنته ليلى. أما عن الأديب العملاق مالك حداد فقد كتب باللغة الفرنسية كأداة إبداع و تواصل غير أنه كتب بها مكرها حتى أنه قال أيضا:"أنا أكتب باللغة الفرنسية حتى أقول للفرنسيين أنا جزائري"..
ألم تراودك فكرة الكتابة باللغة العربية؟
صراحة فكرت كثيرا في خوض التجربة حتى أنني قمت بعدة محاولات لتحقيق ذلك لكنني لست راضية عن ذلك حتى أنني أشعر في كثير من الأحيان بالغيرة من كل الأسماء التي تكتب باللغتين الفرنسية و العربية تحديدا لما تحمله هذه اللغة من مخزون عاطفي و روحاني.
من هي الأسماء النسائية التي تلفت انتباهك اليوم؟
صراحة هناك العديد من الأسماء الروائية التي تستحق التقدير و إن كان و لا بد فهناك المبدعة آسيا جبار، ليلى صبار و مليكة مقدم و ممن كتبن باللغة العربية أذكر الأديبة زهور ونيسي و ياسمينة صالح و فضيلة الفاروق..
حصلت على جائزة الشباب "بيروت 39" حدثينا عن شعورك في تلك اللحظات؟
فعلا هي جائزة تضيف لأي روائي شاب لكن بصراحة أستاذ لست من النوع الذي يهتم كثيرا للجوائز و أرى أن أكبر جائزة هي حين تلتقي بالقراء أو تتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيعبرون عن ما يخالج مشاعرهم حيال قراءة عملك الأدبي و هو أمر يسعدني كثيرا.
كلمة ختامية للقارئ؟
أقول لكل من تراوده الكتابة أكتب و لا تلتف لأحد.. أكتب ما تشعر به حتى لو بقيت أعمالك حبيسة الأدراج فسترى يوما النور إنشاء الله. كما أتمنى أن يدعم الكتاب الكبار المواهب الشابة التي تحتاج ليد لتصل يوما الى شواطئ الابداع بإمتياز.

ليست هناك تعليقات: